-->

التعيين بالهاتف، سابقة منذرة في الإدارة الصحراوية


- آلو، نعم معاك السيد الوزير، أنبشرك، أنت معين في دولة هونولولو.
- آه، جزيت وكفيت السيد الوزير، نعرفها فيك...هي هونولولو أين تقع حاجلي؟؟؟؟؟
الدولة عمرها 44 سنة، تحظى بالإعتراف من العديد من الدول عبر قارات العالم جميعها، لكنها للأسف لا تحظى بإحترام بعض من مسؤوليها، فالكثير منهم لا يقيم حيث اشيدت مؤسساتها بل إختار نعيم نفسه وراحته البدنية على معاناة اللاجئين الذين يتكلم بإسمهم ويصدع رؤؤسهم بالصمود، وكثير منهم لا يستحي في تغيير طقم وزارة بالكامل حين يكلف بها وإستبداله بآخرين من زريبة القبلية النتنة، وبعضهم لا يجد حرجا في المتاجرة بمؤسسات الدولة وإمكانياتها...... وغير ذلك كثير تناولناه كما ينبغي له في الندوات والمؤتمرات والقنوات التي تحددها الحركة التحريرية لكن جوبهت كل تلك الملاحظات بنعوت صبيانية وإستهتار وتجاهل. 
لا يمكن لأي كان التنكر لأهمية الدولة الصحراوية كحاضن للشعب الصحراوي وغلاف سياسي لطموحاته المشروعة، وأيضا رقم من المعادلة في المنطقة لا يمكن تجاوزه، إلا أن كل ذلك لم يشفع لها عند بعض المسيرين الذين تمادوا في الخطأ وأخذتهم العزة بالإثم حتى أصبحوا يتصرفون في المشروع الوطني كما يفعلون مع حافظات نقودهم، يفتحونها ويغلقونها، يضعون فيها ويأخذون منها وفق المزاج....
لم تكن التجاوزات جديدة في الدولة الصحراوية، والصحراويين ليسوا معصومين من الخطأ، لكنهم جميعا يؤمنون بالمثل الحساني الذي يضرب للتوجيه ووضع حد للخطأ والذي يقول: " ياسر من الكفر دون ترك الصلاة". هنا يبدو أن بعض من مسيرين شأننا العام وبسبب التملك وطول العهد بالكرسي أُصيب بداء فرعون ولم يعد ترك الصلاة ذنبا بالنسبة لهم.
ما حدث قبل أيام من إنتشار أخبار متفرقة هنا وهناك في وسائل التواصل الإجتماعي والذي يفيد بتعيينات على مستوى رفيع في الإنتشار الدبلوماسي الصحراوي في أوروبا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية هو سابقة مخيفة في تاريخ الدولة الصحراوية، وتجني سافر على النظم والقواعد الإدارية المعمول بها، ويرقى إلى مصاف المخالفة التي لا ينبغي أن تمر مرور الكرام ليس فقط على من يعنيه الأمر وفق الضوابط التراتبية ولكن أيضا لا ينبغي أن تمر على الشعب الصحراوي دون إدانة وتساؤل ومحاسبة لأنها تضرب في صميم المؤسسة التي تحضن كل الصحراويين والتي بنيت بالدم والعرق والتضحيات وهي الدولة الصحراوية، ويبدو أن الفراعنة هانت عليهم تلك التضحيات وتلك الدماء وذاك العرق.
مما زاد هذا الأمر غرابة هو مشاركة بعض الإطارات المتوسطة والرفيعة في مؤسسة الخارجية في نشره وتعميمه بنفس الطريقة أي عبر الهاتف، فهل من معضلة في فهم هؤلاء الإطارات لمعنى الدولة؟ هل تماهوا مع الأخطاء دون تمعن أو مراجعة؟ بالتأكيد ليس في نيتهم سوء لكن بالإقدام على هذا الفعل ففي تفكيرهم وممارساتهم خلل ينبغي أيضا البحث فيه ومعالجته. مثل هذا الأمر لم يحدث حسب علمنا المتواضع في أي بلد من العالم بما فيها الفقيرة والمتخلفة فكلها يبقى لديها "بقية أخلاق وشئ من التقوى".
يحدث كل هذا والمسكوت عنه أعظم ويقول لك أحدهم لا تكتب عن الموضوع، أتركه فلن تغير شيئا، أنتم تقولون ما تشاؤؤن ونحن سنفعل ما نشاء..... غاب عنهم أن الإيمان والقناعة لدينا أعمق من تلاعباتهم، وأن المشروع الوطني الصحراوي يسير بالشعب لا بهم، وهم زائلون والشعب باق ولكننا نكتب لنحاول فقط مساعدتهم على أن ينطقوا بالشهادة قبل ظلمة القبر.
حمادي البشير
مارس 2020

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *