لرفضهم تزكية احتلاله للصحراء الغربية .. علاقات المغرب مع شركائه الغربيين في أعلى درجات التوّتر
تدهورت علاقات المملكة المغربية مع شركائها في الغرب على خلفية نزاع الصحراء الغربية، وتسجل برودة في العلاقات مع فرنسا وتشكيك في العلاقات مع الولايات المتحدة وتوتر جلّي في العلاقات مع إسبانيا.
كان المغرب يأمل في صفحة جديدة من الدعم الغربي لموقفه في الصحراء الغربية بعدما وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم 9 ديسمبر الماضي، أربعين يوما قبل مغادرته البيت الأبيض اعترافا بالسيادة المغربية المزعومة على الصحراء الغربية، وكان البيت الأبيض قد اشترط على المغرب استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.
ولم يحقق المغرب هدفه المنشود، فقد أحجمت فرنسا عن إعلان موقف علني لدعم سيادة المغرب على الصحراء الغربية، وكان المغرب يعوّل كثيرا على شريكه الرئيسي لدفع الاتحاد الأوروبي الى إقناع باقي أعضاء الأسرة الأوروبية. ولم تبد باريس أي تأييد للمغرب في مجلس الأمن الدولي عندما عالج نزاع الصحراء منذ أسبوعين.
ويشكك المغرب في موقف الإدارة الديمقراطية في البيت الأبيض من نزاع الصحراء الغربية، ووجهت صحف مقربة من السلطات المغربية انتقادات لهذا الموقف، وبالفعل، خففت الإدارة الديمقراطية مع جو بايدن من موقف دونالد ترامب. فقد أعلنت أنها تراجع القرار الذي اتخذه ترامب، وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد طالب من الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتريش الإسراع بتعيين مبعوث خاص له في الصحراء الغربية لاستئناف المفاوضات بين طرفي النزاع المغرب وجبهة البوليساريو، وذهبت مصادر اعلامية مغربية الى القول بالتراجع الضمني لواشنطن عن موقف ترامب حول الصحراء الغربية.
وجرت مكالمة هاتفية بين وزير خارجية واشنطن بلينكن ونظيره المغربي ناصر بوريطة، منذ أربعة أيام، ولم تكن، على ما يبدو، مطمئنة للمغرب، ولم تجر حتى الآن مكالمة هاتفية بين الرئيس الأمريكي جو بايدن والملك محمد السادس لتوضيح موقف واشنطن من الصحراء الغربية.
*علاقات متفجّرة مع إسبانيا*
وإذا كانت العلاقات في خانة البرودة مع باريس وواشنطن، فهي ساخنة ومتفجرة مع اسبانيا، الشريك الثاني الأكثر أهمية للمغرب والقوة الاستعمارية السابقة في الصحراء الغربية، فقد وجه وزير الخارجية المغربي بوريطة، السبت الماضي، انتقادات لاذعة الى اسبانيا وطالبها بالوضوح في ملف الصحراء الغربية.
وقرّر المغرب، منذ شهرين، تجميد التعاون مع ألمانيا في قطاعات متعدّدة ومقاطعة السفارة الألمانية في الرباط، بسبب موقفها الرافض لإعلان ترامب السيادة المغربية المزعومة على الصحراء.
ويعد المغرب شريكا متميزا للاتحاد الأوروبي، وتجمعه علاقات متينة مع الولايات المتحدّة، ولكنه لم ينجح حتى الآن في الحصول على دعم صريح لسيادته غير الشرعية على الصحراء الغربية، ويطالب الدول الغربية بالوضوح والتخلّي عن الغموض.