القيادي محمد لمين أحمد ينعي ابنه الشهيد
بسم الله الرحمن الرحيم
"لاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون"
-أبوان يتيمان:
ان العين لتدمع ويعتصر القلب على فقدان من غرس في الفؤاد حبه ،اللا أن الإيمان بقدرة الخالق سبحانه وتعالى، ينهي المرء عن التفكير خارج نطاق ذلك الإيمان، اللا أن ضعف النفس البشرية يترك الحيرة تنساب كالرقطاء الى فكر العبد الضعيف، وخلق الإنسان ضعيفا.
فقدناك ابننا البار، رغم عنف الجبابرة عليك وعلى قومك ورفاقك الغر الميامين، لسنا نادمين رغم تعرضكم لأيادي الغدر، غدر القوم اللذين أصدروا حكمهم على قومكم وأرضهم بالإبادة ليس للبشر وحده بل حتى الماء والشجر، منذ عشرات السنين، فكم من ضحايا مجهولين تعرضوا لأبشع مما تعرضتم له.
ابني كنت في رفاقك وإن العين لتدمع على فراقكم فإنها تدمع أيضا على ما حملت في صدرك من الذكر الحكيم الذي كان يحمي البيت وساكنيه من الأبوين والاخوة والاخوات من كيد الكائدين والأبالسة.
الأبن الوحيد الذي حمل كتاب الله في صدره من الانجال، فكان ذلك نورا لوالديك، فأنزل الله سكينته به عليهما وعلى من سكن البيت.
اليوم تغادرنا وانت الابن البار اللبق الذي لم يرد بسلب حتى على اية الصغيرة أو لمن اكبر منها سنا، شيمتك التواضع والمداومة على صلة الرحم، وحتى الخضوع لأوامر قادتك.
اليوم بمغادرتك الى بارئك مع من معك من قومك من حماة الأرض والانسان، تركت خلفك بيتا قفرا من الذكر الحكيم، بل تركت ابوين يتيمين، بل بيتا ايضا يتيما.
هذا الاب اليتيم ينصح ذريته أن يقرؤا ذريتهم الذكر الحكيم حتى يحفظوا أنفسهم وبيوتهم من الضلال ومن قلة صلة الرحم، حتى لا يصبحوا يتامى مثل ابوي عثمان.
وما علي اللا أن أقول:فاصبر أن وعد الله حق