رسميا.. “حماس” تطلب من الجزائر زيارة لهنية بعد جولة مغاربية بدأها من مملكة التطبيع
طلبت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، من السلطات الجزائرية، أن تجري قيادتها زيارة إلى الجزائر، في إطار الجولة العربية التي تقود رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، وبدأها من المملكة الغربية، التي فتحت ذراعيها بشكل غير مسبوق للكيان الصهيوني، وأرست نهاية السنة تطبيعا مفضوحا.
وكتب الناطق الرسمي للحركة، سامي أبو زهري، على صفحته الشخصية في موقع التدوينات المصغرة “تويتر” عقب لقائه بسفير الجزائر في تركيا مراد عجابي، الجمعة: “زرنا اليوم مقر السفارة الجزائرية بأنقرة، كان لقاء حميميا مع سعادة السفير مراد عجابي، تناولنا فيه الأوضاع الفلسطينية بعد سيف القدس وأكدنا على طلب زيارة قيادة حركة حماس للجزائر الشقيقة، ضمن جولتها لدول المنطقة، وتعبيرا عن العلاقات التاريخية بين الشعبين الفلسطيني والجزائري”.
وما كشفه أبو زهري، عن رغبة قيادة الحركة في زيارة الجزائر، يعد أول إعلان رسمي منها، بعد التسريبات عن رغبتها في أن تكون الجزائر ضمن الجولة العربية التي شملت لحد الساعة المغرب وموريتانيا، واستفسرت “الشروق” قياديا كبيرا في حماس عن إمكانية قبول السلطات الجزائرية لزيارة هنية، فرد “هنالك مساعي لذلك، ونتمنى أن تتكلل بالنجاح”.
وإن كانت الجزائر تقيم علاقات طيبة مع الحركة، حيث تتيح لقياداتها زيارة البلاد بدون شروط مسبقة، بل توفر لهم الحماية المقربة، كما حصل مع زيارة نائب رئيس الحركة موسى أبو مرزوق سنة 2016، بل للحركة ممثل دائم في الجزائر ويتعلق الأمر بمحمد عثمان “ابو البراء”، في ظل التضييق الذي تتعرض له في أكثر من قطر عربي.
لكن جولة هنية هذه المرة، والتي فضل أن تكون البداية من المغرب، أثارت الكثير من اللغط، حيث أن المغرب دولة التحقت بركب التطبيع، وأكدت في عز المجازر التي كان ينفذها جيش الاحتلال في غزة القدس الشريف، أنه ماض في تطبيع العلاقات لأبعد حد، وهو ما قاله وزير خارجية المملكة ناصر بوريطة عشية مشاركته في مؤتمر لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية “آيباك”، “الاتصالات بين المغرب وإسرائيل لم تتوقف رغم قطع العلاقات الدبلوماسية، في وقت سابق”، وأشار بوريطة إلى أن استئناف العلاقات مع الدولة العبرية، في “ديسمبر الماضي، ليس بالقرار الانتهازي، بل جرى اتخاذه عن قناعة، نظرا إلى العلاقات الخاصة التي تجمع المغرب باليهود، وبحكم مشاركة المملكة منذ سنوات في مسار السلام”.
ليجدد الملك محمد السادس تقديم قرابين الطاعة للصهاينة، حيث سارع لتهنئة الصهيوني المتطرف نفتالي بينيت، بتوليه منصب رئيس وزراء دولة الاحتلال، وكتب له “يطيب لي، بمناسبة انتخابكم رئيس وزراء دولة إسرائيل، أن أعرب لمعاليكم عن أحر التهاني وأخلصها مع تمنياتي بكامل التوفيق في مهامكم السامية”.
وأضاف العاهل المغربي: “وأغتنم هذه المناسبة لأؤكد لكم حرص المملكة المغربية على مواصلة دورها الفاعل ومساعيها الخيرة الهادفة لخدمة سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط يضمن لكافة شعوب المنطقة العيش جنبا إلى جنب، في أمن واستقرار ووئام”، على حد زعمه.
وما يثير الحساسية كذلك، أن هنية تغاضى كون الشخص الذي التقاه وتحدث إليه في الرباط، هو سعد الدين العثماني، الذي يرأس الحكومة، هو من تولى التوقيع على اتفاقية التطبيع التي تمت بين الرابط والكيان الصهيوني.
وقبل أسبوع، كتب الخبير الاستراتيجي أستاذ العلوم السياسية في الأردن وليد عبد الحي، عن زيارة هنية، ودعا إلى الحذر من اللعب على وتيرة ما سماها بـ”المشتبهات السياسية”، وهو ما يتعلق بالعلاقات مع دول التطبيع، مستشهدا بزيارة وفد حماس مؤخرا، للمملكة المغربية.
وتطرق في مقال له تحت عنوان “حماس والمشتبهات السياسية”، إلى مبررات زيارة وفد حماس إلى المملكة المغربية، معتبرا أن المملكة لا تملك من التوازنات الدولية ما يمكن أن تقدمه للقضية الفلسطينية، داعيا الحركة إلى جعل “الموقف من فلسطين” هو دالة استراتيجيتها في علاقاتها.
المصدر: الشروق اونلاين