مصالحة على الأبواب بين انقرة والرياض وأردوغان قريبا في السعودية
بعد أيام من المصالحة الخليجية التي جرت في السعودية، لا زالت الصحافة العالمية تنظر لما حدث أنه انتصار كبير لدولة قطر، ولم يختلف على ذلك الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله، الذي اتفق على أن ما جرى هو انتصار قطري، مع أن دولته ظلت طوال الوقت تحاول تعطيل هذه المصالحة، وافتعلت أحداث مختلفة منها خروقات جوية وبحرية، وكان من اللافت غياب ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد عن القمة
في هذا السياق كتب الإعلامي والمدير السابق لشبكة الجزيرة ياسر أبو هلالة، خلال مقال رأي له عبر موقع “العربي الجديد”، تحدث فيه قائلاً أنه من حق قطر “بعد كل الظلم والعدوان الذي تعرّضت له، أن تزهو بالانتصار، كان الصمود حتى اللحظة الأخيرة، رفع الحصار ثم مشاركة الأمير في القمة”.
ولفت أبوهلالة إلى أن ما تسرّب عن اتفاق العلا لخّصته صحيفة “نيويورك تايمز” بالقول “قطر قدّمت القليل، إسقاط الدعاوى القضائية التي رفعت على دول الحصار”.
وأكمل:رفع الحصار بسهولة، لأنه لا توجد أسباب حقيقية. كل القصة انتهت بخبر على وكالة الأنباء القطرية برفع الحصار ومشاركة الأمير، تماماً كما بدأت الأزمة بأكاذيب على وكالة الأنباء القطرية بعد قرصنتها. ما حصل لم يكن سهلاً، وبحسب مقولة نيلسون مانديلا الشهيرة “نغفر ولا ننسى”.
زوال ترامب عن الحكم
وتابع أبو هلالة في مقاله معتبراً أن الحصار على قطر ما كان ليكون موجوداً لولا وجود ترامب رئيساً للولايات المتحدة، كما ما كان لينتهي لولا زوال ترامب عن سدة الحكم.
وأردف أبو هلالة أن وصول الديمقراطيين إلى البيت الأبيض لن يسفر عن المصالحة الخليجية فقط، بل ستتبعها مصالحاتٌ سعوديةٌ ومصريةٌ مع تركيا.
مشاكل أردوغان مع الإدارة الامريكية
وتابع: “فالمفارقة أن ترامب كان حليفاً لأردوغان، تماماً كما كان لمحمد بن سلمان وابن زايد وبوتين.. اليوم يواجه الرئيس التركي، وإنْ بدرجة أقل من عبد الفتاح السيسي ومحمد بن سلمان وابن زايد، مشكلات مع البيت الأبيض، ولا بد من ترتيب العلاقات الإقليمية قبل حل تلك المشكلات”.
واستمر الكاتب أبو هلالة مشيراً إلى الموقف التركي السعودي، وقال: “أقبل أردوغان على الملك سلمان، وقلّده أرفع وسام تركي. كان الصدود من السعودية. وهو وقف مع قطر حليفاً، وقبل ذلك حاول الإصلاح وفشل.
المشكلة الحقيقية هي اغتيال خاشقجي
المشكلة الحقيقية هي قضية جمال خاشقجي، وحاولت السعودية إثرها إصلاح العلاقات مع تركيا. وبشكل علني، مد ولي العهد السعودي يد المصالحة لأردوغان في خطابه الشهير الذي قال فيه إن أحداً لا يستطيع إحداث “شرخ” بين تركيا والسعودية بوجود الملك سلمان ومحمد بن سلمان ورجب طيب أردوغان.
وأكمل ياسر أبوهلالة:لكن ذلك الشرخ حدث، وتجلى في حملة مقاطعة البضائع التركية، والتحالف مع كل أعداء تركيا من قوات سورية الديمقراطية (قسد) إلى اليونان وخليفة حفتر وغيرهم”.
هل يزور اردوغان السعودية
وحول التساؤل إذا ما كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيزور المملكة العربية السعودية، اعتبر أبو هلالة أن ذلك ممكن، لأن الاتصالات لم تتوقف بين الجانبين، حتى في عز أزمة الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي تم قتله داخل السفارة السعودية بتركيا.
وزاد: “مشكلة السعودية اليوم هي مع الديموقراطيين في الولايات المتحدة، الذين لديهم ملفات خاشقجي وسعد الجبري والتنصت واختراق واتساب وتويتر وجرائم الحرب في اليمن، وفوقها ملف معتقلات ومعتقلي الرأي. وبعيداً عن الضغط الأميركي، معالجة تلك الملفات مصلحة وطنية سعودية”.