-->

منتخب فرنسا... وزيارة ماكرون الفاشلة


 لا تزال فرنسا في حالة ذهول بعد خروج منتخبها من دور الـ 16 لكأس أوروبا 2020 بخسارته أمام نظيره السويسري بركلات الترجيح.

هذا الذهول لا يبدو مفاجِئاً، إذ إن الفرنسيين، وبنوع من الثقة الزائدة، لم يكونوا يرَون منتخبهم إلا متوّجاً باللقب الأوروبي، خصوصاً أنه بطل العالم ويتواجد في صفوفه أفضل اللاعبين في العالم ويأتي في مقدّمهم كيليان مبابي. لكن لا هذا حصل، ولا مبابي سجّل!

هي خيبة كبيرة لا مثيل لها لفرنسا بأن تخرج أمام سويسرا التي تُعتبر من الصف الثاني في الكرة الأوروبية والتي فازت أمس بأول مباراة لها في تاريخها في أدوار خروج المغلوب في كأس أوروبا، كما أنها تأهّلت لأول مرة منذ 67 عاماً إلى ربع نهائي بطولة كبرى، خصوصاً أيضاً أن الفرنسيين كانوا تأهّلوا إلى ربع النهائي على الأقلّ في آخر 4 بطولات كبرى.

لكن الخيبة الفرنسية لا تنحصر فقط بالبُعد الرياضي بل تتخطّى ذلك إلى البعدين السياسي والاجتماعي. إذ إن كرة القدم وتحديداً المنتخبات باتت واجهة للدول، وكيف إذا كان الأمر في منافسة أوروبية بهذا المستوى حيث تسعى دول أوروبا، الكبرى تحديداً منها، لتزعُّم القارّة الأوروبية والتفوُّق على الآخرين؟

هكذا رأينا المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل تتوجّه بكلمة للمنتخب الألماني قبل المنافسات، فيما أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يساند منتخبات الممكلة المتحدة وفي مقدّمتها المنتخب الإنكليزي ويتحدّث دائماً عن البطولة.

لكن الحضور اللافت كان للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. من المعلوم أن ماكرون مشجّع لكرة القدم. يتحدّث في كثير من المناسبات عن الكرة، حتى وصل به الأمر قبل فترة إلى أن يحثّ النجم مبابي على البقاء في صفوف باريس سان جيرمان.


لذا فإن ماكرون لم يكتفِ بتوجيه كلمة للّاعبين الفرنسيين قبل البطولة الحالية، بل توجّه بنفسه إلى معسكر المنتخب الفرنسي في "كليرفونتين". اجتمع مع اللاعبين. تحدّث إليهم. قال لأنطوان غريزمان: "اذهبوا إلى القمّة"، فأجابه لاعب برشلونة: "سنحاول ذلك، فنحن نلعب لفرنسا". 

ثم بعد ذلك، اعتبر ماكرون أن المنتخب الفرنسي يمثّل "وجه فرنسا"، مؤكّداً ثقته بالمدرب ديدييه ديشان.

لكن كلّ كلمات ماكرون لم تنفع، وزيارته التحفيزية للمنتخب فشلت. خسرت فرنسا خسارة مريرة. بالتأكيد كان ماكرون بالأمس يشاهد المباراة. لم يحتفل كما فعل عند التتويج بلقب المونديال قبل 3 أعوام، إذ إن الزعامة لن تكون لفرنسا هذه المرة. 

المصدر: الميادين

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *