-->

الحركة الطلابية الصحراوية وانتقائية السلطة

 


ظلت العلاقة بين الحركة الطلابية والسلطة تحكمها  الانتقائية في الغالب واحيانا تكون ضحية عراك واصطفافات الرعيل الاول والثاني وفي حالات قليلة وفقت السلطة في اختياراتها، فانصفت البعض وتركت البعض على هامش الثورة، فما طبيعة العلاقة بين الحركة الطلابية والنظام الحاكم؟
ولد اتحاد الطلبة كامتداد جماهيري للجبهة من رحم الشبيبة في بيئة داخلية ودولية كان العالم العربي من ليبيا الى اليمن يشهد ربيعا عربيا إضافة الى اتساع رقعة الحركة الطلابية الصحراوية حول العالم في شكل روابط في كوبا وفرنسا واسبانيا ورابطة الطلبة الصحراويين في الجزائر العمود الفقري للاتحاد ذات القاعدة الشعبية العريضة على امتداد فروعها الطلابي ودينامكية النشطة لطلبة جاليات الشمال والجنوب وكذا  نضال الطلبة الصحراويين في الجامعات المغربية. 
ورغم ان تيار واسع من طلبة الشرق كان يعارض فكرة ترقية الاتحاد لكن منطق فوضى التصويت نجحت في تمرير قرار تلك الهدية السياسية ومثل مكافأة واستحقاق لاجيال كانت تناضل لسنين داخل اتحاد الشبيبة و ترى ان اتحاد الطلبة أكبر من ان يكون مجرد امتداد فرعي داخل الشبيبة فما عرف بالحرب الباردة بين الأخوة في الاتحادين.


بعد ان أخرج الاتحاد من دائرة صنع القرار مع اخواته الثلاثة في المؤتمر الأخير ككبش فداء لما عرف بمطلب التقليص في زمن الحرب، اتمنى ان رفقاء الذي صدعونا بأهمية الترقية انذاك في قاعة الشبيبة قد ادركوا معنى الهدية السياسة وان الاتحاد انذاك لم يكن ناضج تنظيميا بمافيه الكفاية ليحمل عبء صفة منظمة جماهيرية ويحرق امينه مراحل ليصبح بين عشبة وضحاها عضو امانة او شبه عضو امانة.
في نظري المتواضع وخبرتي الطويلة في صفوف الحركة الطلابية الصحراوية ارى ان الهدية السياسية الحقيقية هي ما حدث في المؤتمر الأخير وذلك للاسباب التالية:
- حتى تتفرق النخب الطلابية لديدن الاتحاد في التكوين السياسي الحقيقي والعمل على توجيه وتحريض الطلبة لاسيما في عصر سرقة العقول والتلاعب بها من قبل الإعلام المخزني المعادي في موجة التدفق السريع للمعلومات.
- تتبني الاتحادات الطلابية في العالم الغربي مايعرف بنظرية الديمقراطية الصغيرة والديمقراطية الكبيرة وقد وقفت على ذلك في زيارة لمجلس الشباب الدنماركي تقوم على ممارسة العمل السياسي وتجسيد الفعل الديمقراطي وزرع ثقافة الشفافية والمحاسبة والمسؤولية على مستوى الطلبة والشباب قبل التفاعل مع السلطة والنظام الحاكم.
- تعاني المنظمة في الغالب نتيجة الصراع المحتدم على منصب الامين العام من تصدعات بين مناضليها تترك اثر غير مرئي على نشاطها ووحدة الصف داخل منتسبيها لاسيما اذا كان للسلطة يد في تأجيح  التنافسية على المنصب الذي ترى في من سيحمله مواصفات لايدركها اقرانه والهيئة المصوت.


- لم يوفق الامناء العامون السابقون في تعزيز المشاركة السياسية والدفاع عن اشراك الطلبة والشباب داخل مؤسسات الدولة والحركة واتسموا في المجمل مع استثناءات قليلة بدور التلميذ المرتبك المُرحل من الصف الاعدادي الى الجامعة واحيانا يكون ضحية المناكفات السياسة بين العمالقة والديناصورات في الأمانة العامة.
- المحافظة على برنامج الطلبة الذي يمثل جوهر عملية التكوين السياسي والاداري للطلبة وحقل تطبيقي مهم في كسر الصور النمطية وترويض التنظير المفرط في صفوف الحركة الطلابية وهمزة احتكاك مع القواعد الشعبية لفهم الجماهير والتعرف على عقلية التسير والادارة المحلية.
- تستخدم السلطة صفة عضو امانة في تسويق المشاركة السياسية الشكلية للشباب في عملية اتخاذ القرار السياسي في اعلى هيئة في الحركة وهذا مايجعل الاتحاد اليوم مؤهل أكثر للعمل مع السلطة على تعزيز وتقوية المشاركة الشبانية والطلابية النوعية في الحياة العامة.

من العيوب الاستراتيجية للاتحاد غياب ثقافة التراكم الخبراتي والتنظيمي وهو أكبر تحدى واجه وسيواجه كل الادارات المتعاقبة فالاتحاد لعشاق ثقافة السيارات يشبه سيارة الاندروفير البالية لايتحمل المحرك المتهالك والكاخة العيانة تعاقب  الايادي دون وجود شكل من اشكال التنظيم المستمر يربط بين الادارات.
الأستاذ علالي محمود - عضو سابق للمكتب التنفيذي لاتحاد الطلبة

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *