الجزائر تستقبل أولى أفواج جرحى النابالم من الأطفال بمستشفياتها جراء الحرب في الصحراء الغربية
الجزائر تستقبل أولى أفواج جرحى النابالم من الأطفال بمستشفياتها جراء الحرب في الصحراء الغربية. ففي 19 فيفري 1976 ستقترف القوات المغربية الغازية لشمال الصحراء الغربية (جنوب الصحراء الغربية كان من نصيب موريتانيا طبقاً لإتفاقية مدريد في نوفمبر 1975 بين المغرب، موريتانيا و إسبانيا)، حيث قام الطيران العسكري المغربي بالهجوم على السكان العزل بمنطقة القلتة و قنبلتها بالنابالم المحظور دولياً، حيث نتج عن الهجوم مجزرة حقيقية في حق المدنيين الصحراويين بتسجيل إستشهاد 35 ضحية و جرح أكثر من 300 اَخرين حرقاً أغلبهم من النساء و الأطفال الأبرياء، و بذلك تكون المملكة المغربية قد دشنت أولى حلقات مسلسل جرائم الحرب التي إقترفتها في الصحراء الغربية و التي نتج عنها أحد أكبر موجات نزوح المدنيين في منطقة الساحل و الصحراء نحو الجزائر.
وفد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و واد الذهب "بوليساريو" المتواجد يوم 27 فيفري 1976 بأديس أبيبا في إثيوبيا من أجل حظور جلسات منظمة الوحدة الإفريقية OUA قام بمجرد علمه بهذه الجريمة بتنظيم ندوة صحفية شرح من خلالها حيثيات أول جريمة حرب إقترفتها قوات الإحتلال المغربي في حق الشعب الصحراوي الأعزل و دعى أعضاء المنظمة الإفريقية و المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته كاملة.
و في هذه الجلسات قامت منظمة الوحدة الإفريقية OUA بدراسة طلب البوليساريو الإنضمام للمنظمة، و هو الطلب الذي قوبل بالتهديب و الوعيد من قبل المملكة المغربية و موريتانيا بإنسحابها من المنظمة في حال قبول عضوية ممثل الشعب الصحراوي. طلب الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية الحديثة التأسيس تم قبوله من قبل 21 دولة من أصل 47، و هو ما أعتبر نصراً دبلوماسياً ساحقاً.
و بعد إتفاق السلام بين البوليساريو و موريتانيا في 05 أوت 1979 و إعتراف موريتانيا رسمياً بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية و إرتفاع وتيرة المعارك و معها إرتفاع جرائم الحرب من قبل الجيش المغربي و ما رافق ذلك من تضامن دولي واسع مع الشعب الصحراوي الأعزل باتت القضية الصحراوية قضية تصفية إستعمار لا غبار عليها بالنسبة للأفارقة و هو ما أدى بالمنظمة الإفريقية في دورتها الـ 19 إلى دعوة طرفي النزاع (البوليساريو و المغرب) إلى ضرورة تنظيم إستفتاء لتقرير المصير بالصحراء و هو ما عجل القدر المحتوم في نوفمير 1984 بإنضمام الجمهورية الصحراوية إلى الصرح الإفريقي خلال القمة الـ 20 لمنظمة الوحدة الإفريقية بأديس أبيبا لتصبح العضو الـ51.
المملكة المغربية و بعد أكثر من 32 سنة على إنسحابها من المنظمة الإفريقية ستسعى جاهدة للعودة من جديد إلى هذا الفضاء الإفريقي و لكن هذه المرة سيكون عليها إقناع و إسترضاء الجمهورية العربة الصحراوية و كل الدول الداعمة لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره بذلك و هو ما سيكون فعلاً يوم 3الإثنين 30 جانفي 2017 لتصبح المملكة المغربية العضو الـ55 في الإتحاد الإفريقي.
المصدر: صفحة الجزائر مكة الثوار و قبلة الأحرار و نصيرة المظلومين و المستضعفين ...