-->

السعودية ترد على ترامب: لا علاقات مع إسرائيل من دون دولة فلسطينية

 


أكدت السعودية، اليوم الأربعاء، أنها لن تقيم علاقات مع إسرائيل من دون إنشاء دولة فلسطينية. وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان "تؤكد وزارة الخارجية أن موقف المملكة العربية السعودية من قيام الدولة الفلسطينية هو موقف راسخ وثابت لا يتزعزع، وقد أكد الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، هذا الموقف بشكل واضح وصريح لا يحتمل التأويل بأي حال من الأحوال".
وقالت الخارجية السعودية في البيان إن المملكة تؤكد "ما سبق أن أعلنته من رفضها القاطع المساس بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، سواء من خلال سياسات الاستيطان الإسرائيلي أو ضم الأراضي الفلسطينية أو السعي لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.. وتؤكد المملكة أن هذا الموقف الثابت ليس محل تفاوض أو مزايدات".

وفي إعلان صادم، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة ستسيطر على غزة وتمتلكها، معلناً أنه ينوي زيارة القطاع المحاصر وإسرائيل والسعودية، فيما اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الخطة ستغير التاريخ. وقال ترامب خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نتنياهو في ختام محادثات بينهما: "الولايات المتحدة سوف تتولى السيطرة على قطاع غزة وسنقوم بعمل هناك أيضاً. سوف نمتلكها. وسنكون مسؤولين عن تفكيك كل القنابل غير المنفجرة والأسلحة الأخرى الخطيرة في هذا الموقع". وأضاف: "سنسوي الموقع بالأرض ونوجد تنمية اقتصادية"، مشيراً إلى أن بلاده تتطلع إلى ملكية طويلة الأمد لقطاع غزة، وقال إن من شأن ذلك أن يخلق "آلاف الوظائف".

ومضى قائلاً "أرى أن ذلك سيجلب استقراراً كبيراً لهذا الجزء من الشرق الأوسط وربما الشرق الأوسط بأسره"، مضيفاً "لم يكن هذا قراراً اتُّخذ باستخفاف، كل من تحدثت معه يحب فكرة أن تتملك الولايات المتحدة هذه القطعة من الأرض"، مضيفاً أنه يتصور أن يعيش أناس من جميع أنحاء العالم في غزة بعد تنفيذ خطته، متوقعاً أن تتحول إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" وحول خطة التهجير، قال ترامب: "تحدثت إلى زعماء آخرين في الشرق الأوسط وتروقُهم فكرة نقل الفلسطينيين من غزة"، وأضاف: "زعيما مصر والأردن سيقدمان الأرض اللازمة لخطتي الخاصة بالفلسطينيين"، وذلك في إشارة لتصريحاته السابقة حول تهجير سكان القطاع إلى مصر والأردن، وأشار إلى أنه لم يتخذ موقفاً بشأن سيادة الاحتلال الإسرائيلي على الضفة الغربية وسيعلن ذلك في الأسابيع المقبلة.

 وبشأن التطبيع، أعرب ترامب عن اعتقاده بأن العديد من الدول ستنضم "قريباً جداً" إلى "اتفاقيات أبراهام" للتطبيع مع إسرائيل، فيما أعرب نتنياهو عن ثقته في قدرته على التوصل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات مع السعودية، مشيراً إلى أنه ملتزم بجعله حقيقة، وقال "أعتقد أن السلام بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية ليس ممكناً فحسب، بل أعتقد أنه سيتم".
وترى صحيفة هآرتس أن التركيز الرئيس لإدارة ترامب يتمحور حول التقدم بسرعة لتطبيع العلاقات مع السعودية، التي تعتبرها الولايات المتحدة "مفتاحاً" للتغير الإقليمي، والقائم على "إقصاء حماس، وإنهاء المشروع النووي الإيراني، وضخ الأموال للسوق الأميركية"، لافتةً إلى أن تصريحات ترامب المتكررة بشأن تهجير جزء من سكان قطاع غزة وإعادة توطينهم في مصر والأردن قد تكون "محض مناورة تفاوضية"؛ بحيث "تتيح للسعودية إعلان إفشال هذا المخطط كجزء من التفاهمات مع واشنطن بشأن التطبيع".
وفي الواقع، فإن غالبية تفاصيل الاتفاق المستقبلي "متفق عليها مسبقاً" بين الطرفين، منذ المفاوضات التي أُجريت في عهد الإدارة الأميركية السابقة برئاسة جو بايدن. وبموجب التفاهمات، "ستوقع إسرائيل والسعودية اتفاق تطبيع يتضمن شراكات وتعاوناً اقتصادياً"، بحسب الصحيفة.
وتقود الولايات المتحدة مساعي دبلوماسية على مدى شهور لحمل السعودية، إحدى أقوى الدول العربية وأكثرها نفوذاً، على تطبيع العلاقات مع إسرائيل والاعتراف بها. لكن العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، عقّد هذه الخطوة.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *