هل يعكس غياب الحديث عن الصحراء الغربية في مكالمة روبيو وبوريطة تغييرًا في موقف الإدارة الأمريكية؟

 

ايكيب ميديا – هيئة التحرير 

28- يناير 2025 

أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بيانًا يلخص مكالمة هاتفية جرت بين وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ووزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة. ووفقًا للمتحدثة باسم الوزارة، تامي بروس فان الطرفين تناولا الشراكة القوية بين الولايات المتحدة والمغرب، وتعزيز السلام والأمن الإقليميين، وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن، إضافة إلى جهود المغرب الإنسانية لمساعدة غزة. كما ناقش الجانبان التعاون في المصالح الإقليمية المشتركة، بما في ذلك اتفاقيات أبراهام، وضرورة توسيع التجارة والاستثمار بين البلدين.

إلا أن البيان أثار الانتباه لغياب أي إشارة إلى قضية الصحراء الغربية، وهي قضية كانت محورًا رئيسيًا في العلاقات بين الولايات المتحدة والمغرب منذ اعتراف إدارة ترامب المثير للجدل بسيادة المغرب على البلد في ديسمبر 2020.

هذا الغياب يطرح تساؤلات حول ما إذا كان ذلك يعكس تغييرًا في نهج إدارة بايدن تجاه قضية الصحراء الغربية. وبينما أعاد الوزير روبيو التأكيد على أهمية العلاقات الأمريكية-المغربية، فإن عدم الإشارة بشكل صريح إلى الصحراء الغربية قد يشير إلى إعادة تقييم الموقف الأمريكي أو تجنب متعمد للحديث عن القضية علنًا.

يأتي هذا التطور في ظل مكاسب قانونية وسياسية لجبهة بوليساريو خاصة قرار محكمة العدل الأوروبية واعلان  المفوضية التزامها بعدم ادراج الصحراء الغربية ضمن أي اتفاقات انية ومستقبلية بما في ذلك رحلا الطيران من اوروبا الى الإقليم وتعيين الولايات المتحدة "جوشوا هاريس" سفيرا في الجزائر وابرام هذه الاخيرة مذكرة للتفاهم مع "الافريكوم". 

غياب ذكر الصحراء الغربية في هذا الحوار رفيع المستوى يفتح الباب للتكهنات: هل تعيد الولايات المتحدة النظر في اعترافها المثير للجدل؟ أم أن القضية تُستبعد عن العلن لأسباب دبلوماسية؟ الأيام القادمة ستكشف إن كان هذا يشير إلى تغيير جذري أم مجرد توازن في الخطاب السياسي.