أيكون هو .. ؟ .. الرجل الذي باع فلسطين ومعها "المواقف" ليشتري الوهم ..
الخربشة نيابة عن المغاربة الأحرار الممنوعون من الكلام والكتابة والتعبير والذين أذهلهم المشهد الغريب ..
أيكون هو .. ؟ .. زعيم الحزب الإسلامي، صاحب "المواقف" التي لا "تحصى" و"الثابتة" من القضية الفلسطينية .. صاحب تلك المقولة الشهيرة "التطبيع خيانة عظمى" .. الرجل الذي غدا شهيرا يوم ظهر على الشاشة عند تسلمه رئاسة الحكومة قائلا أن مواقف الحزب ستظل ثابتة .. الرجل المسكين الذي جيء به يوم صنع حزبه وللمرة الثانية تواليا "النصر" الذي سيسمح له الإستمرار في الإبتعاد عن صف معارضة ما عادت تليق به في زمن ما بعد ثورات الشعوب على الحكام معاكسا بذلك حركة التاريخ ومجراه وإرادة شعوبه وقواه الحية ..
أيكون هو صاحب اللحية، قد تخلى عن رمزية اللحية ووقارها وهيبتها بعد ان خانه التعبير عن الرفض الصريح والمعلن وخذلته طاقة التحرك بشرف بالإنسحاب والإستقالة نهائيا من رئاسة الحكومة، فشهد له التاريخ بالحمق والعار .. ؟ ..
أكان هو .. ؟ .. ذلك العجوز المتعب الملامح، الخائف كذئب جريح وقد غطت فمه الكمامة الكرونية فغطت مع الفم واللحية العار الذي سيلازمه وقد جنبت فمه المعصوب النطق بأي كلمة ما كان ليكون قادرا على التعبير عنها من هول الكارثة .. فمه الذي ما كان يفتحه طوال أكثر من أربعين سنة من ظلم وإحتلال بلد شعب جار إلا ليصادق مع المصادقين على إرسال الأبرياء من أبناء المغرب إلى الموت بلا ثمن في حرب خاسرة او تصفيق مع المصفقين دون وعي على إضافة حرف الميم الى غربية الصحراء التي ما كانت ولن تكون مغربية أبدا ها هو التاريخ يفضحه فبين فكيه او بالأحرى يديه المرتعشتين إنتهت مسرحية المواقف الثابة وغدا عاريا أمام شعبه وبدى كما لو أنه فأر مذعور يتوسط مجموعة من القطط المفترسة ..
في المغرب الذي لا ينقصه حكام بل حكماء، كانت الكارثة متوقعة، حتى لكأنها مقصودة .. فبعد أن كان العثماني يسميه بالأمس الرفاق والشركاء السياسيين برئيس الحكومة المثالي والواقعي، أصبح اليوم العدو المثالي لأمة بأكملها وقد وقع وعلى مرأى من الأمم كافة إتفاقية مخزية، ما كان وعلى الأقل الشعب المغربي المغلوب على أمره من السذاجة ليصدق أنها نجاحا أو ليعتبرها إنتصارا بل كان من الكرامة وإن الصامتة ليعتبرها إنتكاسة لا تغتفر ..
أكانت حقا تلك صورته .. ؟ .. أكان هو العثماني بشحمه ولحمه .. العثماني الذي ظل طوال عقود يطمئن الملايين من المغاربة المغلوب على أمرهم الذين اختاروه او إختاروا حزبه في كل تلك الإنتخابات الكرتونية المعدة مسبقا على مقاس حماية النظام المخزني ولا شيء غير ذلك .. أكان هو نفسه الذي أقتيد في يوم مشؤوم ليخط بنفسه على حكم إعدامه رميا بالتوقيع على إتفاقية ماكان ليصدق أنها قابلة للنقاش حتى .. الرجل الذي بدأ حياته مصلحا نفسيا قبل أن يصبح رئيسا للحكومة ظهر وكأنه هو نفسه بحاجة إلى مصحح وطبيب نفسي .. وإنه والله لمشهد الإذلال الأبشع من الموت ...
ومن إستغباء ومذلة الشعوب .. صنعت الحمير مجدا مصطنعا صالحا لحياة بلا قيمة والى حين فقط .. !! ..
عبداتي لبات الرشيد