رحيل ابرز قيادات جبهة البوليساريو بعد رحيل الشهيد محمد عبد العزيز
انا لله وانا اليه راجعون...
الشعب الصحراوي يفقد واحد من ابرز قياداته في مساره النضالي بعد الشهيد محمد عبد العزيز، خلال ثلاثين سنة الماضية.
نفقد اليوم قامة كبيرة ترحل عن شعبها في هذه الظروف الصعبة، مهندس الظل لكثير من الأحداث الوطنية، الداخلية والخارجية لسفينة البوليساريو خلال ثلاثين سنة الماضية يرحل عنا اليوم بعد صراع مرير مع المرض.
#امحمد_خداد الإطار الذي حضر ظله في كل الأحداث البارزة والمهمة للبوليساريو، فكان الرجل الثاني في كثير من الأحيان والأول رحمه الله حينما يتعلق الأمر بتفاصيل ملف التسوية الأممي في مختلف منعطفاته.
رحل #أمحمد_خداد، تارك وراءه إرثا ثقيلا وفرغا كبيرا، يصعب ملؤه في القريب المنظور، فالرجل رحمة الله عليه راكم تجربة لا يستهان بها، فكان مدرسة فريدة في إدارة معركة الوجود للبوليساريو خلال الفترة الأخيرة.
ارتبط اسم الراحل باكثر الملفات تعقيدا وحساسية من الأمني بشقيه الخارجي وتشعباته الداخلية ،الى ملف حقوق الإنسان والثروات والمعارك القانونية في المحاكم الدولية، بالإضافة إلى الملف الذي خبره جيدا وهو التعاطي مع الأمم المتحدة.
المرحوم شكل اسمه علامة متميزة في كل محطات المفاوضات التي خاضتها الجبهة السري منها والمعلن، الرسمي وغير الرسمي، فكان الرقم الثابت الوحيد مهما تغيرت الأسماء، ليلقب بكبير المفاوضين
#امحمد_خداد رحمه الله، القليل الكلام والغير محب للاضواء كثيرا وتعقيد العلاقات، مستمع جيد ومحاور لبق ما اذا شعر بالإطمانان تجاه محاوريه، رغم حذره الشديد في نسج العلاقات.
كان لي شرف العمل معه في إدارة محطتين وطنيتين كانت آخر لجان اشرف عليهما الراحل لانتخاب المجلس الوطني، وكذلك انتخاب رؤساء الدوائر 2014 بعد المؤتمر الرابعة عشر للجبهة على التوالي، ثم عديد اللقاءات بعد ذلك بحكم عملي في ديوان أمانة التنظيم السياسي، لتتعزز العلاقة اكثر بعد انضمامي للعمل في السلك الدبلوماسي وزيادة التواصل بيننا لكونه المسؤول الأول عن رسم سياسات العمل الخارجي.
كنا نلتقي كل ما سنحت الفرصة في المخيم اذا تصادف تواجدنا فيه، آخر تواصل بيننا بداية شهر مارس حيث اتصلت به لأطمئن على صحته، واستفسر عن بعض التوجيهات ذات العلاقة بالعمل ففي نهاية النقاش، ختم بكلمة السياسة مواسم والظرف الذي نمر به من أحسن المراحل خلال ثلاثين سنة الماضية، اذا ما احسن الاستثمار فيها.
الأكيد ان كل فرصة للقاء مع الرجل رحمة الله عليه، كانت تمثل إضافة بالنسبة لشخصي، فتحس ان الرجل فعلا احد القيادات المطلعة وان له ما يميزه عن باقي الرفاق، من سعة اطلاع وتفهم لكثير من متطلبات المرحلة وتحدياتها حتى وان كان يتفهم صعوبة تنفيذها او تغييرها في الوقت الراهن.
رحم الله الفقيد واسكنه فسيح جناته مع الطيبين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
حدي الكنتاوي.
