-->

رحيل اب ....عبدالله حمدى شعبان كما عرفته.


فى اول يوم من عملى كموظف بولاية أوسرد، صادف ذات يوم حملة من حملات النظافة التى دأبت  الدولة الصحراوية عليها منذ التأسيس بمحيط الولاية وكموظف جديد شرعت مباشرة فى الحملة دون فرصة للتعرف على أعضاء المجلس الشعبى الجهوى ، ومن باب الفضول  كل مرة اسرق النظر لارسم صورة عن كل عضو كخطوة أولى للمعرفة وأول ما ثار انتباهى شيخ متقدم فى السن نحيف جدا ومن وقت لاخر ينفث دخان (طوبته) وبالكاد يحاول التقاط بعض القمامة ليلقيها على متن الشاحنة،  ولفضولى أكثر بادرت بسؤال  أحد الأصدقاء عن من يكون هذا الشيخ وما علاقته بالمجلس الشعبى وجاء الجواب سريعا  أنه مدير الحرس البلدى وعضو بذات المجلس  ، وكم كان اعجابى به عند ماتقدمت وعرفته بنفسي وانى تشرفت للتو  بعضوية المجلس ، اول مابدرنى به على طريقة اباءنا الأجلاء نعرف والديك كاملين ونتمى لك النجاح ياولدى ومرحبا بيك معانا _ والشغلة الزينة والصبر _ كلمات يرددها بشئ من  المرح والدعابة طيلة العمل ، من ساعتها ، والشيخ المدير عرفته ودودا ناصحا مثابرا كريم المعشر ، كان كل  صباح يحضر كعادته الى مكان العمل قبل كل واحد منا ليتأكد من يوميات العمل ، وكل مرة تلتقيه ستستفيد من محاضرة فى تاريخنا التليد أو حكمة من عبر هذا الزمان الذي يرحل فيه   الأفذاذ بقضاء الله وقدره، كان رحمه الله السباق بالرغم من سنه المتقدمة الى الحضور فى المناسبات الوطنية رمزا للمقاومة الوطنية ، مديرا ملما بكل  حيثيات العمل له دراية كبيرة بكل أفراد الحرس  حضوره لاجتماعات المجلس الشعبى الجهوى كان منارة بالقول والفعل وابا للجميع وحتى عند ماغيبه المرض كان اسمه حاضرا عند منادات الحضور ، قليل من كثير لن افيه حقه وفى هذا المصاب الجلل اعزى نفسى واعزى عائلته الصغيرة والكبيرة الممثلة فى المجلس الشعبى الجهوى لولاية أوسرد لفقدان اب قل نظيره .
انا لله وانا اليه راجعون 
محمد احمد ابراهيم 
مدير الديوان _ ولاية أوسرد
2020/05/14

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *