هل ستقوم واشنطن بإلغاء قرار ترامب، مقابل فرض حل لقضية الصحراء الغربية؟
بقلم : سعيد زروال.بعد اعتراف ترامب بسيادة المغرب على منطقة الصحراء الغربية، اتجهت الأنظار إلى الإدارة الامريكية الجديدة لمعرفة موقفها من القضية و إن كان في نيتها الغاء قرار ترامب. ورغم مرور ما يقارب الشهر على تنصيب الإدارة الجديدة إلا أن وزير الخارجية الأمريكي تهرب أكثر من مرة من الإجابة عن الأسئلة المتعلقة باتفاقيات السلام التي ابرمتها إسرائيل مع بلدان عربية والحوافز التي قدمتها واشنطن في عهد ترامب مقابل إنجاح هذه الاتفاقيات خاصة ما يتعلق بقضية الصحراء الغربية، وهناك عدة سيناريوهات محتملة لتعامل إدارة بايدن مع قرار ترامب المتعلق بالصحراء الغربية ومنها :
1 – أن يقوم بايدين بالغاء قرار ترامب حول الصحراء الغربية دون تقديم مقابل للمغرب و إسرائيل، وهذا الخيار يبدو مستبعدا لعدة اعتبارات منها قوة نفوذ اللوبي اليهودي في واشنطن، والمخاوف من نسف الاتفاق بين الرباط وتل ابيب ما يهدد أي اتفاقات مستقبلية بين إسرائيل والبلدان العربية، إضافة إلى تهديد الرباط بالانسحاب من الاتفاقيات التجارية و العسكرية مع واشنطن في حال قامت بإلغاء قرار ترامب.
2 – أن تقوم الإدارة الامريكية الجديدة بإلغاء شكلي لقرار ترامب مقابل دعمها لوجهة النظر المغربية : وهذا هو أسوا سيناريو يمكن أن تتخذه الإدارة الامريكية، حيث ستقوم بترضية اللوبي المساند للقضية الصحراوية بتراجع شكلي عن قرار ترامب مقابل التمسك بحل الحكم الذاتي الذي إقترحه المغرب كحل لقضية الصحراء الغربية.
3 – أن يقوم الكونغرس بإلغاء قرار ترامب : وهذا الامر يتطلب عمل كبير مع اللوبيات المتحكمة في القرار داخل قبة الكونغرس الامريكي.
4 – وصول القضية للقضاء الامريكي : ما يعني دخول طرف بإمكانه ان يفرض على الادارة الامريكية التراجع عن قرار ترامب ويجنبها اي حرج مع إسرائيل والمملكة المغربية.
5 – أن تقوم واشنطن بإيجاد حل للقضية الصحراوية بممارستها لضغط مباشر على طرفي النزاع كما فعلت في قضية جنوب السودان، حيث كانت أمريكا بمثابة الضامن لاتفاق نيفاشا الذي تمخض عنه إستقلال جنوب السودان، لكن الحل الذي قد يفرض في هذه المنطقة سيراعي الفرق الكبير بين الواقع في جنوب السودان والصحراء الغربية، وهذا الخيار قد يكون الخيار الأنسب للإدارة الامريكية الحالية لأنه سيمكنها من فرض حل للقضية وبالتالي تجاوز مسألة قرار ترامب التي ستصبح مسالة متجاوزة بعد قبول طرفي النزاع بالحل الذي قد تفرضه واشنطن، ليبقى السؤال : ما هو الحل أو التسوية التي قد تفرضها الادارة الامريكية الحالية لتجاوز عقبة ترامب؟
ومهما يكن الحل الذي قد تفكر واشنطن في فرضه بمنطقة الصحراء الغربية تبقى الكلمة الفصل لنتائج المعارك العسكرية التي يخوضها الجيش الصحراوي منذ يوم 13 نوفمبر 2020.