-->

مداخلة حمزة سعادي الباحث في الدراسات الافريقية : الولي مصطفى السيد المناضل والمفكر والثوري

 


مداخلة حمزة سعادي الباحث في الدراسات الافريقية : الولي مصطفى السيد المناضل والمفكر والثوري
خلال أشغال الندوة الدولية الأولى لرفع الحصار الإعلامي المفروض على الصحراء الغربية من تنظيم وكالة الأنباء المستقلة بمناسبة اليوم الوطني للشهيد:
ولد الولي مصطفى السيد سنة 1948م،بمنطقة بئر الحلو لأسرة بدوية فقيرة وأبويين صحراويين هما : مصطفى ولد السيد و مباركة بنت احمد ولد الأمين ،نزحت أسرته بعدها إلى جنوب المغرب واستقرت بمنطقة الطنان ،حيث كانت أسرته تعتمد في حياتها على تربية الإبل والغنم ، لأقوم بعدها بالرحيل هربا من الأوبئة أيام الحرب الاسبانية الفرنسية إلى واد الساقية الحمراء ،ليا تحق بعدها السيد بعدها بالكتاب ثم التحق بالمدرسة الابتدائية سنة 1959م،رفقة العديد من المهاجرين اللاجئين من أبناء بلده ،لكن سرعان ما انفصل الولي عن دراسته بسبب كثرة العيابات وانقطاع المتكررة بسبب ظروف الرحال التي كان يعيشها ،لينتقل بعدها للعمل لمواجهة أعباء الحياة خاصة بعد وفاة والده، فانتقل للعمل بين أغادير تارة والطنان تارة أخرى ، فعرف في عمله دفاعه عن حقوق العمال وهذا ما دفع المسئولين إلى التخلص منه بحجة صغر سنه ، كما تابع دراسته بعدها إلى إن وصل إلى الثانوية والتحق بثانوية يوسف بن ناشفين في مراكش ،حتى حصل على شهادة الثانوية العامة ليبدأ دراسته الجامعية في كلية الحقوق فرع العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس سنة 1970م

لقد عرف عن الولي مصطفى السيد التفوق في دراسته الجامعية ،ولم تقتصر نشاطات السيد على الدراسة فقط بل امتدت إلى النشاط السياسي عبر التواصل مع النخب والتنظيمات الطلابية ومحاولة كسب ودها وتعاطفها مع الشعب الصحراوي ،وهو ما تسبب في اعتقاله مرات عديدة في مطلع السبعينيات

حاولت السلطات المغربية محاكمة الولي مصطفى السيد في أغادير ،وما لبث إن أطلقت سراحه لأنه استطاع إن يحل وضعيته إلى وضعية سياسية ، وفي ما 1972 قد الولي مظاهرات مع نحو ثلاثين طالبا صحراويا تحت المطالب نفسها ، وجرى اعتقالهم وإطلاق سراحهم كذلك ، ليقوم الولي بالاتصال بجبهة التحرير الجزائرية ، وقدم لهم رسالة يطلب فيها الدعم ، لغادر مقاعد الجامعة رفقة العديد من الطلبة الصحراويين للعمل ضد المستعمر الاسباني

انخراطه في العمل السياسي:

عرف عن مصطفى السيد حركته ونشاطه خاصة في إلك الفترة الحساسة حيث ، فكر في تأسيس اتحاد لطلاب الصحراء الدارسين بالمغرب ،فاتصل بالعديد من التنظيمات الطلابية والاتجاهات الطلابية في المغرب وفي مدريد وكذا بيروت ،تلك الاتصالات سببت له متاعب كبيرة خاصة بعد مشاركته في احتفالاتها وتظاهراتها .

اثأر الولي مصطفى السيد قضية الصحراء الغربية لأول مرة في تجمع طلابي بالرباط سنة 1971م، ليقرر بعدها الهجرة لحشد اكبر عدد ممكن من المتعاطفين من أبناء الصحراء الغربية فنجده انتقل إلى فرنسا وهولندا في سنة 1971م وأجرى عدة اتصالات في صفوف العمال الصحراويين المهاجرين وأمرهم وحثهم بضرورة تحرير الصحراء الغربية ،وانظم بعدها إلى منظمة 23 مارس المشتقة عن الاتحاد الوطني للقوات الشعبية سنة 1972، ليبرز فيها كأهم شخصية رفقة العديد من الطلبة الصحراوين مثل محمد الحضرمي .محمد عبد العزيز.محمد الأمين ولد احمد وغيرهم ، أين أمرهم بالاستعداد لبدئ الثورة مطالبا إياهم الحفاظ على التراث والأناشيد الوطنية الصحراوية المحرضة على الكفاح وتطالب بضرورة حرية الشعب الصحراوي واستقلاله

بدأت الحياة العسكرية للولي مصطفى السيد بإلقاء الخطب المشجعة للشعب الصحراوي أين اكره بالمطالبة بحقوقه السياسية ومن ابرز الخطب التي ألقاها هي الخطبة التي ألقاها بعد القصف المغربي لمخيمات اللاجئين الصحراويين بمنطقة أم دريكة كما كتب العديد من المقالات التي تعبر عن أرائه السياسة المناهضة للاستعمار ومنها المقال الذي هو بعنوان :"فلسطين جديدة في الصحراء"ثامن بنشره مجلة أنفاس في عددها السابع والثامن ، وكذا تقديمه لمذكرته السياسية والتي قدمها للاتحادين سنة 1973م .وقد حدد وفصل فيها الهوية الوطنية الصحراوية بمكوناتها الثقافية والدينية والاقتصادية ،ما جعله تحت وطأة الملاحقة المغربية والاسبانية

مشاركته في تأسيس جبهة البوليساريو:

أدى تبلور الوعي الفكري لدى الوطنيين الصحراويين مع مرور الوقت إلى تشكيل هيئة سياسية يمكن من خلالها الدفاع عن المصالح الوطنية الصحراوية وتمثلت تلك الهيئة في "الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب " تحت مختصر البوليساريو وتم التأسيس لتلك الهيئة في مدينة ازويرات بموريتانيا في 10 ماي 1973م ، تحت شعار "بالبندقية ننال الحرية" ، أين تولى فيها الولي مصطفى السيد صياغة مشروع بيانها الأول وتم تعيينه منسقا لعمل الجبهة ، وفي سنة 1974 ترأس الولي مصطفى السيد وفد الجبهة في مؤتمر الشبيبة الإفريقية بمدينة بن غازي الليبية وأجرى أول مقابلة صحفية باسم الجبهة مع مجلة لبنانية ، كما قاد وفد جبهة البوليساريو في مؤتمر شباب العالم الثالث الذي أقيم بالجزائر في جوان 1974 ،وانتخب عضوا في اللجنة المركزية بالجبهة وكاتبا عاما لها في ذات السنة إلى غاية وفاته.
ترأس الولي مصطفى السيد جولة المفاوضات مع وزير الخارجية الاسباني كورتينا ماوري سنة 1974 بالجزائر، وتم بموجبه إطلاق سراح العديد من السجناء الأسبان لدى الجبهة بمقابل تراجع قوات الاحتلال الاسباني من بعض المناطق الصحراوية وكذا التسريع في عملية الاستفتاء لتقرير المصير والسماح للمبعوث الاممي لزيارة مخيمات اللاجئين في الجزائر
بعدها أعلن السيد مصطفى السيد عن قيام الوحدة الوطنية في 12 أكتوبر 1975م ، ليعلن بعدها قيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في 27 فيفري 1976م بعد خروج آخر جندي اسباني من الصحراء الغربية
وفـــاتـــــه:
توفي المصطفى السيد على اثر اشتباكات عنيفة مع القوات العسكرية الموريتانية بعد مطاردة الجيش الموريتاني لسرية البوليساريو والتي كان يقودها المصطفى السيد وبعد نفاذ الوقود ،حيث تم القضاء عليه دهسا من طرف سيارة عسكرية حسب الرواية الموريتانية رفقة احد معاونيه في 8 جوان 1976 رحمهم الله
إن الفكر الثوري الملتزم للشهيد " الولي مصطفى السيد " ظل يرسم ويرسخ لمعالم الدولة الصحراوية بكل
مؤسساتها بداية من انطلاقة الثورة باندلاع الكفاح المسلح ضد الغزو الاسباني ، مرورا بتجهيز المقاتلين الصحراويين ضد الغزو المغربي، الذي تكبد خسائر في العتاد والأرواح طيلة فترة الحرب ، وصولا إلى انتفاضة الاستقلال كمحدد فعلي وأساسي للفكر الثوري الجامح للتحرر من براثين الاحتلال .

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *