-->

الطريق إلى " بنشاب " الكتيبة الخالدة .

 


عقارب الساعة تشير إلى الساعة الحادية عشرة ليلآ .
سيارة لاندروفير " كورتا " , تشق طريقآ رمليآ في صمت .
خلف المقود جلس الشهيد الولي , رحمة الله عليه , و في الخلف تكدس خمس رجال , يدركون أنهم في مهمة سرية , لكنهم لا يعرفون عنها إلا ما يعرفون لأعمارهم .
"....وصلنا لمكان لا نعرفه , و ترك الشهيد الولي محرك السيارة مشتغلآ , و نزل يحث الخطي مسرعآ , و تحدث مع بعض " القوم " اللذين كانوا في إنتظاره ....خرج و قال لنا , أيوا توكلوا علي مولانا , هناك صهريجان , أحدهما " عامر " من ليسانس و الثاني " عامر " من الماء و 12 سيارة " لاندروفير " , يجب التحرك بها من هنا في صمت .
أفلان , هذه مفاتيح ل كوبة " إسانس " , أفلان أيدك ل كوبة الماء .
أفلان و أفلان و أفلان تولوا مهمة قيادة سيارات " لاندروفير " ....تحركنا بعد منتصف الليل ليطلع علينا فجر الرابع من يونيو و قد أنجزنا المهمة في صمت ....يقول محدثي .
كان الرجل يتحدث و كأنه لم ينم بعد المهمة إلا ساعات قليلة .
يتذكر الأسماء و الأماكن و التواريخ بدقة يحسد عليها .
...." كان الشهيد الولي في دراعة من " تيرغال " و هي إلي كان لابس علي المنصة في يوم 20 ماي ....قمنا برحلتين لإيصال السيارات و الصهاربج إلي المكان المتفق عليه و كان الولي يتقدمنا ب " كورتته " في طريق الذهاب , و نتكدس مرة أخرى في سيارته لجلب بقية السيارات في طريق الإياب ....كان في كل سيارة " بريقتان " من إسانس و " سكورين " .
من رجال تلك الليلة بقي إثنان علي قيد الحياة , لن أذكرهما و لكن سيذكرهما التاريخ و البقية ندعوا لهم بالرحمة و الغفران و جنة الرضوان , يقول محدثي .....وصلنا للشهيد " الشريف " تل مدرسة 9 يونيو أشوي بآخر دفعة من السيارات و كانت عقارب الساعة تشير للثانية فجرآ ..." جلسنا في سيارة الشهيد الولي مرة أخرى و توجه بنا لمعسكر الشهيد " الحافظ " و وجدنا في إنتظارنا إبراهيم غالي وزير الدفاع و معه الشهيد البشير الصالح " جمبلا " مدير المعسكر حينها و عضوي اللجنة العسكرية و قيادة الأركان....سأل الشهيد الولي , الشهيد جمبلا , هل بعثتم السلاح للداه " الجنوب " و ل " حدي " في الشمال ؟....( هما كذلك عضوي الجناح العسكري و عضوين في اللجنة التنفيذية للجبهة ) .
أجاب الشهيد جمبلا بالإجاب .
....."عقد الشهيد الولي إجتماعآ في ساعة متأخرة من الليل بالشهيد " الحافظ " , و كان يجلس بجانبي إثنان من الرجال اللذين حالفهم الحظ في أن يكونوا مع الشهيد الولي و رفاقه في " الكتيبة الخالدة " ....الرجلان كانا معنا طوال الليل في رحلتي الذهاب و الإياب لنقل الصهاريج و سيارات " لاندروفير " من نقطة العبور إلى نقطة التمركز ....الرجلان هما , أحمد القائد صالح و بدادي الحاج حبوب ...." .
وقف الشهيد الولي و قال ...." شوفوا , راهو أمنين يسمع بأخبار هذو الوتات , مؤمن بمولانا و الا كافر بيه.....ما أتليتوا أتشوفوا أسما مولانا...." .....كانت عقارب الساعة تشير للرابعة فجرآ....
كان الشعب الصحراوي علي موعد مع التاريخ....و كانت مدينة " نواكشوط " نائمة , لا تدري بأن هناك رجل لا ينام و معه كوكبة من صناع التاريخ تحركوا للتو جنوبآ لتصحيح تاريخ المنطقة و جغرافيتها .
صباح 5 يونيو قام الشهيد الولي , بإعادة تشكيل " الكتيبة الخالدة " و وقف فيهم مخاطبآ...." لا إله إلا الله....الصحراويين , شاركوا فغزي " لقصيب " و أقليل إلي أرجع منهم و ألا ما أرجع منهم حد , و شاركوا فغزي " شرواطة " و أقليل إلي أرجع منهم و ألا ما أرجع منهم حد , و شاركوا فمعركة " أم التونسي " و أقليل إلي أرجع منهم و ألا ما أرجع منهم حد.....ظرك حد عندو والدين أكبار خائف ما أتلي إشوفهم و ألا أتريكة أصغيريين ما فات أملي منهم عينيه و ألا حد ما زال باغي إيعيش إكثر مما عاش ....يمرغ الصف....
خرج 5 من الصف و خرجوا من التاريخ .....
يقول محدثي , إلتفت الشهيد الولي ل الشهيد " جمبلا " و قال له بالحرف الواحد....." فهذو الرباعة , عدل ذاك القلت لك و لا أتجوهم إلي ما جاوكم...." .
و تحركت " الكتيبة الخالدة " , و تحرك معها تاريخ المنطقة و جغرافيتها.....
يتبع , إن كان في العمر بقية .
الدكتور : بيبات أبحمد .

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *