"الشهيد محمد عبد العزيز كان حريصا على تأسيس مدرسة إعلامية وطنية مشعة"، الإعلامي لحسن بولسان.
أكد الكاتب والاعلامي الصحراوي لحسن بولسان ان الشهيد محمد عبد العزيز كان حريصا جدا على تأسيس مدرسة إعلامية وطنية مشعة رغم شح الامكانيات . و قال الإعلامي الصحراوي في مداخلة له بمناسبة الندوة الفكرية التي نظمتها وكالة الأنباء المستقلة بمناسبة الذكرى الخامسة لرحيل القائد الصحراوي الشهيد محمد عبد العزيز، ِ"لقد كان الفقيد رحمه الله مندفعا اكثر من الاعلاميين ذاتهم من حيث الحضور و المتابعة و الإشراف و التوفير المادي لتكوين الطاقم القادر على تشريف الرسالة الاعلامية و تشريف الاداء و العطاء''
نص المداخلة
بإسم الله الرحمن الرحيم.
أرتباطا بالمداخلة التي شرفنا بإعدادها عن التجربة الوطنية في مجال الاعلام و دوره في المقاومة الوطنية ومساهمة الشهيد محمد عبد العزيزفي تاسيس المدرسة الاعلامية الصحراوية ، أظن انه لا بد و لو في عجالة أن نستحضر الظروف الصعبة جدا التي تأسست فيها المدرسة الاعلامية الصحراوية المقاومة حتى نقف على حجم الانجاز الذي حقق و كان للشهيد محمد عبد العزيز بصمته الناصعة في تحديد معالم انجاز الاعلام الصحراوي المقاوم بمختلف تخصصاته ووسائطه. واستغل الفرصة لأترحم على جميع الشهداء و على الاخ سيد احمد بطل الذي هو الاخر كانت له مساهمة نوعية في تأسيس هذا الاعلام المقاوم.
و حتى نقف على المنحى التصاعدي و التطوري للعمل الاعلامي في عهد الشهيد محمد عبد العزيز : من الضعف الى القوة ومن الهشاشة للبناء ،من شح الامكانيات الى توفيبرها و من قلة الطاقات البشرية لوجودها ؛ لا بد أن نتذكر البدايات الأولى لتأسيس الاعلام الصحراوي والإذاعة الوطنية وهي تترصد الخطى تبحث عن موطئ قدم في هذا العالم المتماوج اللامتكافي، بحثت فوجدت نفسها بإمكانيات بسيطة وزهيدة ولكن بقدرات قوية و بمعنويات قوية و بإرادة قوية .
أدرك الجميع منذ الوهلة الاولى لحرب التحرير الوطني أن الاعلام الصحراوي بطبعه هو مقاوم كان و سيبقى رديفا و مصاحبا للبندقية وقدمت المدرسة الاعلامية الشهداء كدليل انصهار و انسجام الاعلامي مع المقاتل .
إن الحديث عن الإعلام الصحراوي إذا هو حديث عن مسيرة التحرير منذ انطلاقتها ، ليتحمل الاعلامي الصحراوي مسؤولية مواكبة مجريات الكفاح الوطني منذ الارهاسات الاولى للثورة الصحراوية و إنطلاقا من هذه الوضعية حرصت كل الدوائر الرسمية للدولة الصحراوية منذ الانطلاقة الى يومنا هذا ، على أن تولي الاعلام اهمية خاصة لتجعل منه البندقية الاخرى في الواجهة الاخرى التي لا تقل اهمية عن ساحة المعركة الفعلية .
وإنطلاقا من هذا الفهم أجمع الشهيد محمد عبد العزيز مع رفاقه على قيمة و اهمية الرسالة الاعلامية و لهادفيتها و لدورها الفعال في حرب التحرير ذالك أن العمل المسلح والاعلام كانا يؤشران على البعد الوطني و الثوري و الهادف للحركة الصحراوية و لمقاومتها.
وو عيا بهذه المهمة لم يكن يجهل محمد عبد العزيز ان ساحة الاعلام المعادي فيها اعداء يحتاجون للمقارعة بالكلمة و بالحجة و بالدليل و التحليل و التعليق و المعالجات و المرافعات و بالتنوير . وكان يشدد رحمه الله كذالك على أن يكون للرسالة الاعلامية الصحراوية و قع على مستوى المواطن من حيث التعبئة و التحريض والتوجيه و التثقيف والاخبار و التكوين و الحصانة من سموم الاعداء.
