-->

رئيس تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان يبرز واقع الانتهاكات المغربية خلال الندوة الدولية لرفع الحصار الإعلامي عن قضية الصحراء الغربية

 


تحية نضالية و عطرة لكل الحضور الكريم كل بإسمه وبصفته ومن موقعه وتحية خاصة وخالصة للرفاق في وكالة الأنباء الصحراوية المستقلة على هذه المبادرة الطبية والمهمة من خلال تخليد هذه الذكرى الخالدة و العظيمة وغالية على قلوبنا ذكرى إستشهاد مفجر ثورتنا المجيدة الشهيد الأسطورة _الوالي مصطفى السيد -.
وبالمناسبة والمناسبة شطر ، يقول فيلسوف ومنظر الحركة الوطنية عريس الشهداء _الوالي مصطفى السيد_: " ان الكفاح سمة وليس بصفة فالصفة تولد في تابوت والسمة تنبع من عرش زيتون "
ولأن السمة تنبع من عرش زيتون سيكون موضوع مداخلتي حول ما يعرف في أدبيات ثورتنا المجيدة ان هذه القضية لا تزول بزوال الرجال ولا تتغير بتغيير الأزمنية المرحلية .
ولعل المسعى هنا هو أجيال تتلاحق على حمل مشعل النضال و تتوارث الإصرار ذاته في سبيل تحرير الوطن .
سيكون موضوع مداخلتي المتواضعة هذه حول *معركة الكرامة ببوجدور المحتل معركة التي أطلقت عليها سلطانة خيا
معركة الإرادة التي لا تقهر
معركة الكرامة والشرف التي خاضتها العائلة المجاهدة عائلة أهل خيا بدأت منذ يوم 19 نوفمبر 2020 ، أي 06 أيام بعد إندلاع الكفاح المسلح و إستمرت أكثر من سنة ونصف ، _يذكر ان قوة الإحتلال المغربي صعدت من وتيرة قمعها ضد المدنيين الصحراويين الذين تفاعلوا وعبروا عن مواقف مؤيدة لعودة الكفاح المسلح بعد ثبوت عجز المنتظم الدولي_ ، شكلت بحق *ملحمة بطولية ونضالية وإضافة نوعية للمخزون النضالي والوطني من خلال تراكم كمي ونوعي على مستوى جبهة الأرض المحتلة.
سأتحدث بصفتي *شاهد عيان و من موقع المجرب حيث كان لي الشرف رفقة الرفاق السجين السياسي الصحراوي السابق عتيقو براي عضو المكتب التنفيذي "لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية CODESA " بعد التنسيق مع سلطانة خيا ان نجحنا بالإلتحاق بمنزل عائلة *أهل خيا* فجر يوم الأحد 21 فبراير/ شباط و كسرنا الحصار وإجتازنا حواجز عشرات البوليس السياسي لقوة الإحتلال المغربي الذين كانوا يطوقون المنزل من كل الجهات ، كان قد مر حينها أسبوع على تعرض المناضلة سلطانة خيا للإصابة على *مستوى العين* كادت ان تفقد البصر إثر جريمة ضد الإنسانية إرتكبها في حقها قوة الإحتلال المغربي ، و تعرضت شقيقتها الواعرة خيا للإقتلاع أسنانها بشكل وحشي وبربري ، _يوم 13 فبراير شباط _حيث ثار الحدث ضجة وطنية كبير وأصبح حديث وسائل الإعلام الوطنية والدولية ، وفي يوم 15 مارس/ أذار إلتحق كذلك الرفيقين *خالد بوفريوا* رئيس السكريتارية المحلية لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية CODESA و *السالك بابير* السجين السياسي السابق ضمن مجموعة *الصف الطلابي* المعروفة بمجموعة *رفاق الوالي.
لقد وقفنا وسجلنا ووثقنا بالصوت والصورة وكانا شهودا عيان على بشاعات وجرائم ضد الإنسانية و جرائم حرب وصل حد جرائم الإبادة الجماعية* الى ان تم إختطافنا فجر يوم 10 ماي/أيار 2021 بعد ان إقتحمت فرقة مقنعة خاصة منزل سلطانة خيا وعائلتها وإعتقالنا وتكبيل أيادينا وتعريضنا للتعذيب الجسدي والنفسي بشكل بربري وهمجي و وحشي ورمينا خارج المدار الحضاري شمال بوجدور بمسافة 140 كلم .
وخلال فترة تواجدنا مع هذه العائلة المحاصرة ، سجلنا تعرضهم بشكل قطعي لا لبس فيه للإقامة الجبرية المفروضة والمنع من التحرك بحرية والتواصل مع العالم الخارجي بشكل طبيعي 
كما وقفنا على منع أفراد عائلتهم والأصدقاء و بعض المناضلين والمناضلات والنشطاء الحقوقيين والسياسيين والإعلاميين من الدخول الى المنزل وزيارة العائلة في مرات عديدة شكلت روتين يوميا .
لقد وثقنا كذلك تعرض سلطانة خيا وعائلتها للتعذيب الجسدي والنفسي أكثر من مرة و تعرضها لسحل والرفص والركل... و الإعداء الجنسي و لتحرش الجسدي واللفظي .
وقطع الكهرباء والأنترنت عن المنزل ، ورمي المنزل بمادة مجهولة ذات رائحة كريهة .... كل هذا تكرر مرات عديدة .
و كذلك تعرضت العائلة كإجراء عقابي من خلال دفعها للجوع الى قطع رواتبها ، والضغط على أفراد العائلة في محاولة إنتقامية عبر عزل سلطانة خيا وشقيقتها الواعرة للإستفراد بهم 
كما سجلنا تعرض رفيقات سلطانة خيا ببوجدور المحتل _زينابو بابي ، فاطمة بابي ، حاجتنا بابي ، أم المؤمنين الخرشي ، فاطمة الحافيظي ، ملوحة الحافيظي، أمباركة الحافيظي ، أم السعد الزاوي ، كريمة حبادي.... 
لم تبخل قوة الإحتلال المغربي على مدار السنة والنصف من الحصار والإقامة الجبرية على هذه العائلة بأي شكل من أشكال الجرائم ضد الإنسانية ولا اي نوع من أنواع القمع والتنكيل والقهر المباشرة والمقنعة .. .
ولكن صمود وشجاعة هذا العائلة وصلابة موقفها وثباتها ، بعثروا كل حسابات الإحتلال الى حد الفشل والعجز التام .
على مستوى الدراسة و التحليل يمكن ان نعتبر ان هذه الملحمة تعتبر *جوابا علميا حقيقيا يلخص واقع جبهة الأرض المحتلة* في كل معاني و تجليات الكلمة ومن كل جوانب وعلى كل المستويات .
حيث أماطت اللثام عن واقع كان مبهم يشوبه التيه ، و تعتريه حالة غير طبيعية من اللا وضوح ، لقد كشفت هذه المحطة النضالية بكل بساطة مكامن القوة والضعف و أجابت عن جملة من الأسئلة بشكل واضح . ومن حسناتها ان شكلت كذلك تمييز حقيقي فتح أفاق واعدة للعمل و النضال السلمي الحضاري بالجزء المحتل من الصحراء الغربية .
لتوضيح أكثر يمكن القول ان هذه المعركة تميزت بمكانزمين اساسيين :
✓ ميكانزم الإستمرارية وهذا معطى مهم وجوهري ، حيث ان المعركة في سابقة بالأرض المحتلة أستمرت لأكثر من سنة ونصف بليلها ونهارها بدون توقف أو إنقطاع .
هذا الصمود الأسطوري شكل صخرة تحطمت عليها كل المؤمرات والدسائس التي أحاكها الأحتلال المغربي وأفشل كل خطواتهخ بل عرى ضعف أجهزته وبنيته القمعية القهرية وأثبت عدم جدوائيتها .
✓ المكانيزم الثاني هو الإبداع ، حيث ان المعركة ظلت تعرف أشكال متعدد من النضال والتعبير السلمي الحضاري شكل هوية أساسية وواضحة لهذه المعركة .
إذن في الحقيقة قدمت لنا هذه المعركة دروس حقيقة في المقاومة و النضال السلمي وفي مواجهة البربرية والوحشية التي تعتمدها قوة الإحتلال المغربي عقيدة في محاولة إبادتها للعنصر الصحراوي والنيل منه .
الصمود الأسطوري هذا فرض تعاطف دولي واسع وازن _ منظمات دولية حقوقية قدمت تقارير مهمة ، هيئات دولية و أممية ، وسائل إعلام دولية و إقليمية ..._ أدى الى إحراج قوة الإحتلال المغربي ، وعرى الواقع الذي يعيشه المدنيين الصحراويين بالحزء المحتل .. هذا على المستوى الحقوقي والإعلامي
بالإضافة الى مكسب سياسي مهم جدا وجوهري بل محدد أساسي ، حيث ان هذه المعركة نجحت في تحقق إجماعا وطنيا وإلتفاف وطني من خلال إعتمادها على خطاب يرون الوحدة الوطنية كشرط و كهدف في مواجهت الإحتلال بكل زبانياته و مكينته القمعية ، ظل الإحتلال يعمل على إستهداف هذه الوحدة و يجتهد لنيل منه بكل الأساليب والطرق لنيل منها لما تشكله من تهديد حقيقي لمشروعة التوسعي بالمنطقة ... .
ولقد شكل مزار أهل خيا نقطة إلتقاء و محج لكل المناضلين والمناضلات والنشطاء الحقوقيين والسياسيين والإعلاميين بمختلف توجهاتهم و برغم إختلاف وجهات نظرهم .
هكذا إنتصرت في الأخير هذه معركة / ملحمة الكرامة والشرف *معركة الإرادة لا تقهر* بعد سنة ونصف .
ختاما اقول ما قاله الشاعر الفلسطيني العظيم محمود درويش :على هذه الأرض ما يستحق الحياة . سنظل نحن ملح الأرض
عذرا على الإطالة ولضيق الوقت حاولت ان أختصر تجاوزت الخوض في الكثير من التفاصيل او ذكر بعض الأحداث، شكرا مرة أخرى الوكالة الصحراوية للأنباء المستقلة 
عاش نضالكم الحر و دمتم ودمنا للنضال صامدين
بابوزيد محمد سعيد
رئيس تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية CODESA
الصحراء الغربية
العيون المحتلة

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *