-->

حربنا ضد التيجان: سننتصر فيها بحول الله


أهو القدر أو الصدفة جعلتنا نخوض منذ أعوام حربا ضروسا ضد التاج الملكي المغربي لندخل اليوم حربا أخرى لا تقل ضراوة وشراسة ضد الفيروس التاجي المعروف باسمه الشائع “كورونا فيروس”؟
في كلا الحالتين سيظل الشعب الصحراوي المستهدف في بقائه حيا كعنصر بشري، يقاتل ضد الإحتلال وضد الوباء مواصلا مواجهته للغزوين بمعنويات مرتفعة و ببسالة المقاتل الميداني، لا يعرف التردد ولا الخوف، مؤمن بالقضاء والقدر بخيره وشره.
إن في كل الحروب ومن الدروس المستخلصة من عمق كفاحنا التحريري تُستصغر كل الأمور أمام سلامة الشعب وحمايته وعزة الوطن وكرامته، وهذا ما عكسه التجاوب السريع لشعبنا الصبور مع استنفار التنظيم السياسي لطاقاته في مواجهته للعدو الجديد الذي لا تحكمه قوانين إنسانية ولا قوانين دولية وبلا أخلاق ولا مبادئ، شأنه تماما شأن الإحتلال المغربي.
إنه كما واجهنا الغزو العسكري بالإلتفاف وراء الجبهة الشعبية بوعي وانضباط صارمين، نواجه اليوم الغزو الوبائي بنفس الوعي والإنضباط إن لم يكن بأكثر. إن التقيد التام بما تقره اللجنة الوطنية للوقاية من فيروس كورونا، هذه اللجنة التي تُعتبر الآن هي “هيئة أركان” حربنا الحالية، هو أمر لا نقاش فيه وإحترامه وتطبيقه شيء إلزامي، والخروج عنه هو مساعدة للعدو الفيروسي للتسلل إلى صفوف شعبنا وإلحاق الضرر به.
إن الحرب مازالت في بدايتها وكيفية التعامل مع الغازي الجديد مازالت تحت الدراسة، وممكن ستفرض هيئة الأركان الجديدة إجراءات مستقبلية أكثر صرامة وصعوبة، وربما لن تُرضي البعض، ومهما كان هي إجراءات كما قال الأخ الرئيس إبراهيم غالي “على الجميع أن يلتزم بها ويحميها، لأنها تحمي المواطن الصحراوي ولا يراد منها التعسف، وأن الهدف منها هو وقاية مجتمعنا من هذا الوباء الذي خلق وضعية دولية غير مسبوقة”.
إن الواجب الوطني يُحتم على الجميع ضبط النفس مع درجة عالية من المسؤولية الفردية والجماعية، وعلى الطلائع من أبناء شعبنا من المناضلين الملتزمين الناكرين لذواتهم أن يتقدموا الصفوف كما في الماضي لحماية الشعب والوقوف إلى جانبه في هذا الوقت الحرج، وذلك بتقوية التضامن الإجتماعي مع الحرص على تطبيق الإجراءات المعمول بها، وبرفع المعنويات في مواجهة حملات الدعاية والإشاعة المغرضة التي تنتعش عادة في هذه الحالات، لا لتخويف شعبنا بالخطر ولا للإستهانة به أيضا، فقط بالإنضباط والصرامة نجحت الصين في حربها على الوباء وفشل الغرب إلى حد الساعة، لأن الديمقراطية والحرية الفردية وحرية الشركات تعرقل أخذ الإجراءات الصارمة الشيء الذي ظهر انعكاسه السلبي واضحا في إيطاليا التي فقط اليوم ثاني وعشرون مارس تتخذ إجراء توقيف الشركات والمصانع عن العمل وتحذر بالغرامة وعقوبة الحبس لمروجي الأخبار غير الصحيحة وذلك بتوجيه من الأطباء الصينيين الذين أكدوا أنه لا يمكن فعل أي شيء أمام انتشار المرض في حالة غير مضبوطة.
بالمناسبة لا يفوت المرء وهو يتابع بيانات اللجنة الوطنية للوقاية من فيروس كورونا إلاّ أن يطمئن ويثني على المجهود الكبير الذي تبذله كافة أجهزة الدولة الصحراوية والجبهة الشعبية، وأيضا التفهم الذي أبداه المواطن لمواجهة الداء والخروج منه منتصراً لا محالة، إن شاء الله.

تحية للأطر الصحية من أطباء وممرضين وكل عمال القطاع الصحي والشباب المتطوع للتحسيس والتوعية الذين هم جميعهم كتائب النصر الموجودة في الخطوط الأمامية يقاتلون العدو ميدانيا داخل المستشفيات الوطنية والجهوية، وعلى المستوى الشعبي أعينهم ساهرة ترصد تحركات الوباء وتراقب المنافذ التي يمكن أن يتسلل منها، نحي أيضا أبطال جيش التحرير الواقفين في وجه جيش الإحتلال يحمون الوطن حتى لا نُفاجأ ونحن منعكفين على الوضع الداخلي الإستثنائي.
بما أننا في حرب مزدوجة ضد التاجين، الملكي والفيروسي، وبكل تواضع أدعو كافة وسائل الإعلام الوطنية وكل الصحفيين والمدونيين ورواد وسائل التواصل الإجتماعي إلى رفع معنويات شعبنا والوقوف معه في هذه المحنة العابرة إن شاء الله، وأن يبتعدوا عن كل ما يمكن أن يمس بالمعنويات أو يشوش على خطة العمل التي تنفذها السلطات الصحية الصحراوية، لا مصدر موثوق أو غيره يُعتمد في حالة الإستثناء هذه، غير مصدر واحد: هو اللجنة الوطنية للوقاية من فيروس كورونا، التي أسمح لنفسي بتسيتها “هيئة أركان الحرب”، وإعتماد غير ذلك هو خلق الغموض وبث الشك والريبة، فالتريث والتدقيق والتمحيص في ما يكتب وينشر ويقال، في إعتقادي من أبلغ المفيدات، فالإشاعة تجري وسط شعبنا كالنار في الهشيم، فاتقوا الله يا أولي الألباب.
بقلم: محمد فاضل محمد سالم

Contact Form

Name

Email *

Message *