-->

حكم الاقزام ......الجزء الثاني


بعد أن أنهى الرئيس محمد عبدالعزيز سطوة وجبروت اللجنة التنفيذية على اثر أحداث خريف 1988 ، عمل على تشكيل خارطة جديدة للقيادة الصحراوية تجمع بين فرقاء أزمة 88 وتضم مختلف أطياف النسيج الاجتماعي الصحراوي .
ورغم صعوبة المهمة، إلا أن الرئيس نجح في مسعاه من خلال الإعلان عن تأسيس الأمانة الوطنية كأعلى هيئة سياسية في البلاد على انقاض اللجنة التنفيذية،وهكذا اجتمع اعداء الامس تحت مظلة واحدة حيث شكل الرئيس نقطة توازن بين تلك المجموعات المتناحرة على السلطة واستطاع بفضل حنكته وحكمته أن يوفق بينهم في ظل الهيئة القيادية الجديدة المسماة " الأمانة الوطنية"
وعلى طول مسيرة هذه الهيئة ، اختبر الرئيس عد كبير من القيادات لتولي مناصب عليا في الدولة ، لكن ثلة قليلة هي التي حظيت بثقته وسايرت جميع مراحل البناء المؤسساتي الذي عرفه عهد الشهيد واستطاعت أن تصل لأعلى المراتب في السلطة من خلال تدرجها في السلم الوظيفي من منظور الرئيس القائم على الانضباط والتفاني في العمل والإخلاص .
وفي المقابل ، فشل آخرون في كسب ثقة الرئيس بعد ان استنفذ جميع المحاولات من أجل أن يجعلهم في الصف الأول للقيادة السياسية، ولا يعود فشل هؤلاء في كسب ود الرئيس إلى خلاف جذري معه ، لأن الذين اختلفوا معه اختلافا جذريا اختفوا كليا من الساحة السياسية ومنهم من اختفى من المشهد نهائيا،بل يعود فشلهم الى انهم لم يكونوا في مستوى تطلعات الرئيس كمسيرين ينبغى أن يكونوا مثاليين قولا وفعلا.
وقد سقط عدد كبير من القادة في اختبارات الرئيس ،فبدأت رحلة الصعود نحو الهاوية تلاحق العديد منهم، في حين أن الذين حالفهم الحظ كلفهم بمهام وطنية في إطار سياسة التوازنات المجتمعية التي فرضت نفسها بعد أزمة 88، لكنهم ظلوا بعيدين كل البعد عن دوائر صنع القرار إلى أن جاء العهد الجديد ، ليتحولوا بقدرة من اقزام السلطة إلى الصف الاول وتلك هي خطيئة النظام في ثوبه الجديد و التي اوصلتنا إلى مانحن فيه من واقع مآسوي وعلى جميع الأصعدة .
بقلم الاستاذ : التاقي مولاي ابراهيم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *