الشعب الصحراوي يستقبل عيد الأضحى المبارك بتجديد القسم لعهد الشهداء
على غرار الشعوب الاسلامية يستقبل الشعب الصحراوي عيد الاضحى المبارك هذا العام وسط أجواء يطبعها التفاؤل بتجديد القسم لعهد الشهداء الذين خلد ذكراهم الثامنة والاربعين منذ أيام ، وتلك شيمة من خصائل الملتزمين بعقد الوفاء مهما تطلب ذلك من تضحيات ، ولأننا نتحرك بحكمة وعقل، لا بد من أن نتجاوز كل حقول الألغام التي يضعها النظام المغربي وراعيته إسرائيل في طريق بناء مستقبلنا الواعد برفع علم الدولة الصحراوية على كل ربوع الوطن ، فعلينا أن نرفع التحدي ، ونصوغ توجهاتنا السياسية صياغة تتصدى لمن يمارسون أجندة الاستعمار بازدواجية السلوك تجاه النيل من حقنا في الحرية والاستقلال .
فعلى مدى العقود الماضية كانت الأعياد الدينية ولا تزال في رفوف الانتظار ريثما نستوفي شروطا يجب أن تلامس في جزء كبير منها الحقيقة التي ظلت تشكل الحامل الموضوعي لكثير من السياقات السياسية الخارجة من تفاعلات القضية الوطنية وطول الانتظار الباحث عن قميص النجاة الضائع بين رفوف الامم المتحدة ، وما سببته وتسببه أوجاع وآلام عقود طويلة من الحصار والتضييق على الجزء المحتل من ترابنا الوطني ، وما تم تحضيره لمسرح جرائم يندى لها الجبين من قمع واعتقال وتنكيل واحكام جائرة تطال مناضلين ملتزمين بالدفاع عن الحق والعدالة ليس الا .
اذا كيف نستقبل العيد ؟ ... نعم نحن شعب صلبته المآسي ، وصنعت منه معدنا ثمينا أمام مسار ملتو، وانعطافات حادة شكلت في مجملها محاولة يائسة ومحمومة لتحقيق ما فشل فيه مشروع الاحتلال المغربي خصوصا بعد أن بات ومعه مشغلوه الاسرائيليون يعدون أيامهم الأخيرة ، لا سيما بعد عودة الكفاح المسلح الى سكته ، فمن هذه الزاوية نقرأ الأحداث بعين تستقرئ عمق الدائرة التي جمعت وتجمع الصحراويين في مضمار الكفاح والتحدي ، قراءة توضح الصورة بشكلها الأنصع ،الممتلئة بكل صنوف التضامن مع الشعب الصحراوي ، والتبني الدولي لقضيته العادلة .
عيد الاضحى المبارك فرصة للتكافل النضالي والديني بين افراد شعبنا ، ومناسبة روحية نختزل خلالها المعاناة والألم ومرارة اللجوء ، لنستنهض الهمم كعادتنا ونعبد طريقنا بشحذ العزائم على قسم الوفاء لعهد الشهداء ، الذي يمحو عتمة وظلم الاحتلال ويفتح الآمال على مشهد ملحمة سطرها الصحراويون رغم الجراح، والآلام والوجع، لتبقى خالدة في أسفار التاريخ.
العيد مناسبة للتسامح ، ودفن الاحقاد والضغائن ، وموعد لاستشعار حجم المسؤولية ، لنعد العدة لتجديد القسم وتحديث الوفاء، كي تتعانق كل جبهات النضال والكفاح والمقاومة على محصلة تكريس الدولة الصحراوية المستقلة كحقيقة بحيزها الجغرافي والمقوماتي ، كحقيقة تعترف بذاتها قبل أن يتعرف بها الآخرون .
فكل عام والشعب الصحراوي من نصر إلى نصر