-->

التغطية الاعلامية لحرب الصحراء الغربية ضحية ازدواجية المعايير المفضوحة

 



نظم إتحاد الصحفيين والكتاب والأدباء الصحراويين رفقة المكتب الصحراوي لتنسيق الأعمال المتعلقة بالألغام و اللجنة الصحراوية لحقوق الإنسان في يوم تحسيسي عشية اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام تحت عنوان "أوقفوا قتل المدنيين" وبمشاركة فعاليات المجتمع المدني الصحراوي الناشط في المجال وتخللت اليوم عدد من المحاضرات من بينها محاضرة حملت عنوان "ازدواجية المعايير في المواكبة الاعلامية لجرائم الحرب بين نقل الحقيقة والاستغلال السلبي للمعلومة" قدمها الكاتب والاعلامي حمة المهدي مستعرضا نماذج من التعتيم الاعلامي الممارس على عدد من القضايا خاصة فلسطين المحتلة، سوريا، اليمن والصحراء الغربية وغياب وسائل الاعلام الدولية عن مواكبة هذه الحروب التي تتسبب في سقوط ضحايا وتشريد الالاف من المدنيين.
في حين تتجلى هذه الازدواجية في الازمة الاوكرانية بعدما فرضت شركات التكنولوجيا العملاقة حصاراً على المواطنين الروس ووسائل الإعلام الروسية بعمليات حظر القنوات الروسية والمواقع الالكترونية باوروبا وامريكا وهو ما وصف بحرب السوشيال ميديا التي تخوضها الدول الغربية على روسيا .
والان بات اي محتوي ينشر رواية مخالفة للرؤية الغربية سيتم حظره في مواقع التواصل الاجتماعي وربما تعليق الحساب لفترة زمنية كاجراء للحد من المنشورات التي لا تتوافق مع سياسات هذه الدول وهذا الاجراء ينطبق احيانا على منشورات حول حرب الصحراء الغربية واليمن وفلسطين وغيرها من القضايا العادلة.
مبرزا الدور الذي باتت تلعبه شبكة الانترنت في كسر هذا التعتيم الاعلامي على مناطق النزاع والحروب التي تتسبب فيها القوى الاستعمارية والدول الغربية ومواجهة القيود التي تفرضها هذه الدول خاصة الولايات المتحدة الامريكية على خدمة الانترنت كحجب المواقع المعارِضة لسياستها، وفرض رقابة على المحتوى المنشور على شبكات التواصل الاجتماعي التي تدار من امريكا.
واضاف المحاضر ان وسائل الاعلام التقليدية هي الاخرى كانت سباقة الى انتهاج هذه السياسة حيث انها خلال تغطيتها الاعلامية تمارس ازدواجية معايير مكشوفة في التمييز بين القضايا والحروب التي تحظى بعضها باهتمامٍ أكثر من غيرها.
وقال المحاضر ان الازمة الاوكرانية وضعت الاعلام الغربي على المحك بعدما استحوذت الحرب الاوكرانية على اهتمام الرأي العام في الغرب، بطريقة لم تفعله الحروب الأخيرة، مثل الحرب في سوريا او اليمن، أو إثيوبيا او الصحراء الغربية وخصصت المحطات الفضائية الكبرى تغطيتها المباشرة للاحداث وتقديم تحليلات وتقارير مع تغييب وجهة النظر الروسية
ومما يثير الدهشة والاستغراب الدعوة الى فتح الحدود الأوروبية أمام الأوكرانيين، باعتبار أنهم من أصحاب "البشرة البيضاء" وليسوا من الشعوب العربية التي تهرب باتجاه أوروبا من الحروب التي يتسبب فيها الغرب
وقدم المحاضر نماذج لازدواجية المعايير الغربية في تغطية تطورات القضية الفلسطينية وتجاهل الجرائم الإسرائيلية او التركيز في تغطية الازمة السورية على النظام واتهامه بكل المجازر المرتكبة في حق الشعب السوري في تجاهل للمتسبب الاول في الحرب والاطراف الدولية المتورطة فيها ونفس الامر ينطبق على ليبيا والعراق وافغانستان ما يعكس تغطية الاحداث التي تشهدها الكرة الارضية وفقا لتوجهات سياسية وايديولوجية تنسف شعارات حرية التعبير و المصداقية والموضوعية والراي والراي الاخر.
وبخصوص التعامل الاعلامي العربي مع القضية الصحراوية قال المحاضر ان المحطات الاعلامية الكبرى (الجزيرة، العربية، الميادين، سكاي نيوز) وهي المحطات التي برزت في خضم التنافس الاعلامي بين الدول الخليجية في خضم الخلافات البينية الكبيرة الا ان القاسم المشترك بين هذه القنوات يكمن في التعتيم على القضية الصحراوية خاصة بعد استئناف الكفاح المسلح.