يمكن أن نجزم أن الراحل محمد عبد العزيز من رواد العمل المقاوم الاعلامي لانه كان و اعيا بأهميته منسجما الى درجة لا تتصور مع ما تبثه الاذاعة الوطنية و مع ما يكتب في جرائد و ما يصاغ من قصصات وما يبث و ما يحلل و كنت تراه في سجاله و في زياراته و في نقاشاته، تجده مهتما كقائد صحراوي ملم باهمية الموضوع و يتطلع ان يكون هذا الحقل حقلا رائدا ، فأشرف على ندواته و جلساته و ايامه الدراسية و رسم وحدد توجهاته و اولاه العناية الفائقة و كان رحمه الله متواضعا و في تماس مع جميع عماله وحقيقة هذا يعطي الفرادة و التميز للشهيد محمد عبد العزيز.
و يجدر القول ونحن بصدد تخليد و استحضار مكانة الفقيد الشهيد محمد عبد العزيز انه كان رحمه مندفعا اكثر من الاعلاميين ذاتهم من حيث الحضور و التوفير و التواجد و العمل على تكوين الطاقم القادر على تشريف الرسالة الاعلامية الصحراوية بجميع وسائطها المسموعة والمكتوبة و المرئية و تشريف الاداء و العطاء و جعله ينطلق من اللاشئ الى الشئ و من العدم الى الوجدود، كان رحمة الله عليه حريصا على ان يحفز كل العاملين و المنتمين للقطاع بنصائحه و بمشورته بكل تواضع و لكن ايضا بهادفية و بعد النظر و لذلك لا غرو ان تكون مجموعة من المؤسسات الاعلامية و فروعها المتواجدة اليوم على الساحة هي ثمرة هذا العطاء وهذا الجهد وهذه العناية و هذا في الحقيقة يثمن ، و له وزنه البالغ ضمن وفُق اطلاق العنان لحركة و طنية اعلامية مشعة و منتشرة تكتسح مدا اوسع و لهذا وفرت و أسست الدولة الصحراوية في عهد الشهيد وسائط اعلامية كان للرئيس محمد عبد العزيز بصمته مثل الوكالة و التلفزة الوطنية ناهيك عن حرصه و فهمه لقيمة التطور الحاصل في المجال الاعلامي الالكتروني و ضرورة مواكبة الانسان الصحراوي لهذا التطور و حتى في اخر ايامه كان رحمه الله مواكبا لهذا الموضوع و اولى العناية القصوى لهذا الميدان بالمتابعة اليومية و بالاشراف المباشر و بالتوجيه و بالاحتكاك مع كل اطقم و مكونات المادة و الادات الاعلامية.
و في الاخير و نحن نجدد العهد للشهيد محمد عبد العزيز اليوم في ذكرى وفاته الخامسة بعدما ودعنا باسما كعادته مبتسما وعلامات الطمأنينة على محياه ليسلم القضية لجيل مستعد ناضج ومسؤول ، فإننا نوجه النداء لكل المثقفين و المفكرين و الاعلامين للانصهار في عمل متكامل ومسؤول لبلورة نهج وطني و خطط تتناغم مع متطلبات واقعنا و خصوصيات كفاحنا و يكون لها من الاسباب ما يمكنها من الغلبة و هي تقارع الاعداء الذين لا تعوزهم الامكانيات و لكن تعوزهم الإرادة.
اخيرا هي خمس سنوات على رحيل محمد عبد العزيز، وهو حاضر مُخَلد في التاريخ وفي ضمير كل صحراوي وصحراوية و عهدنا للشهيد و لجميع شهدائنا هو المحافظة على ما أنجز في جميع القطاعات والحقل الاعلامي قد نضج و تطور بكوادره و طاقاته الشابة ونعزز هذا النظام الإعلامي الوطني الفاعل المتجدد والمؤثر إيجابا ونجعل من هذه المدرسة الاعلامية الصحراوية التي بنيت بالدماء والمعناة كما أسلفت مدرسة كما ارادها الشهيد محمد عبد العزيز و جميع الشهداء ، مدرسة واضحة المبادئ والقيم، وأن لا يختل خطابها أ بدا.
رحم الله شهداءنا الابرار واسكنهم فسيح جناته وجزاهم عنا خير الجزاء.