الرئيس الفلسطيني عباس يرفض تلقي مكالمة هاتفية من بومبيو
قالت الإذاعة الإسرائيلية العامة إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفض تلقي مكالمة هاتفية من وزير الخارجية الأمريكي قبيل إعلان الإدارة الأمريكية موقفها من مخطط السلب والنهب المعروف بالضمّ، وبالتزامن تواصل بعثة أمريكية التداول مع جهات رسمية إسرائيلية بهذا الموضوع منذ وصلت للبلاد يوم الجمعة الماضي.
وأوضحت الإذاعة الإسرائيلية أن الرئيس عباس، رفض تلقي اتصال هاتفي من وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، حول خطة إسرائيل لضم أراض من الضفة الغربية لافتة إلى أن ذلك جاء بعد أن كانت هناك اتصالات مكثفة لترتيب محادثات هاتفية بين الجانبين، قبل بدء المناقشات الأمريكية- الإسرائيلية حول الضم المخطط لأجزاء من الضفة الغربية المحتلة. كما ذكرت أن عناصر في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية التقوا هذا الأسبوع مسؤولين في السلطة الوطنية الفلسطينية في رام الله في محاولة لتنظيم محادثات مع البيت الأبيض حول “خطة السلام” لكن هذه الجهود باءت بالفشل.
ومن بين الرسائل التي نقلها الفلسطينيون إلى الجانب الإسرائيلي حسب الإذاعة الإسرائيلية أنهم قاموا بإعداد لوائح بكل قطع الأسلحة والذخيرة التي بحوزة قوات الأمن الفلسطينية تمهيدا لنقلها في شاحنات إلى مستوطنة بيت إيل وتسليمه هناك للجهات الإسرائيلية لتتحمل إسرائيل المسؤولية الأمنية ميدانيا. كما قالت إنه من المنتظر أن تعلن منظمة التحرير الفلسطينية أنه لم تعد هناك سلطة فلسطينية ولا حكومة فلسطينية تؤّمن الرواتب.
ويقول الفلسطينيون عن هذه الخطوة إنها كانت آخر إجراء يمكن اللجوء اليه، و”لم نكن نشاء ببلوغه والإعلان عنه، ولكنه على ما يبدو حان وقت اللجوء اليه وعلى إسرائيل تحمل مسؤولياتها الآن”.
ويقول الفلسطينيون عن هذه الخطوة إنها كانت آخر إجراء يمكن اللجوء اليه، و”لم نكن نشاء ببلوغه والإعلان عنه، ولكنه على ما يبدو حان وقت اللجوء اليه وعلى إسرائيل تحمل مسؤولياتها الآن”.
وتساءلت الإذاعة الإسرائيلية عما إذا كانت هذه التسريبات مناورة للضغط على إسرائيل أم أن السلطة الفلسطينية جادة في تهديداتها وستخرجها لحيز النفيذ بحال تطبيق فرض السيادة الإسرائيلية داخل مناطق في الضفة الغربية المحتلة.
عدة مقترحات
بعد يومين من وصول الوفد الأمريكي إلى إسرائيل لبحث قضية إحالة السيادة ذكرت صحيفة “إسرائيل اليوم” الأحد أن الوفد لم يحدد بعد اجتماعات مع القيادة الإسرائيلية. ومن المتوقع أن يلتقي المبعوث آفي بيركوفتش والسفير الأمريكي ديفيد فريدمان وعضو لجنة رسم الخرائط سكوت فيث برئيس حكومة الاحتلال نتنياهو ووزير الأمن بيني غانتس ووزير الخارجية غابي أشكنازي ومع ذلك، حتى هذا الوقت لم يحدد الوفد الأمريكي عقد اجتماع مع أحد الثلاثة.
وقالت الصحيفة التي تعتبر بوقا لنتنياهو إن هناك احتمالا أن تعقد لجنة رسم الخرائط في هذه المرحلة، (تضم رئيس الكنيست ياريف ليفين، ورونين بيرتس، المدير العام للوزارة)، اجتماعات مع بيركوفيتش لكن، من الجانب الإسرائيلي أو الأمريكي، رفضوا تقديم تفاصيل.
وتتابع “إسرائيل اليوم”: “بالنسبة للجانبين الإسرائيلي والأمريكي يُفترض أنه لن يحدث شيء في الفاتح من يوليو/ تموز وأن نافذة فرض السيادة ستفتح على الأقل في الشهرين المقبلين. ويقوم الجانبان الإسرائيلي والأمريكي بفحص مقترحات، بدءاً بإمكانية التحرك الكامل لتطبيق السيادة على 30٪ من أراضي الضفة الغربية المحتلة دفعة واحدة أو بالتدريج بإعلان السيادة على الكتل الاستيطانية الكبرى.
وحسب “إسرائيل اليوم” هناك جدل حول غور الأردن، حيث هناك إجماع إسرائيلي رغم حساسية الموقف من جهة الأردن وفي المقابل هناك اقتراح آخر يتحدث عن فرض السيادة على وجه التحديد في المستوطنات فقط في حين يعتقد البعض أن الكتل الاستيطانية يجب أن يكون تحظى بإجماع داخلي.
أولمرت ولفني
ومقابل تأكيد جهات رسمية وغير رسمية، عسكرية وسياسية على حيوية الضم تحذر أوساط أخرى من خطورة مخطط إسرائيل عليها ومنها رئيس حكومتها السابق إيهود أولمرت الذي اعتبر في مقال نشرته “معاريف” السبت أن الزعم القائل بأن الأغوار الفلسطينية حيوية لإسرائيل لاعتبارات أمنية لا يزال على ما يبدو يعيش مخاوف 1967، أو يحاول أن يبيع للإسرائيليين قصة كاذبة عن خطر ليس قائما، عن حاجة أمنية ليس لها أساس في الواقع وعن تحدٍ استراتيجي عديم كل قيمة”.