وامام هذا التجاهل الاعلامي العربي للقضية الصحراوية شدد المحاضر الى ضرورة وضع استراتيجية في انتاج محتوى اعلامي يستهدف منصات هذه القنوات وجمهورها على مواقع التواصل الاجتماعي وتنظيم حملات اعلامية لاستهدافها وفضح تعاطيها الاعلامي ... مع دعم المحتوى الاعلامي الذي تنتجه المحطات الاعلامية الصديقة خاصة الاعلام الجزائري ومشاركته على اوسع نطاق واعادة بثه على اليوتوب والتفاعل معه.
وتوقف المحاضر مع الحرب في الصحراء الغربية بعيون الاعلام مؤكدا انه بعد سنة واكثر من نصف اخرى لم تحظ الحرب في الصحراء الغربية بالتغطية الاعلامية المطلوبة وظلت حبيسة البلاغات العسكرية التي تتداول على نطاق الاعلام الوطني او بعض وسائل الاعلام الجزائرية وفي حالات نادرة تنشر خارج هذا النطاق مثل روسيا اليوم او بعض وسائل الاعلام الاسبانية، خاصة بعد تأكيد الجبهة لمقتل 12 عسكريا مغربيا بالاسماء وهي العملية التي تداولتها وسائل الاعلام على نطاق واسع وربما يرجع السبب الى عنصر الاثارة فيها وهذا يقودنا الى ضرورة التركيز على تضمين البلاغات العسكرية لمعلومات اكثر دقة.
ولمواجهة هذا التعتيم الاعلامي قال الكاتب والاعلامي حمة المهدي لا بد من وضع سياسة اعلامية تعتمد على توظيف الرقمنة و الإعلام الإلكتروني على أوسع نطاق في تعريف العالم اولا بمعطيات حول النزاع ونظرة القانون الدولي وربط ذلك بالحرب التي انتهجت كخيار بديل او موازي للحل السياسي الذي قبل به طرفي النزاع لكنه لم يجد طريقه الى النور بسبب ازدواجية المعايير التي تحكم المعادلة الدولية في فض النزاعات.
والتركيز على تكوين الشباب على استخدام منصات التواصل الاجتماعي باعتبارهم اكثر مستعملي هذه الشبكات
بالاضافة الى تكوين فرق في الاعلام الحربي الواعي باهمية ربح المعركة وإعطاء القيمة والمصداقية للبلاغات العسكرية كمصدر رسمي وحيد للاعمال القتالية على جبهات القتال ونتائجها.
وتسليط الضوء على جرائم الاحتلال وفضحها قتل الاطفال وحجم الدمار الذي تسببه الالغام الارضية على البشر والمواشي والبيئة والجدار الذي يقسم الصحراء الغربية ارضا وشعبا ودور جيش التحرير في تدميره وازالته . واصدار بيانات بالشهداء والضحايا المدنيين خاصة الأطفال والنساء واستهداف الاماكن التي يتواجد بها مدنيين ومراسلة المنظمات الحقوقية الدولية ومجلس حقوق الانسان بهذه الجرائم التي ترقى الى جرائم حرب في حق الانسانية.
وختم المحاضر بضرورة مواكبة معارك جيش التحرير وخسائر العدو ورفع المعنويات العامة لجيش التحرير والشعب الصحراوي.
وتنوعت موضوعات اليوم المفتوح بين إستخدام الإحتلال المغربي للطيران المسير وتأثيراتها على المدنيين ، والحرب في الصحراء الغربية والقانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين وقت الحرب ، وحالات الإنتهاكات دون عقاب ، فضلا عن قضية جرائم الحرب المغربية بين المواكبة الإعلامية والتداعيات السلبية للمعلومة .
وتخلل اليوم المفتوح عدة محاضرات :
استخدام الطائرات المسيّرة في الصحراء الغربية وتأثيرها على المدنيين قدمها غيثي النح عن المكتب الصحراوي لتنسيق الأعمال المتعلقة بالألغام 
الحرب في الصحراء الغربية والقانون الدولي الإنساني قدمها المستشار القانوني برئاسة الجمهورية احمد سيد اعلي 
حماية المدنيين وقت الحرب قدمها ابا الحيسن رئيس اللجنة الوطنية الصحراوية لحقوق الانسان ابا الحيسن
ازواجية المعايير في تغطية الإعلام للحروب قدمها حمة المهدي عن إتحاد الصحفيين والكتاب والأدباء الصحراويين 
واختتم اليوم المفتوح بوقفة تضامن مع ضحايا الحرب والالغام والاسرى المدنيين بسجون الاحتلال المغربي 




نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *