-->

هذا ما تخفيه تصريحات الريسوني العدائية


خلفت تصريحات المغربي أحمد الريسوني الذي يشغل منصب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين حول الجزائر وموريتانيا والصحراء الغربية والتي حملت أفكارا توسعية على حساب الدول الثلاث، سخطا واسعا لدى الرأي العام. وربطت تصريحات الريسوني في إطار مناخ عام يسود نظام المخزن، يحركه التطبيع مع الاحتلال ومخططات تدفع نحو تأزيم الوضع في المنطقة ككل وكسر استقرارها.
تطرح تصريحات أحمد الريسوني، أحد القيادات الدينية في المغرب والقيادي في حزب العدالة والتنمية الإسلامي، عدة تساؤلات من حيث ما ورد فيها من أفكار مسيئة وصادمة لشعوب المنطقة خاصة الجزائر وموريتانيا والصحراء الغربية، بدعوته لـ"الجهاد" ضد الجزائر ودعمه لاحتلال الصحراء الغربية  ومغربية موريتانيا بزعم أنها أرض مغربية، وتباهي بأنه يحمل أفكار  السياسي المغربي  الراحل  المتطرف علال الفاسي زعيم حزب الاستقلال، المعروف بأفكاره التوسعية على حساب الدول الجارة، وهو نفس الفكر الذي يتغذى منه نظام المخزن المغربي.
وتتناسل الأسئلة حول سبب إطلاق هذه التصريحات في هذا التوقيت بالذات، في ظرفية شديدة التوتر من شأنها أن ترفع من منسوب الاحتقان إلى حدود عليا في منطقة أصلا مشحونة تغذيها الحرب في الصحراء الغربية والوضع المتوتر في منطقة  الساحل، إلى جانب  النشاط المغربي غير المفهوم لتسريع وتوسيع التطبيع مع الكيان الصهيوني والتمكين لحضوره في المنطقة ودعم مخططاته الخطيرة لضرب استقرارها، ويوجب التذكير هنا بالتصريحات العدائية والتهديدات التي أطلقها وزير خارجية الاحتلال يائير لبيد من المغرب في شهر  أوت من العام الماضي، والتي اعتبرت غير مسبوقة عربيا.
والمحير أن الريسوني الذي يرأس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين لم يملك لا الجرأة ولا الشجاعة للدعوة للجهاد ومسيرة لتحرير  سبتة ومليلية، لكنه امتلك الشجاعة والجرأة ليدعو إلى الفتنة والتفرقة وإذكاء نار الاحتراب والدعوة للجهاد وحمل السلاح ضد الجزائر والزحف نحو ترابها، ولم يتوقف عند ذلك، بل نفى عن الصحراء الغربية وموريتانيا السيادة والاستقلال واعتبرهما أرض مغربية في تماهي بائس مع العقيدة التوسعية لنظام المخزن تتناقض وموجبات شخص يقدم على أنه زعيم ديني ويرأس أحد أكبر تجمعات علماء الدين في العالم الإسلامي، والذي من المفروض أن تفرض عليه هذه المنزلة أو الوظيفة التي يؤديها حكمة أكبر ونزوعا للدعوة للتعايش السلمي واحترام الآخر وحقن دماء المسلمين.
الريسوني لم يتوقف في الإساءة والتحريض على الجزائر وموريتانيا، بل ذهب به الأمر إلى إطلاق تصريحات متعالية وتنقص من قيمة دول عربية شقيقة، بقوله إن المغرب دولة عظيمة في التاريخ وأنها ليست البحرين والإمارات والسودان، ما يكشف أن الريسوني تخلى عن كل واجبات التحفظ التي تمليها عليه وظيفته وكقيادي منسوب لأحد التيارات الإسلامية، ومنه، فإن الريسوني كشف عن انتمائه للتيارات الفكرية المتطرفة في المغرب التي تنتهج المغالاة والتعالي وتحلم بمغرب لا يوجد إلا في مخيلة أصحابه كأصحاب الهيكل المزعوم.
لكن  المؤكد لا يمكن فصل تصريحات الريسوني عن مخططات يتم التحضير لها بعناية من طرف دولة الاحتلال وبتنسيق مع  النظام المغربي من أجل زعزعة استقرار المنطقة وخلق توترات جديدة تسهل على دولة الاحتلال التغلغل أكثر في المنطقة بفضل الدور الوظيفي الذي يؤديه ككل المخزن المغربي.
المصدر: الخبر الجزائرية

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *