-->

أسباب انزعاج واشنطن من إغلاق حفتر معبرا حدوديا مع الجزائر


 عبرت الولايات المتحدة الأمريكية عن انزعاجها من غلق ميلشيات حفتر لمعبر حدودي مع الجزائر ووصفت الإجراء بالأحادي ولا يحظى بدعم المجتمع الدولي.

قال مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى جوي هود، أن غلق مليشيات حفتر لمعبر حدودي مع الجزائر “لا تحظى بدعم المجتمع الدولي”.

ونفى هذا التصريح مزاعم بشأن منح واشنطن أي ضوء أخضر أو حتى برتقالي للتحرك باتجاه الحدود الجزائرية.

ونشرت وكالة الأناضول، تحليلا يوضح سب الرفض الأمريكي لتحركات حفتر بالقرب من الحدود الجزائرية جاء فيه تذكير مساعد وزير الخارجية الأمريكي، حفتر أنه “بموجب خارطة طريق ملتقى الحوار السياسي الليبي، فإن المجلس الرئاسي يفترض أن يقوم بأعمال القائد الأعلى للجيش الليبي، بموجب التشريعات الليبية”.

وكان هذا التصريح خلال مؤتمر برلين 2 بمثابة رسالة قوية أخرى لحفتر، بضرورة إخضاع مليشياته لسلطة المجلس الرئاسي، بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي، وأن تحريك وحداته المسلحة من الشرق إلى أقصى الجنوب الغربي، رغم أوامر المجلس الرئاسي “بحظر إعادة تمركز الوحدات العسكرية”، يشكل خروجا عن الشرعية الليبية المدعومة أمميا.

كما لفت المسؤول الأمريكي، انتباه حفتر، إلى أن “ما يسمى بالجيش الوطني الليبي (مليشيات حفتر) قد دعم عملية خارطة الطريق حتى الآن، وعليه مواصلة القيام بذلك، خصوصا في ما يتعلق بالانتخابات المقبلة في ديسمبر”.


وأورد التحليل أن أحد الأهداف من تحرك مليشيات حفتر، الضغط على الأطراف المحلية والدولية المشاركة في مؤتمر برلين الثاني، بهدف الاعتراف به كطرف رئيسي في الميدان، رغم افتقاده أي صفة سياسية أو عسكرية رسمية.

كما أن خططه للترشح لرئاسة البلاد، تصطدم بإصرار أغلبية أعضاء ملتقى الحوار السياسي، على اشتراط عدم ازدواجية الجنسية للمرشحين للرئاسة، وهو ما لا يتوفر في حفتر وأبنائه الذين يحملون الجنسية الأمريكية.

كما أوضح التحليل أن حفتر يحاول من خلال مناوراته العسكرية وتحريك ميليشياته نحو الحدود التلويح بإمكانيته في خلط الأوراق مجددا في حال حرمانه من الترشح للرئاسة لأي سبب، ولو بافتعال “مواجهات محدودة” مع الجزائر، لحشد التعاطف الشعبي نحو “عدو أجنبي”، وإرباك المشهد السياسي مما يؤدي إلى إلغاء أو تأجيل الانتخابات.

واعتبرت أن معبر إيسين/ تين الكوم، الواقع في أقصى الجنوب الغربي الليبي في منطقة صحراوية نائية، المغلوق منذ2011 من قبل الجزائر لا يشكل أهمية إستراتيجية بالنسبة لها.

وأوضح المصدر أن المتضرر الأكبر من غلق معبر إيسين/تين الكوم، هم السكان المحليون من الطوارق في كل من غات وأوباري، والذي يمثل المعبر منفذا لهم نحو العالم الخارجي، في ظل البعد عن العاصمة طرابلس (نحو 1350 كلم)، وتهميش مليشيات حفتر للمنطقة، ما قد يؤلبهم (الطوارق) عليها.


كما تم التذكير بأن مؤتمر برلين الثاني، الذي انعقد في 23 جوان الجاري، وإن لم يذكر حفتر بالاسم، إلا أنه لوح بفرض عقوبات على المعرقلين للانتخابات وللاستقرار الأمني للبلاد وأيضا للمنتهكين لحقوق الإنسان.

وعزز المؤتمر من شرعية المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة، وأكد دعمه لهما، مما ضيّق الخناق أكثر على مليشيات حفتر، وأظهرها كجماعات مسلحة غير منضبطة توشك على الخروج من التوافق الليبي والدولي حول ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها تحت إشراف الحكومة التي منحها البرلمان الثقة بشبه إجماع.

وتأتي تصريحات مساعد وزير الخارجية الأمريكية لزيادة الضغوط على حفتر، باعتباره الطرف الرئيسي المعرقل للانتخابات، ولخروج البلاد من مرحلتها الانتقالية، التي استغرقت 10 سنوات لحد الآن

Contact Form

Name

Email *

Message *