-->

لا للإستفتاء ... نعم للإستقلال


يقال أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي أبدا ، هذا المثل ينطبق على الوضع الحالي للقضية الصحراوية و ما تشهده المنطقة من تحركات إن تم دعمها رسميا بالدعم الواضح و الصريح ماديا و معنويا و دعمها شعبيا بتجنيد كل الطاقات و الإمكانيات البشرية لتظهر بمظهر الإنتفاضة الشعبية الواعية و القادرة في نفس الوقت على إتخاذ زمام المبادرة و قلب موازين القوى و الحسابات الجهوية و الدولية و فرض رؤية جديدة و صوت كان باهتا أو غائبا بعدما نفذ صبره من عدم جدوائية كل الحلول السابقة . 

أولا يجب علينا رسميا و شعبيا أن لا نعتبر ما يحدث من ردود الفعل على التعنت المغربي و التقاعس الدولي كخيار إضافي أو مؤقت لإرغام المغرب للعودة للشرعية الدولية لأن هذا لن يحدث و الأدلة كثيرة و واضحة للعيان منذ وقف إطلاق النار إلى اليوم ، فهو لن و لم يحترم من القرارات الدولية إلا التي تخدم مصالحه و حساباته و هي وقف إطلاق النار فقط . بل يجب أن نعتبره خيارا وحيدا لنيل الإستقلال و توسيع رقعة تلك التحركات لتشمل مناطق و نقاط أخرى على طول جدار العار و إبتكار و دعم أساليب جديدة و مختلفة للمقاومة و دعم المقاومة الداخلية في المناطق المحتلة بمختلف الوسائل المالية و المادية . 

ثانيا يجب علينا شل و غلق كل ما من شأنه أن يكون سببا في إنتفاع العدو من تواجده على أرضنا كإيقاف إستغلال الفوسفات و كل الثروة السمكية هذا لن يأتي بالتنديد أو القرارات الجوفاء بل بالضرب بيد من حديد على كل تلك المصانع و الشركات المتواجدة في أرضنا المحتلة . 

ثالثا يجب خلق أكثر من أزمة وعلى أكثر من صعيد و لا نعطي للعدو متنفس للحركة أو مجال لإتخاذ أي قرار و كل تحركاتنا يجب أن تكون قبل تحركاته و لا تكون ردود فعل على تحركاته . 

رابعا لمن يقول أن الوضع لا يسمح بالحركة أقول أن الوضع لم يكن يوما ما سامحا للتحرك و إذا أنتظرنا لكي يسمح الوضع لن نتحرك لأنه في كل يوم توجد أزمة جهوية أو قارية أو دولية و هو ما جعل قضيتنا تتدحرج إلى الخلف لأن العالم لا يراها أو يعتبرها أزمة منذ أن تم وقف إطلاق النار و هي بالتالي دائما في خانة قضية و لكنها غير مستعجلة و غير مهمة . 

خامسا و هذا خطير و مهم في نفس الوقت و هو أن أجيال كثيرة و أصبحت أغلبية في المجتمع الصحراوي رأت النور في زمن وقف إطلاق النار و بالتالي هي تفتقد لذلك التواصل مع الوطن و تلك الروح الوطنية و ذلك الحماس الجياش لكنها في الوقت على إستعداد لبذل الغالي و النفيس في سبيله و هذا لا يمكن تحقيقه إلا بالدخول في التماس المباشر مع العدو و خوض تجربة الأباء و الأجداد العسكرية ، و هي في الحقيقة أرض خصبة و عقول منفتحة على العالم الجديد بتطوراته التكنولوجية و المعلوماتية و حتى الإعلامية و بالتالي فإن أستغلالها ستكون له نتائج جد إيجابية و ستشكل الفارق حتما في معادلة الصراع مع العدو سواء عسكريا أو مدنيا . 

و من خلال كل ماسبق و كنتيجة حتمية للخروج من هذه الوضعية لم يعد هناك سببا للتمسك بالشرعية الدولية مادامت هذه الشرعية تتجاهل هذا الشعب يوما بعد يوم و عاما بعد عام ، كما حان الوقت لمراجعة حساباتنا مع العدو و مع الأمم المتحدة و إتخاذ إجراءات حاسمة و مصيرية و لعل من أهمها على الإطلاق هو التخلي عن التمسك بخيار الإستفتاء و التحلل من جميع الإلتزامات المرتبطة به مادام العدو و من ورائه الامم المتحدة لم يفوا بإلتزاماتهم و توقفو فقط عند نقطة وقف أطلاق النار و هو مخطط يخدم العدو فقط و يثبت تأمر الأمم المتحدة معه و التخلي النهائي عن ترديد شعارات تقرير المصير و الشرعية الدولية و مقررات مجلس الأمن و كل تلك العبارات الرنانة و الغير مجدية مع عدو لا يؤمن إلا بلغة النار و الحديد ، كما أن مصيرنا قرره شهداء ثورة العشرين المجيدة و هو أننا شعب حر ومستقل عن كل شعوب المنطقة و كيان قائم بذاته و سيبقى كذلك إلى أن يرث الله الأرض و من عليها.
بقلم: بشاري احمد

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *