-->

هل تنجح روسيا في كبح جماح التدخل الفرنسي في قضية الصحراء الغربية؟

اكدت ورقة تحليلية أعدها قسم الدراسات بموقع صمود الصحراوي ان الموقف الروسي الجديد من قضية الصحراء الغربية شكل ضربة قوية لفرنسا التي ظلت لعقود تتحكم في مسار قضية الصحراء الغربية، فلأول مرة تعجز فرنسا عن الدفاع عن الاطروحة المغربية داخل مجلس الامن، وتجعل قرارات الملك محمد السادس التي لا رجعة فيها بشأن أزمتي طرد المكون المدني والكركرات تتهاوى.
وابرزت الورقة التحليلية التي تناولت تطور الموقف الروسي وانعكاساته وافاقه المستقبلية على القضية الصحراوية “ان روسيا ارادت من خلال موقفها الجديد من قضية الصحراء الغربية توجيه رسائل الى عدة اطراف تؤكد اهتمام موسكو بالملف الصحراوي والاستعداد للدفاع عن موقفها حتى ولو تطلب الامر اللجوء الى استعمال اوراق استراتيجية كحق النقض داخل مجلس الامن الدولي، لذلك ساهم الموقف الروسي في افشال المناورات التي أدت الى اندلاع أزمتي طرد المكون المدني للمينورسو والكركرات، واسقط رهان المغرب على اقحام الجزائر كطرف في النزاع، وتغير الوضع القائم في الأراضي الصحراوية المحررة.

واكد التحليل ان تراجع حدة الموقف المغربي وقبول الرباط المشاركة في لقاءات جنيف رغما عن ارادتها، وتلويح موسكو باستغلال نفوذها لفرض العودة للشرعية الدولية في الصحراء الغربية، والتصدي لمحاولات العبث بمصالحها بالمنطقة او تجاهلها، معطيات تثبت قدرة الموقف الروسي على احداث التحول المطلوب في مسار التطورات، والدفع في اتجاه التعجيل بتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية.
وتوقعت الورقة التحليلية ان يستمر زخم الضغط الذي احدثه الموقف الروسي خلال السنوات المقبلة؛ اذ من غير المستبعد ان تستغل روسيا نفوذها بالمنطقة للضغط في اتجاه احياء مخطط التسوية الاممي الافريقي، وإطلاق مفاوضات حقيقية وشاملة بين المغرب وجبهة البوليساريو وتعزيز دور الاتحاد الافريقي، وهي نقاط شكلت محور ارتكاز الحملة التي أطلقتها فرنسا منذ سنوات بهدف اخراج قضية الصحراء الغربية عن مسارها الطبيعي كمسالة تصفية استعمار مدرجة على جدول اعمال الأمم المتحدة منذ 1963.
كما ان الموقف الروسي الذي اظهر جبهة البوليساريو كشريك لا يمكن تجاهله في عملية السلام وجهود تعزيز الاستقرار والامن بمنطقتي شمال افريقيا والساحل، سيعزز بدون شك الموقف الصحراوي في افق استئناف المفاوضات مع المغرب. ويفتح افاقا واسعة امام جبهة البوليساريو لإقامة علاقات مع دول فاعلة على غرار الصين.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *