-->

رسالة الى نخب البيظان


لقد تابعت مثل الكثيرين شريط الفيديو المسرب من داخل قبة الجمعية الوطنية في موريتانيا(البرلمان)، و قرأت الكثير من ردود الفعل في وسائل التواصل الاجتماعي، من موريتانيين و صحراويين و أدركت أن هناك حلقة مفقودة في الاتصال بين الشعبين الشقيقين، مرد ذلك هو فوارق صنعها الاعداء، ليس لمصلحتنا جميعا، و إنما من أجل أن تنخر مجتمعنا الواحد، مجتمع البيظان ان صح التعبير، هذا المجتمع الذي يجمع في عاداته و تقاليده ما لا يجمعه غيره.
إن اللهجة الحسانية المحكاة، و الدراعة و الملحفة في موريتانيا و الصحراء الغربية، و الاستماع الى ازوان، و حكايات سريسر ذهبو و شرتات، ومسرحيات الرقاية و المديسي، و مراعي تيرس وزمور وواحات ادرار و بطاح ازويرات، و قصبة الشيخ ماء العينين في مدينة السمارة، واولياء الساقية الحمراء و تكانت، و شواطئ اكركر و سكة حديد سنيم، كلها تتطلع إلى علاقات أفضل بين الجارتين.
سمعت ذات يوم في بلاد الشام، ان هناك شعب واحد في بلدين، وكانوا يقصدون الشعب السوري و اللبناني، رغم اختلاف اللهجات و بعض العادات و التقاليد، و لكن في موريتانيا و الصحراء الغربية يعتبر ذلك المصطلح حقيقة ثابتة ظاهرة للعيان، لا تحتاج إلى ما يثبتها.
إن طريقة تبادل التحية، تكفي لكي تتجول في موريتانيا و الصحراء الغربية دون مترجم، وحب البادية و حرية التعبير و طبيعة البداوة المتأصلة في المجتمعين.
لقد تأثرت كثيرا ببعض المدونين الصحراويين، والموريتانيين على حد سواء، في حوادث مماثلة عندما تنحط القيم و ينتشر التلاسن، وتشتعل نار الفتنة لأتفه الأسباب.
من خلال هذا المقال ادعو الكتاب و المدونين الصحراويين و الموريتانيين، الى إصلاح ذات البين في هكذا حوادث، والبحث عن الحلول و ليس صب الزيت على النار.
إن مجتمعنا مجتمع سمّاع بطبعه، ويصدق الحكاية الشعبية أكثر من الرسمية، وعلينا أن نفعِّل التواصل الاجتماعي الشعبي و الطبيعي، ونتوغل في ما بيننا من أجل أن نحمي أنفسنا بانفسنا، من كل خطر يتغذى على زلاتنا و عثراتنا، ويستقوى بها لكي يوسع العزة بين شعب واحد في بلدين.
بقلم بلاهي ولد عثمان

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *