-->

في ذكرى يوم الشهداء : الحقوقي الصحراوي حسان ميليد يؤطر محاضرة فكرية حول الشهيد الولي

 


السلام عليكم،دعوني اولا اشكر، جهود وكالة الإنباء المستقلة التي تحرص دائما على تخليد ذكرى الشهداء كصيغة نضالية تربطنا دائما بميثاق العهد والوفاء للشهداء الأبراأصحاب المجد والخلود،كما لا يفوتني ان أرفع تحية نضالية عالية إلى مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي،وتضامن مطلق ولا مشروط مع الأسرى المدنيين الصحراويين ،في زنازين الإحتلال الغاشم
حقيقة يجدر بنا ان نشير إلى أنه على قدر هائل من الصعوبة تناول فكر الشهيد في مضمونه العلمي ، وكشكل من أشكال الوعي الاجتماعي التاريخي،وتصور ثوري حضاري، ومنهاج تنظيمي سياسي،في عجالة مناسباتية مثل هاته ،وبدون تبسيطه، وتشويهه.:
تصيبنا الحيرة عند البحث في عبقرية الشهيد الولي، التي لا يمكن أن نتاج تجربة، لأنه استشهد شابا ولم يبلغ
من العمر عتيا .ومن خلال الملاحظة العميقة، نفهم ارتباط عبقريته
بمدى معرفته الدقيقة بكل، أوجل هذه المصادر المعرفية التي تغني الخطاب السياسي ،بل ترتبط كذلك بقدرته على إنتاج الأدلة والبراهين التي لم يتعلمها من أحد هذه الأدلة والبراهين الخاصة هي أكثر إقناعا للناس وهي كذلك الدليل على العبقرية بل كذلك في قدرته على إنتاج فكرا ثوريا قطعيا، مبني على التحليل العلمي، ومعبرا عن الحقيقة الإجتماعية، أن عبقرية الشهيد الولي رحمة الله عليه تتجلى بالخصوص في موافقة أفكاره الشخصية للضرورة التاريخية وقدرته على التعبير عنها، في وقت لم يكن غالبية حتى واعين بهذه الضرورة.
وقد كانت للشهيد الولي رحمة الله عليه قدرة استثنائية ،ليس فقط على فهم الإيديولوجيا السالبة وتحليلها علميا ودحضها بل كذلك في قدرته على إنتاج فكرا ثوريا قطعيا، مبني على التحليل العلمي، ومعبرا عن الحقيقة الإجتماعية، بشكل لا يجد عامة الناس إشكالا في فهمه. وكفاءته في استغلال هذا الفكر في في التوعية من جهة وفي التحالف من جهة اخرى ،وهذا يجسد قدرته الإبداعية في مضمونها الإجتماعي والسياسي ،وهي صفات العبقرية التي تنتج عن فهم الذات للواقع فهما عميقا وتتخلص من ضغطه،حيث كرس كل طاقاته ،وحماسته الهائلة , و سخر رحمة الله عليه كل قدراته في بناء المشروع الوطني،وأن أفعاله تجاوزت حدود الوطن إلى تطوير علاقات على مستوى العالم.
ليس هناك من يستطيع أن يجادلنا بأن عبقرية الشهيد الولي مصطفى السيد رحمة الله عليه كبرت بالقدر الذي كانت تعبر به عن الأماني الدائمة للشعب الصحراوي،ومن عبقرية الشهيد تركيزه على بناء الأطر والتنظيم وجعلهم في خدمة الجماهير , ووصلوا في ذلك إلى ما وراء حدود زمانهم ،لأن التغيير الذي قاموا به في المضامين الاجتماعية والسياسية كان من الشمولية والقوة بالقدر الذي فرض على العالم الإنتباه له فرض على الدول والمنظمات الإعتراف به.,.
وعلى المستوى التنظيمي إنصب فكر الشهيد , حول الوحدة والتجانس بين الأطر والقاعدة الشعبية والتي تحدد نجاح المشاريع الثورية بصفة عامة , وهنا مقصد الشهيد الولي رحمة الله عليه, حينما قال, في خطاب الأطر,__ تلاحظون انني تكلمت عن الإطار, ولم أتكلم عن القيادة لأنني اعتبر القائد الحقيقي هو الشعب _: هذا الفكر العلمي البنيوي الواقعي، يعتبر إسهاما في المعرفة الكونية و يلزم المثقفين الصحراويين تناوله في جوهره الأصلي بدون تأويل ولا تحريف وإيصاله للعالمين بأمانة.. وعلى مستوى التنظيم الثوري يعتبر منهجية واداة فعالة لتأسيس وتأطير العلاقة بين الإطار والقاعدة الشعبية علميا وعمليا،وبعيدا عن الإنبهار بدور الإطار،وإسكانه برجا عاجيا منفصلا عن القاعدة ، فمحو التمايز داخل المجتمع الثوري يرسخ مبدأ التضحية ومبدأ المسؤولية لدى جميع الأفراد,بهذا الوصف يصبح الإطار جزء لا يتجزأ من القاعدة الشعبية، ويصبح القائد الحقيقي هو الشعب، لأن الثورة تتقوى حينما تمارس قاعدتها الشعبية الديكتاتورية على الإطار وليس العكس كما تتقوى عند ممارسة أطرها للنضال وليس للسياسة .
ونحن الآن وأكثر من اي وقت مضى في حاجة إلى منهاج الشهيد،ولكن بالتحليل العلمي للشروط التاريخية الراهنة،
نحن الآن في مرحلة حرب التحرير،التي يخوضها مقاتلو جيش التحرير الشعبي الصحراوي الأشاوس،ويضم كل المناضلين الصحراويين والمناضلات الصحراويات بغض النظر عن المهام الدبلوماسية والسياسية،والإجتماعية التي يقومون بها،أو يكلفون بها ويجب أن فكر الشهيد انتج هذا الإنتماء ،وجوهره شعبية الثورة ,وحدد بشكل علمي العلاقات القائمة بين القاعدة الشعبية،والإطار، والتنظيم السياسي من أجل تقوية كل أضلاع هذا المثلث.
كان الشهيد رحمة الله علية يدرك ,أن خدمة الجماهير تمر عبر تقوية التنظيم السياسي, ولذلك كان يسهر على مكوناته المادية والبشرية والفكرية ،ولعل أخطر ما نعالجه اليوم هو مسألة الانحراف الفكري, تحديدا المضمون الإيديولوجي للفكر السائد عالميا وجوهره المحافظ، ووظيفته في تكريس واقع الإحتلال،هذه العملية ،المرتبطة أساسا بنهب ثروات الشعوب حتى ولو تطلب الأمر تحييد هذه الشعوب عن طريق الإبادة الجماعية، وعدم احترام سيادتها واستقلالها.
وكان الشهيد رحمه الله يحرص على إبراز الجانب الشرعي وعدالة القضية، والانتصار الديمقراطي للثورة، وفي نفس الوقت يؤكد على شجاعة الشعب الصحراوي وقدرته على انتزاع حقه،ومن خلال هذه المفاهيم كان يلغي الفكر التحريفي والإصلاحي،
الشهيد الولي رحمة الله عليه بنى الوحدة الوطنية كجزء من المهمة الحضارية التي يقوم بها الشعب الصحراوي ، انطلاقا من قناعته بأن أي فكر تمييز يهدد حياة الدول والشعوب .
قبل أن نستنتج خلاصات مبنية على تأملات فكرية, وعقلانية زائفة, لا تلامس الواقع تعتمد في أغلبها على استدلالات عقلانية مجردة ،علينا أن ننطلق من نشاطنا اليومي والتحليل العلمي لواقعنا كما جاء في فكر الشهيد الولي رحمة الله عليه صاحب الممارسة و الفكري القطعي و الذي يرى خطر أنصاف الحلول , وأن أي حل دون الإستقلال هو استسلام، وان ربطه للشعار بالممارسة في: كل الوطن أو الشهادة ، برهن صحة كلامه : إذا أرادت القدرة الخلود لإنسان سخرته لخدمة الجماهير.

بمناسبة يوم الشهيد: حسان ميليد علي 2022

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *