-->

2000 كتكوت من المسؤول عنها؟


✍ *بقلم* : *الشيخ لكبير / محمد البخاري.* 
- بداية أرجو من المولى عز و جل أن يرفع عن المسلمين هذا الوباء الذي يزداد انتشاراً يوماً بعد يوم، والمسمى بفيروس كورونا. فبصفتنا مؤمنين و مواطنين في نفس الوقت مطالبون بالعمل على الوقاية من هذا البلاء ودرء أسبابه، وذلك بعد التوكل على الله والتسليم بقضائه وقدره.و من ثم الالتزام بكل الإجراءات المنصوص عليها صحيا.
اتخذت دولتنا إجراءات كغيرها من الدول ، و لكن قد أتاحت للبعض التنقل قدر الاحتياج كالتجار مثلا و ذوي الحالات الاستثنائية التي لا تخلو منها أي دولة ، و في صدد هذا الموضوع حددت كل ولاية قائمة تحوي في طياتها أشخاص يمتلكون شاحنات قصد تلبية مطالب التجار و تقليص الحركة و تسهيل عملية الإنضباط لدى حراس المراقبة ( الكترول). 
يعتبر الوالي هو المسؤول الأولى عن تسيير هذه العملية و ضبطها و مراقبتها عن بعد ، في يومها الأول *22/03/2020* ، تسابقت الناس واحد تلو الآخر إلى مقر الوالي( السمارة) رغبة في لقاءه كل حسب معضلته ، كنت من بين هؤلاء الناس و جدت حشدا كبير أمامي ، انتظرت حتى وصلني الدور فبعد السلام طلب مني الجلوس و الخوض في مشكلتي كنت متفاءلا إلى حد بعيد فشرعت بذكر مشكلتي فكان جوابه بالنفي في بداية حديثه و على أن الأمر صعب و لا يجوز إطلاقا ، و ما إن تجاذبت معه أطراف الحديث بكل هدوء وئقة ، فإذا به يتراجع رويدا رويدا عن قراره الذي أعطاء أياه بالنفي في البداية . و فجأة طلب مني الذهاب إلى المكلف بالتجارة في الولاية لأخبره بأن يدرجني في قائمة التجار الذين يسمح لها بالخروج من الولاية حسب الحاجة ، ذهبت مسرعا نحو المكلف بالتجارة في الولاية فأخبرته بما دار بيني و بين الوالي ، فنفي قولي و قول الوالي ، فرجعت ادراجي إلى الوالى لافصح له عما دار بيني و بين المكلف ، فطلب مني الوالي الرجوع من حيت أتيت ، بدأت اتنقل بينهما و كأنني في حلم انقل كلام هذا و أرد كلام هذا، تكرر المشهد ( ذهابا و ايابا ) معي عدة مرات حتى جمعتهما معا ( الوالي . المكلف بالتجارة) في ادراة وحدة ، اتفقا معي على أن ليس هناك أي مشكلة بالنسبة لي ، فخاطبني الوالي قائلا أذهب فأنت مسموح لك بالخروج حسب عملك. 
بدأت في علمي الدؤوب ( مشروع الدجاج الوقع بالقرب من سيمون بليفار) و بكل بساطة و بين الحين و الآخر اواجه مشكل مع أصحاب المراقبة ( الكنترول) ،تارة أنتظر دقائق و تارة أخرى نصف ساعة بسبب أنني لا امتلك أي ورقة تدل على أني مرخص - هم محقون في قولهم و مخلصون في عملهم - فعندما يضيق بي الحال اتصل بالوالي فيحل المشكل من خلال الاتصال بهم.
في مساء يوم *2/04/2020* خرجت و معي عمال المسلخ قصد الذبح كعادتي ، رجعت للولاية للمرة الأولى قصد التوزيع الدجاج داخل الولاية و عند خروجي منعوني من ذلك ، حينها اتصلت بالوالي فرد اعلي و لم يحل المشكل وقطع السماعة في وجهي ، اتصلت به حوالي 20 مكالمة دون ملل و لا كلل فلم يرد التمست له كل الأعذار لكن لا جدوى من ذلك ، انتابتي شعور بالخوف من الخطر الذي يراودني الدجاج لم يتم توزيعه كاملا ، أما أن أصحاب التربية في المشروع فهم يشتكون من نقص الغاز الذي يعتبر هو المادة الأساسية في حياة هذا الدجاجة و يطالبون النجدة ، فبات حال الدجاج الصحراوي في خطر مما قد يسبب عاهة في السوق المحلي للولاية .
بعد أن طال انتظاري و ضاق أمري و نفذ صبري ذهبتُ مباشرةً بعد صلاة المغرب إلى مكان إقامة الوالي حتى أشرح له الوضع بكل تفاصيله ، لم أجده حينها انتظرته حتى عاد فوصفت له الوضع ، فأرسلني إلى المكلف بالتجارة ليرخصني ذهبت إلى مكانه ليلا دون تردد و هذا الأخير و لم يكتب لي أي روقة تدل على ترخيصه لي و لكنه خاطبني بأن أذهب الى ( الكترول) لاربطه باتصال هاتفي مع قائد الفصيلة ، و من ثم تم السماح لي بالخروج و أنا في أشد الحاجة إليه و ما إن وصلت إلى عملي و جدت الدجاج في حالة يندى لها الجبين ماتت فيه قرابة *2000 كتكوت* بسبب البرد الذي تعرض له من خلال التفريط و اللا مبالاة من طرف السلطات المعنية بالأمر و التمادي في حل مشكلتي.
إن إصرار السلطات على العناد والخطأ لهو الفشل بعينه ، و من هنا على السيد الوالي و المكلف بالتجارة في الولاية *تحمل هذه المسؤولية* فهذا الخطأ الذي ذهب ضحيته حوالي 2000 كتكوت( فلوس) . فإلى الله المشتكى .

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *