-->

مجلس الأمن: "لا" البوليساريو، تسقط لاءات المروك الثلاثة.

 


جلسة مجلس الأمن المغلقة حول النزاع الصحراوي المغربي تُسقط لاءات المورك الثلاثة التي تبجح بها سي بوريطة أمام المبعوث الخاص للأمين العام الأممي السيد دي مستورا أثناء الاجتماع به في الرباط مطلع هذا الشهر والتي هي لا حل سوى الحكم الذاتي، لا حوار إلا بحضور الجزائر ولا مفاوضات إلا بوقف إطلاق النار.
إن كانت المعلومات شحيحة عن ما دار خلف الأبواب المغلقة من نقاشات حول الموضوع في هذه الجلسة المخصصة للإستماع الى الإحاطة التي قدمها السيد دي مستورة حول سير جهوده في ملف الصحراء الغربية منذ شهر أكتوبر الماضي طبقا للقرار الأممي رقم  2703، فإن بعض المندوبين على غرار مندوب سويسرا صرح في لقاء له مع الصحافة بعد انتهاء الجلسة بأن " المشاورات المغلقة عبرت عن الرغبة الملحة في تنفيذ ولاية المينورسو المحددة في اجراء استفتاء تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية، لذلك تم دعم المبعوث الخاص السيد ستيفان دي ميستورا وأيضا الممثل الخاص للأمين العام الكسندر إيفانكو في جهودهما الدبلوماسية"، من جهتها أكدت دولة مالطا على " الدور الحاسم الذي تلعبه بعثة الأمم المتحدة للإستفتاء في الصحراء الغربية لتمكين شعبها من تقرير المصر" ، في هذا الإتجاه أيضا أكدت بعثات دبلوماسية أخرى في الأمم المتحدة أن دول المجلس تشدد على أهمية تمكين بعثة المينورسو من تنفيذ قرار مجلس الأمن المصادق عليه بالإجماع و القاضي بالإشراف و مراقبة استفتاء تقرير المصير بالصحراء الغربية.
السيد دي ميستورا كان من المقرر أن يعقد ندوة صحفية عقب تقديم إحاطته امام مجلس الأمن لكن عدل عنها في آخر لحظة وفي البث المباشر من مقر المجلس شوهد وهو يخرج من قاعة الجلسات ويصافح مندوب البوليساريو السيد محمد عمار، تلك اللقطة التي أثارت حفيظة إعلام المخزن ولم يفوت الحديث عنها.
 تزامنا مع جلسة مجلس الأمن في لقاءين متتالين، السيد جوشوا هاريس نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي، والسيد دي ميستورا يتحادثان بمقر البعثة الجزائرية لدى الأمم المتحدة مع السيد أحمد عطاف وزير الخارجية الجزائري، في نفس اليوم أي يوم الأربعاء الماضي تعلن جبهة البوليساريو في بيان رسمي أن لا حل للقضية الصحراوية إلا حل واحد اتفق عليه طرفا النزاع:  المغرب و جبهة البوليساريو وتم التوقيع عليه في شهر غشت من سنة 1988، وزكاه مجلس الأمن في قراره الصادر في 29 ابريل 1991 تحت رقم 690 القاضي بإجراء استفتاء تقرير المصير الذي بموجبه تم إنشاء بعثة المينورسو للصحراء الغربية و هو الحل الذي ينسجم مع مبدأ تصفية الاستعمار بحكم القضية الصحراوية مصنفة لدى الجمعية العامة من بين الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي وهو الأمر الذي أكده السيد غوتيرش الأمين العام الأممي في تقريره( أ-/249/78) المقدم الى الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة يوم 27 يوليو 2023: لاتزال مسألة الصحراء الغربية بالنسبة للجمعية العامة قيد النظر باعتبارها " قضية إنهاء الإستعمار" و"مسألة تتعلق بالسلام و الأمن " في حالة مجلس الأمن.
إن سياسة الهروب الى الأمام التي حاول المغرب أن يستبق بها جلسة مجلس الأمن من خلال "لاءاته الثلاثة" تكون قد اصطدمت ب "لا" البوليساريو، هذه لأخيرة التي لن تحيد عن القرار 690 المتفق عليه من لدن الطرفين القاضي باستفتاء تقرير المصير، أما الشعب الصحراوي فقد قرر منذ سنة 1976 أن " الدولة الصحراوية هي الحل، سلما أو بالقتال". الشيء الذي يفسر طلب المجلس تفعيل دور بعثة المينورسو ودعم المبعوث الخاص في جهوده لحث طرفي النزاع المملكة المغربية وجبهة البوليساريو على التفاوض الثنائي لحل الخلاف بينهما قبل بروز "طوفان" آخر، العالم في غنا عنه.
إن المغرب بدء مرتبكا عقب جلسة مجلس الأمن هذه من خلال ما عكسته صحافته التي تشن حملة على السيد دي ميسورا، التي ترى بأنه لا يمكن أن يواصل في مهمته بمعنى أن المخزن يتهيأ لدفع البعوث الأممي الى الاستقالة إذا لم يتم الاستجابة لواحدة على الأقل من لاءاته وأقربها وقف إطلاق النار. 
 لاشك أن جبهة البوليساريو وقيادتها تتعرض حاليا، الى ضغوطات كبيرة في هذا الإتجاه ، أي التخلي عن تصعيد الحرب و قد مارست قوى عظمى هذا الضغط سرا و علانية كما هو الحال للطلب الأمريكي على لسان هارس نائب وزير الخارجية حيث صرح بأن ما سماه بالتسوية يتطلب وقفا لإطلاق النار، الشيء الذي لن يقبل به الشعب الصحراوي بعد ثلاثين سنة من السلم المسموم و لا نعتقد أن قيادة جبهة البوليساريو ستقبل بوقف لإطلاق النار مهما كان حجم الضغوط إلا إذا كان ذلك مشروطا و محددا زمنيا و يؤدي الى تطبيق قرار مجلس الأمن 690 و قبل هذا وذاك إخلاء معبر الكركرات و رجوع جيش الاحتلال الى وضعيته ما قبل 13 نوفمبر 2020 .
 مهما كان فإن تأجيل حل القضية الصحراوية أصبح غير مقبول أمام التجاذبات الخطيرة التي تعرفها المنطقة، مما يستدعي اليقظة، الحذر والالتفاف حول الجبهة الشعبية وشد عضد قياداتها و دعمها في مواجهة الضغوطات القوية التي تمارس عليها في الوقت الراهن للتخلي عن مواصلة الحرب والهادفة الى ثني ذراع جبهة البوليساريو و القضاء على طموحات الشعب الصحراوي.
فهل سنكون كمواطنين ومناضلين في مستوى التحديات ونعزز "لا" البوليساريو ونقبر الى الأبد لاءات المروك الثلاثة؟
بقلم: محمد فاضل محمد سالم الهيط

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *