-->

صحراويون من أجل تقرير المصير


إن الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب كحركة تحررية هدفها تحقيق إرادة الشعب الصحراوي في تقرير مصيره ظلت على الدوام قادرة على تقديم الحجج والبراهين ضد كل الإدعاءات الموجهة ضدها بالفكر والفعل الميداني ومن هذا المنطلق وكمؤمنين بالجبهة كإطار سياسي جامع وانطلاقا من أهمية احترام الرأي الآخر ومناقشة الفكرة فإننا سندلي برأينا الخاص حول التوجهات التي تحاول القفز على الجبهة كممثل شرعي وحيد للشعب الصحراوي إبان حربه التحريرية.
بداية ما يجب الإشارة إليه أننا هنا نطرح النقاش مع الآراء المختلفة حول التوجه الإيديولوجي فقط مع الإحتفاظ بوحدة الهدف ألا وهو تقرير الشعب الصحراوي لمصيره ـ وعندما نقول تقرير المصير فنحن نلتزم الحياد إلى أبعد الحدود فلو عبرنا عن رأينا الخاص لقلنا الإستقلال التام ـ ولو اختلف الهدف لأصبحنا أمام رأي معادي يحاول القفز على شرعية وعدالة شعبنا المكافح.
ولو افترضنا جدلا أننا أمام إختلاف إيديولوجيات فيجب على كل توجه جديد أن يقدم الأدلة المقنعة والمقنعة جدا والضمانات والأفعال الميدانية التي ستحقق هدف الصحراويين المنشود وفي نفس الوقت الإجابة على السؤال القائل ما هي أسباب تجاوز الإطار الموجود؟ وسيظن البعض أن هذا بسيط ويقتصر على خطابات سياسية أو مجاملات ومداهنات وهو ليس كذلك.
إن إي توجه مستحدث يجب أن يتحدث عن مكمن الخلل بالجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب وإننا نقول الجبهة وليس الأشخاص، ولماذا لا يتواجد أصحاب المشاريع الجديدة داخل المؤسسات الوطنية تحت إطار الجبهة ومن خلال أدوات التصحيح المؤسس لها قانونيا كالنقد وتعديل المواد القانونية وطرح الأفكار الإصلاحية التقويمية من داخل هيئات التنظيم القائم وإن كان الجواب كما هو متداول بأن هذا صعب وغير ممكن وهناك من يسيطر على التنظيم و و و ..... فكيف سنقتنع أن من يعجز عن إقناع الصحراويين بتعديل مادة أو تغيير شخص أنه سينجح في إقناعهم بتغيير ممثلهم الشرعي وإطارهم السياسي الذي قادهم في أحلك الظروف.
وبالحديث عن الأهداف الجزئية ـ لأننا دائما نتحدث عن هدف عام مشترك واحد ـ التي تتحدث عنها جل الإنشاءات الجديدة فإن طرحها في حد ذاته يطرح إشكالا فعندما نتحدث عن التغيير أو السلام ... فنحن نختار بالنيابة عن الصحراويين وهذا يعود بنا لنقطة الصفر التي ينطلق منها جل من ينحرفون عن إطار الجبهة ـ أو على الأقل هذا ما يروجون له ـ وهي عدم احترام إرادة الشعب من طرف القادة الحاليين.
ودائما في إطار الأهداف الجزئية فمثلا عندما نتحدث عن السلام كمثال، هل يحاول أصحاب هذه المبادرة إقحامنا في هذا التوجه إلى الأبد؟ مع أن هذا الطرح هو في حد ذاته ترفضه شريحة كبيرة من الشعب وتطالب بالعودة إلى خيار الحرب باعتبار جل الإنتصارات حققت بهذا المبدأ والرهان على الجبهة إبان التأسيس كان من هذا المنطلق حيث تبنت العنف الثوري كأول مبدأ وكان ذلك الخيار استراتيجي حيث أن كل الخيارات السلمية باءت بالفشل بل أن أغلب التناقضات المطروحة حاليا يعتبرها غالبية الصحراويين وليدة فترة السلم، بل إن اختيار السلم هو رضا ضمني عن المرحلة القائمة حاليا وبالتالي فرفض واقع والإتيان ببديل يحاكيه مضمونا فهذا درب من العبث، إن خيار السلم في حد ذاته بعيد كل البعد عن إرادة الأغلبية واختياره كبديل للجبهة الثورية بقيادة جيشها الشعبي هو الحكم على جنين بالموت قبل ولادته.
وبالحديث عن الأشخاص فتواجد عناصر معروفة بولائها للأطروحة المغربية بالمبادرة الجديدة القديمة هو تمييع للعلاقة مع المحتل المغربي ومحاولة تغيير العلاقة القائمة مستعمَر ـ مستعمِر وإنشاء علاقة جديدة ظاهرها السلام والتعايش ومصلحة الشعب وباطنها القفز على شرعية القضية وإضفاء الشرعية على استيطان الصحراء الغربية من طرف المحتل المغربي.
إن ما حققته الجبهة إلى حد الآن من إعترافات وإنجازات هو تاريخ لكل صحراوي مؤمن بعدالة القضية ولن تكون يوما حكرا على أحد ومن حق جميع المناضلين إكمال المسار ضمن إطارها بما يضمن تحقيق إرادة الشعب الصحراوي ومن حق الجميع نقد الواقع والإستراتيجيات والأشخاص ضمن مهامهم شرط أن يكون الطرح موضوعيا والبديل مناسبا والمنتقد في وضع فعال وفي ميدان الفعل النضالي، ومن حق جميع المناضلين هز الإنتهازيين والعملاء وتقويم اعوجاج المسار الثوري عبر القنوات الرسمية التي أنشأت من أجل ذلك ونحقق هذا بتقويتها باستمرار لتلعب الدور المنوط بها.
إن الخيار المحايد الذي يلبي كل تطلعات الشعب الصحراوي هو استفتاء نزيه حر وشفاف لكل الصحراويين ومن يتقدم في هذا الإتجاه سيجد بالتأكيد آذانا صاغية وما دون ذلك سيبقى مجرد محاولات لها أهدافها المبيتة وستنقشع رويدا رويدا كسابقاتها بمجرد اصطدامها مع عدالة القضية وظهور الأهداف التي أنشأت من أجلها.
إننا مؤمنون كل الإيمان أن الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب إطارنا السياسي الوحيد القادر على قيادة المعركة مع المحتل المغربي وحلفاؤه الرجعيين والإمبرياليين دعاة التوسع.
بقلم: حمادي جامع

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *