امين عام حزب كيني: الموقف الكيني ثابت وحل النزاع في الصحراء الغربية يمر عبر المقاومة المسلحة
أجرى موقع “الصحراء الغربية24″ حوارا مع الأمين العام للحزب الشيوعي الكيني، والمحامي والمدافع عن حقوق الإنسان، السيد بينيديكت واشيرا، سأله فيه عن الموقف الكيني من قضية الصحراء الغربية، خاصة عقب ترأس البلد الأفريقي لاجتماع مجلس السلم والأمن الأفريقي يوم 9 مارس.
وأكد السياسي الكيني أن حل النزاع يكمن في مواصلة الشعب الصحراوي كفاحه المسلح بقيادة جبهة البوليساريو، منتقدا في هذا السياق تقاعس الأمم المتحدة عن تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، ومنتقدا أيضا عدم اتخاذ الاتحاد الأفريقي مواقف أكثر قوة ضد الاحتلال المغربي أجزاء من اراضي الجمهورية الصحراوية
وفيما يلي النص الكامل للحوار الذي اجرته معه هيئة تحرير الموقع:
موقع الصحراء الغربية24: تناولت وسائل الإعلام المغربي اخبارا عن تصريحات لنائب الرئيس الكيني عبر فيها عن دعم الاحتلال المغربي، عقب ترأس كينيا اجتماع مجلس السلم والأمن الأفريقي حول قضية الصحراء الغربية شهر مارس الماضي، ما هي حقيقة الموقف الكيني من القضية الصحراوية في نظركم كمناضل حقوقي وناشط سياسي مطلع؟
بينيديكت واشيرا: موقف كينيا من استقلال الصحراء الغربية، وضد الاحتلال المغربي لها، واضح جدا تحت قيادة فخامة الرئيس أوهورو كينياتا. ويظهر ذلك بوضوح من خلال مراسلات كينيا للأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، والاعتراف والاحترام الذي يحظى به المسؤولون الصحراويون من قبل السلطات الكينية.
ولهذا السبب كان من الغريب، بل والمثير للشكوك، أن نسمع بنشر وسائل الإعلام المغربية لأكاذيب حول نائب الرئيس الكيني، معالي السيد ويليام روتو، تدعي تعبيره عن مواقف مناقضة للموقف الكيني الرسمي ودعمه للاحتلال المغربي. واستطيع هنا التأكيد بأن تلك التصريحات لم تكن إلا أكاذيب لفقها السفير المغربي الجديد في كينيا، السيد المختار غامبو.
وقد اثارت القضية الكثير من السخط في كينيا، ونفى نائب الرئيس أن يكون قد أدلى بهذه التصريحات بتاتا كما طلب من وزارة الخارجية الكينية التحقيق في الموضوع واتخاذ الإجراءات الضرورية ضد السفير المغربي.
ولازلنا ننتظر الإجراءات التي ستتخذها كينيا ضد السفير المغربي لتلفيقه هذه التصريحات.
وينبغي أن أذكر هنا أن نفس هذا السفير قد نشر أكاذيب مشابهة في الصحافة المكتوبة الكينية حول النزاع المغربي الصحراوي، لكن كل أكاذيبه قد ووجهت وفندت بطريقة شافية من قبل السفير الصحراوي بكينيا، السيد اباه المد. بل واستطيع القول أن أكاذيب السفير المغربي قد شكلت نوعا ما فرصة مناسبة للسفير الصحراوي لتوضيح القضية أكثر بالنسبة للرأي العام الكيني، وللكثيرين ممن قد لا يكونوا على اطلاع على حقيقة الصراع بين الجمهورية الصحراوية والمملكة المغربية.
موقع الصحراء 24: عودة إلى القرار الذي اعتمده مجلس السلم والأمن الأفريقي تحت رئاسة كينيا يوم 9 مارس الماضي، ما هي قرائتكم وتعليقكم على هذا القرار؟
بينيديكت واشيرا: على الرغم من أن هذا القرار الذي اعتمد تحت رئاسة كينيا هو قرار مهم، إلا أنه لا يقدم جديدا في نظري. فنحن نعرف أن المغرب قد تملص من تنظيم الاستفتاء طيلة 30 سنة، ونعرف أن المغرب يواصل انتهاك حقوق الإنسان ضد النساء والأطفال والرجال الصحراويين، ونعرف أن المغرب يواصل التقليل من احترام الاتحاد الأفريقي والشعوب الأفريقية من خلال عرقلة جهود المبعوث الأفريقي الخاص للصحراء الغربية، الرئيس الموزمبيقي الأسبق جواكيم شيصانو. كما أن المغرب قد خرق وقف اطلاق النار مؤخرا عبر هجومه على المنطقة العازلة وتسبب في عودة الحرب للمنطقة.
إذا مع كل هذه الأفعال المغربية، كنا ننتظر مواقف أكبر من الاتحاد الأفريقي، ورغم أننا نرحب بقرار الاتحاد إعادة فتح مكتبه بالعيون المحتلة، إلا أننا ننتظر أكثر من ذلك.
على الاتحاد الأفريقي بكل بساطة أن يدعم حق الصحراويين في الدفاع عن النفس ضد الاعتداء المغربي، وأكثر من ذلك أن يدعم حق الصحراويين في تقرير المصير، فلقد مللنا من الخطابات والقرارات التي لا تقابل إلا بالتعنت المغربي. نريد افعالا الآن لا قرارات وكلاما.
وأنا أومن بأن الاتحاد الأفريقي ليس مغلوبا على أمره ولا عاجزا عن الفعل، سواء من حيث مبادئه أو من حيث ما يخوله له القانون. ويكفي التذكير بأن المادة 4 من القانون التأسيسي للاتحاد تعطي الاتحاد الحق في التدخل في دولة عضو في حال ارتكاب جرائم خطيرة ضد الانسانية. وقد ارتكب المغرب هذه الجرائم طويلا ولا بد من وضع حد لذلك عن طريق التدخل العسكري ما دامت الطرق الدبلوماسية قد أثبتت عدم جدوائيتها. لكل هذا نحن ندعم عودة الصحراويين للكفاح المسلح من أجل التحرير، وندعو السلطات المختصة في الجمهورية الصحراوية لأن توجه طلبا رسميا للاتحاد الأفريقي يتفعيل المادة 4 من القانون التأسيسي للاتحاد لإنهاء هذا الفصل الأخير من الاستعمار في أفريقيا للأبد.
موقع الصحراء الغربية 24:كيف تنظرون إلى جهود الأمم المتحدة لتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، ومسار عمل بعثة المينورسو؟ هل تعتقدون أن الامم المتحدة قد قامت بما يتوجب عليها بخصوص النزاع؟
بينيديكت واشيرا: حتى الساعة كل ما يقوم به مجلس الأمن الأممي حول النزاع هو مجرد كلام في الهواء. وبعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية لديها مهمة واحدة، وهي تنظيم الاستفتاء، لكنها فشلت في تنفيذها طيلة السنوات ال30 الماضية. كما أن هناك أعضاء في المجلس يعرقلون استقلال الشعب الصحراوي. لكل ذلك أقول اننا لا نثق كثيرا في مجلس الأمن الدولي ولا في المينورسو.
أكثر من ذلك، شاهدنا ما قام به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الأيام الأخيرة من عهدته من خلال الاعتراف بالاحتلال غير الشرعي للصحراء الغربية من قبل المغرب في انتهاك صارخ للقانون الدولي، ورغم ذلك لم ترد الأمم المتحدة على ذلك.
نحن ننتظر أكثر من هذا من الأمم المتحدة إذا ما أرادتنا أن نأخذ جهودها لتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية على محمل الجد.
وكما سبق واشرت، فإن الحل النهائي هو بأيدينا نحن الشعوب الأفريقية، والاتحاد الأفريقي، وبالأساس هو بأيادي المقاتلين الصحراويين الأشاوس.
وبصفتي أيضا عضوا في جمعية الصداقة الكينية الصحراوية، أود تجديد تأكيد تضامننا مع الشعب الصحراوي، ونؤكد للصحراويين والصحراويات ان العودة للكفاح المسلح هو الطريق الأضمن للتحرير التام. ولتعش الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، ولتعش الصحراء الغربية حرة مستقلة.