-->

من القدس والضفة الغربية الى الصحراء الغربية مرورا بالجولان السوري .. كيف حاولت إدارة ترمب تغيير القانون الدولي لتشريع الاحتلال


زيارة وزير الخارجية الامريكي للمستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة رغم تحفظ الامم المتحدة 
شكلت زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو للمستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة انتهاكات جديدا لادارة الرئيس ترامب للقانون الدولي واستفزازا لمشاعر الفلسطينيين ورغم تحفظ الامم المتحدة التي شددت على “عدم مشروعية المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأن موقفها لم يتغير”، على خلفية زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، للمستوطنات بالضفة الغربية المحتلة. 
هذه الزيارة الاستفزازية لمسؤول امريكي رفيع المستوى في ادارة ترمب شملت ايضا مرتفعات الجولان السورية المحتلة منذ 1967، والمستوطنات في الضفة الغربية لتكون بذلك أول زيارة لوزير خارجية أمريكي يزور مرتفعات الجولان المحتلة، والمستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية. 
وقوبلت الزيارة باستنكار من الفصائل الفلسطينية، واعتبرتها نوعا من “البلطجة والتمرد على القوانين الدولية”. 
وقال الناطق باسم حركة “حماس” حازم قاسم، إن “الزيارة تأكيد لتمرد الإدارة الأمريكية، على كل القوانين والأعراف الدولية، وتعكس مرة أخرى الجريمة التي ارتكبتها الأطراف التي طبّعت مع الاحتلال”، في إشارة إلى المغرب والإمارات والبحرين والسودان. 
بدوره، اعتبر الناطق باسم حركة “الجهاد الإسلامي” داود شهاب، أن “الزيارة عدوانية لتثبيت واقع احتلالي لأرض فلسطين والجولان”. 
وتأتي الزيارة اتساقا مع سياسة إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، الذي قال في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، إن “الولايات المتحدة لم تعد تعتبر المستوطنات مخالفة للقانون الدولي”. 
الادارة الامريكية تحاول تغيير القانون الدولي بتشريع زيارة الجولان المحتل 
انتقدت الجمهورية السورية، على لسان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية، بشدة زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مستوطنات في هضبة الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل، في سابقة هي الأولى لوزير خارجية أميركي، وتندرج في إطار زيارة رسمية يقوم بها إلى الكيان الصهيوني واختار بومبيو كلماته بدقة خلال الزيارة، قائلاً: "لا يمكن الوقوف هنا والتحديق عبر الحدود، وإنكار أمر أساسي يكمن في أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعترف بأن هذا الجزء من إسرائيل". 
وكعرفان برد الجميل للأميركيين وعشية زيارة بومبيو، أقامت سلطات الاحتلال بيوتاً مسبقة الصنع في المكان الذي أعلنت فيه حكومة نتنياهو إنشاء مستوطنة تحمل اسم ترامب في الجولان السوري المحتل. وكان ترامب وقّع في 25 مارس/آذار من العام الماضي، أمراً تنفيذياً ينصّ على اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل. وسبق ذلك بأيام، تغريد ترامب عبر تويتر قائلاً إنه "بعد 52 عاماً، حان الوقت للولايات المتحدة أن تعترف بكامل سيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان التي تتسم بأهمية إستراتيجية وأمنية بالغة لها وللاستقرار الإقليمي". وجاء كل ذلك عقب صدور التقرير السنوي للخارجية الأميركية عن حقوق الإنسان في العالم، والذي نزع للمرة الأولى صفة الاحتلال عن الأراضي التي تحتلها إسرائيل في الضفة الغربية والجولان. 
وتأتي زيارة بومبيو للجولان المحتل كتأكيد على قرار ترامب بالاعتراف بسيادة إسرائيل على هذه المنطقة، وتماشياً مع مساعي دولة الاحتلال لشرعنة سيطرتها عليها. كما لا يمكن فصل الزيارة عن الرغبة بتوجيه رسالة، بأنّ الجولان بات "أرضاً إسرائيلية"، وإذا أراد النظام السوري أن يطبّع علاقاته مع إسرائيل، عليه أن يدرك أنّ ورقة الجولان باتت من الماضي ولا يمكن استخدامها للمقايضة وفق المبدأ الذي سارت عليه المفاوضات السابقة "الأرض مقابل السلام". 
ترامب يلعب اخر اورقه مع الاحتلال المغربي ويهديه زيارة مساعد وزير الخارجية للعيون المحتلة 
في استفزاز جديد للشعب الصحراوي أجرى مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ديفيد شينكر السبت زيارة إلى مدينة العيون المحتلة، تندرج في إطار رعاية الولايات المتحدة لعملية التطبيع بين المغرب والكيان الصهيوني التي تم توقيعها في الرباط في 22 كانون الأول/ديسمبر، تربط بين تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين المملكة والكيان الصهيوني، واعتراف واشنطن بسيادة الرباط على الصحراء الغربية.
حيث قام مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ديفيد شينكر السبت بزيارة لمنطقة الصحراء الغربية المحتلة والتي تعتبرها الامم المتحدة منطقة نزاع لم تخضع بعد لعملية تصفية الاستعمار. 
وهذه هي الزيارة الأولى التي يجريها مسؤول أمريكي رفيع، وتأتي عقب اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب المزعومة على الصحراء الغربية المحتلة المستعمرة الإسبانية السابقة، في قرار يخالف موقف الأمم المتحدة حيث قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن موقفه "لم يتغير" بشأن الصحراء الغربية وإن "حل هذه القضية لا يزال ممكنا إيجاده على أساس قرارات مجلس الأمن". 
وجاء في تغريدة للسفارة الأمريكية في المغرب بالعربية "قام مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر - أسمى دبلوماسي أمريكي لشمال أفريقيا والشرق الأوسط - بزيارة تاريخية اليوم إلى العيون، حيث استقبله بحرارة والي جهة العيون - الساقية الحمراء، عبد السلام بكرات". 
ومنذ عقود تجري الأمم المتحدة مفاوضات بين طرفي النزاع جبهة البوليساريو والاحتلال المغربي، من دون تحقيق أي تقدم يذكر. 
وأكد المسؤول السابق للشؤون السياسية في الأمم المتحدة, السيد منصف خان, أن إعلان الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب بخصوص الصحراءالغربية “لا يغير من الطبيعة القانونية للقضية الصحراوية, بإعتبارها مسألة تصفية استعمار مسجلة على لوائح الأمم المتحدة”. 
وقال منصف خان في تصريح للواشنطن بوست, أن “الصحراء الغربية هي منطقة أكبر من المملكة المتحدة, وتعتبر مسألة تصفية استعمار مدرجة في جدول أعمال الجمعية العامة منذ أوائل الستينيات وعلى جدول أعمال مجلس الأمن منذ عام 1975, بعد الغزو العسكري المغربي واستمرار الاحتلال لأجزاء من آخر مستعمرة في أفريقيا”. 
وأوضح أن “إعلان” الرئيس ترامب الذي اعترف بموجبه “بالسيادة” المغربية المزعومة على الصحراء الغربية(مقابل اعتراف النظام المغربي بإسرائيل) لا يغير الوضع القانوني للمنطقة غير المتمتعة بالحكم الذاتي كما صرح الأمين العام للأمم المتحدة بشكل لا لبس فيه في 12 ديسمبر”. 
حيث شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش -يضيف منصف خان- على أن “موقف الأمم المتحدة تجاه الصحراء الغربية لم يتغير, ولا يعتمد على اعتراف الدول الفردية بل يعتمد على تنفيذ قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ذات الصِّلة”.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *