أفـل نجم أضاء الدرب زمن طويل؛
عندما علمت قبل 6 أشهر أن ولـد خداد مريض حقا، أدركت أن ذاك النجم المضي لا يطفي شعلته إلا أمر عظيم، لأنه ببساطـة رجل سخر نفسـه و جهده و كل همـه في خدمة شعبه منذ الوهلـة و ظل يجابه بعزيمة فلاذية و صبر منقطع النظير.
أمحمد ولد خداد كان شخص يجمع بين خصال النظرة الثاقبـة و عمق الرؤية و العمل بصمت... أمحمد كان يعرف أين يضرب العدو و متى و كيف، كان يعزه الصديق لرزانته و عظم هيبته و يخافه العدو لذكائه و فطنته... أمحمد كان صادقا في كل شيء، صادق مع رفاقـه و زملائه و مع شعبه، و ظل كذلك حتى آخر رمق من حياته.
أمحمد ولـد خداد، ليس مهندسا للمعركة القانونية و قائد قاطرة ملف الثروات الطبيعية وفقط، بل كان عقل الوفود الصحراوية المفاوضة، و الرقم واحد في علاقة الجبهة مع المينورسو، و أدار الرجل "الكتوم" ملفات حساسة في أزمنة حساسة، من قبيل تحديد الهوية و التأسيس لإحصاء صحراوي يكون بمثابة مرجعية رقمية منظمة.
أمحمد ولـد خداد، لم يكن دبلوماسيا و حسب كما عرفناه مؤخرا، بل جمع الراحل بين العمل الداخلي في الولايات و المؤسسات الوطنية و الخارجي في السفارات و البعثات الدبلوماسية، ما أكسب الرجل معرفة واسعة و تجربة كبيرة، أهلته ليكون رئيس للجنة الخارجية بالأمانة و الوجه الأول للدبلوماسية الصحراوية، سنوات طوال.
لا شك أن رحيل أمحمد اليوم، مؤلما و محزنا و موجعا، و الأكثر أنه خسارة رجل عظيم من طينة الكبار، أمر يتطلب استجماع القوى و إستعادة الأنفاس، و العمل بعهد الراحل و سلفه من الشهداء، الذين عملوا بكل صدق و سخاء و وفاء و تضحية إلى أن أزفت ساعة الرحيل.
رحم الله الشهيد أمحمد خداد، و كافة شهداء الشعب الصحراوي و أبنائه البررة... إنا لله وإنا إليه راجعون.
✍️الشيخ لكبير سيدالبشير