وتبعته وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني التي وصفت مخطط إسرائيل بضم أراض فلسطينية لسيادتها، بـ”الخطأ التاريخي الكبير”. وقالت ليفني، في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية، إن “ضم نحو 30% من الضفة الغربية يعني التنازل عن السلام المأمول مستقبلا، وهذا ضد المصالح الإسرائيلية. وأضافت: “القيام بخطوات أحادية الجانب يعني بالحقيقة أن إسرائيل ستتجاوز نقطة اللاعودة، وهذا أمر ليس فقط لها بل وللفلسطينيين أيضا يعتبر خطأ تاريخيا كبيرا.
حمار المسيح
حمار المسيح
ويواصل خبير الخرائط الأبرز في إسرائيل الجنرال في الاحتياط شاؤول أرئيلي التحذير من مخطط الضم معتبرا أن جواب السفير الأمريكي ديفيد فريدمان بأنه سيكون بالامكان البناء بشكل عمودي في الجيوب الإسرائيلية يعكس “عمى هذا السفير الثقافي والسياسي”.
ارئيلي المناصر لتسوية الدولتين تابع في حديث لصحيفة “هآرتس” الأحد: “كل ما تبقى للمخلصين للصهيونية هو الأمل بأن يكون رفض القوميين المتطرفين المسيحيين لخطة الضم بمثابة حمار المسيح الذي سينقذنا من الحلم المجنون للرئيس ترامب الذي يمكن أن يهدم كل قطعة جيدة في البلاد ويدمر علاقاتها مع الفلسطينيين ومع العالم. وبالتزامن مع هؤلاء حذر مارتين اينديك المبعوث الأمريكي الأسبق للمنطقة من أن الضم يعني بداية نهاية المشروع الصهيونية في البلاد لأنه يدفع نحو دولة غير يهودية وليست ديموقراطية.
ارئيلي المناصر لتسوية الدولتين تابع في حديث لصحيفة “هآرتس” الأحد: “كل ما تبقى للمخلصين للصهيونية هو الأمل بأن يكون رفض القوميين المتطرفين المسيحيين لخطة الضم بمثابة حمار المسيح الذي سينقذنا من الحلم المجنون للرئيس ترامب الذي يمكن أن يهدم كل قطعة جيدة في البلاد ويدمر علاقاتها مع الفلسطينيين ومع العالم. وبالتزامن مع هؤلاء حذر مارتين اينديك المبعوث الأمريكي الأسبق للمنطقة من أن الضم يعني بداية نهاية المشروع الصهيونية في البلاد لأنه يدفع نحو دولة غير يهودية وليست ديموقراطية.
في المقابل بعث 1000 ضابط إسرائيلي في الاحتياط مذكرة للرئيس ترامب دعوا فيه لصب الماء على طاحونة نتنياهو وتطبيق الضم الحيوي لأمن إسرائيلي، وقد كتبت بلغة تاريخية ومصطلحات توراتية تنسجم مع توجهات المسيحيين المتجددين في الولايات المتحدة.
من جهته قال سفير الاتحاد الأوروبي في تل أبيب عامنوئيل زوفرا محذرا بلغة فاترة من أن التعاون بين الاتحاد الأوروبي وبين إسرائيل في خطر. ونقلت إذاعة جيش الاحتلال عن زوفرا قوله “الوضع الراهن يصعبّ على إصدار قرارات طيبّة لإسرائيل”. كما نقلت الإذاعة عن سفير بلجيكا في تل أبيب اوليفيا بال تخذيره من مغبة الضمّ وقال إنه لن يمرّ بدوت انعكاسات ويحظر على إسرائيل العمل ضد القانون الدولي”.
من جهته قال سفير الاتحاد الأوروبي في تل أبيب عامنوئيل زوفرا محذرا بلغة فاترة من أن التعاون بين الاتحاد الأوروبي وبين إسرائيل في خطر. ونقلت إذاعة جيش الاحتلال عن زوفرا قوله “الوضع الراهن يصعبّ على إصدار قرارات طيبّة لإسرائيل”. كما نقلت الإذاعة عن سفير بلجيكا في تل أبيب اوليفيا بال تخذيره من مغبة الضمّ وقال إنه لن يمرّ بدوت انعكاسات ويحظر على إسرائيل العمل ضد القانون الدولي”.
وبهذا السياق رد وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي البديل ووزير الأمن بيني غانتس حول استعداده زيارة رام الله لـ”التفاوض”، قائلًا: “يتوجب عليه إنهاء الاحتلال و”وقف عملية الضم” قبل الحديث عن التفاوض.
وغرد الشيخ في حسابه على موقع “تويتر”: “ردا على السيد غانتس نقول إن من يتحدث عن استعداده لزيارة رام الله والتفاوض، عليه أولا أن يفكر بإنهاء الاحتلال لا أن يحشد جيشه للضم وتكريس احتلاله، وعليه أن يؤمن بالشرعية الدولية لا شرعية القوة وفرض سياسة الابرتهايد على شعب آخر، وعليه أن يطبق اتفاقيات وقعت لا أن يدير ظهره لها”.
وكان غانتس قد عرض أبرز الخطوط لرؤيته بشأن خطة الضم، مشيرًا إلى استعداده لزيارة رام الله للتحدث مع الفلسطينيين الذين يتهمهم بـ”تشويش” العملية السياسية.