-->

في ذكرى وقف اطلاق النار بين المغرب والبوليساريو صحراوي يتسأل إلى أين يسير قطارنا بعد سنوات الحرب والانتظار



الصحراء الغربية (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) سالنى ذاك السؤال احد رفاق "السلاح" من اللفيف الأول من قيادة جبهة البوليساريو من الذين شب وشمخ شبابهم في مرافقة البندقية وقضى 16 سنة كاملة بجانب احد القيادات العسكرية "المتميزة" قبل أن يولي ذلك القائد الأدبار في لحظة من تشتت البال وضياع البوصلة بفعل سنوات الانتظار واختلاط الحابل بالنابل.
وقال وقلبه يعتصر ألما إلى أين يسير قطار القضية الوطنية ونحن على مشارف ذكراها الأربعين..؟
قلت لقد تمكنت البندقية أن تضع قطار القضية وحلها على "السكة بقوة الحديد والنار" ولكن القاطرة جنحت للركود منذئذ، فهي الآن في حاجة إلى من يقودها مثل حاجة اية قاطرة لقبطان متمكن وطاقة لتشغيل المحرك ورافعة تخلصها من الجمود والركود وتساعدها على النهوض بعد سنوات من الخمول ... وعندما تتحرك وتتخلص من الجاذبية والأوحال هي أيضا في حاجة لتغيير وتكييف آليات عملها ومسارها ... فنحن لن نعود في سنوات الأسلحة القديمة التكرارية، بل في زمن مابعد ثورة المعلومات والعالم الافتراضي والمعلومات المتسارعة في ظل العولمة والتكنولوجيا والتطورات المذهلة
قال والحديث ذو شجون بما يحمله من ألام وذكريات ارتبطت بشهداء ورفاق منهم من لازال يمسك على الزناد مرابطا لم تنل منه السنوات بل بات شيخا هرما لكن عزيمته متقدة ..
" قل لي بالله عليك أين هي هذه الروافع التي تتحدث عنها وما جدواها ونحن الذين عرفنا العدو في المعارك وانه لايستسلم إلا أسيرا أو طريدا" وأضفت مجيبا لابد من التأكيد على إن سنوات البندقية كانت لغة المعارك هي التي كانت تقود زمام المقود في القيادة والريادة قبل أن أضيف وهو ينصت جيدا أن وجود رافعة على الأرض بشقيها انتفاضة في الأرض المحتلة وحركة سياسية دائبة وتنمية في الأرض المحررة وصمود في المخيمات يشكل الرافعة الأولى أما الثانية فهي نقد الذات وتبني إستراتيجية الحركة والنهل من الماضي التليد والعودة لقيم لمبادئ الجبهة.... والسمو بالذات إلى مصاف "القدوة قبل الدعوة " في نشر الرسالة هي الأخرى رافعة لذاتنا عن ملذات الدنيا وأوساخها والاترفاع بنا نحو قيم ومثل الشهداء، ذلك اننا بالاساس أصحاب قضية مقدسة قبل أي شئ أخر.
وهناك أيضا رافعة أخرى لاتقل أهمية عن البقية رافعة دبلوماسية نلعب نحن والحليف ادوار متبادلة ومتكاملة فيها، وأخيرا ظروف دولية وجهوية تخلق "بيئة وظروف الحل" سواء للمفاوضات أو للتسوية السياسية
وقال لي بالله عليك هل ترى شيئا ملموسا ونحن نطوي واحد وعشرين سنة من وقف إطلاق النار، فيما تشكل نسبة الشباب غير المتمرس ما يربو عن 65 في المئية من جيشنا ...
قلت نعم، لكن تنقص أشياء في مقدمتها أن معظم القيادات واطر البوليساريو توهمت منطق الدولة وتناست الحركة وما تقتضيه من تمثل قيم الثورة والتضحية ونقد الذات والعمل من اجل تصحيح المسار باستمرار ....وبدأ معظمها قيادات للواجهة أكثر منها قيادات ميدانية وهذا يحز في النفس
أما بقية الروافع فإنها متوفرة وان لم يفعل بعضها .
واهم معطيات جديدة بعد انتفاضة الاستقلال والتغييرات الدولية والجهوية هي هواجس الإرهاب والخطر الذي بات يطل على المنطقة ويفرض على القوة الدولية فتح عيونها وعقلها إزاء المنطقة فرب ضارة نافعة كما يقول المثل وما يحدث على تخومنا في مالي واحدة فقط من تلك العوامل المساعدة للإقناع جدوى حل القضية والإسراع** بتسويتها** خاصة بالنسبة للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي 
قال هذا شئ جميل ولكن الذي لم تجبني عنه في هذا الأخير لماذا مواقف المغرب متقلبة فهو قبل وقف إطلاق النار ورفض الاستقلال ورفض روس وقبل زيارة كيندي
وقلت مجيبا ذلك تكتيك يلعبه في مواجهة العواصف فهو يجيد الانحاء ازاء العواصف حتى ولو كانت صحراوية، فانت تعرف ردود افعاله مع الهجمات العسكرية والغارات الليلية التي كان يقوم بها المقاتل الصحراوي ضد الجيش المغربي وما تتركه من هلع في اوساطه .
وأضفت قائلا لمحدثي" لايجب الإغراق في التشاؤم فنحن والعدو لازلنا في الخندق ووقف إطلاق النار مجرد استراحة محارب لايرقى الى مستوى اتفاقية سلام"
هناك مؤشرات منها ماهو ايجابي ومنها ماهو سلبي والسنوات تسحب معا العمر وأجيال تتلاحق وهذه القضية التي عمرت كل هذه السنوات وبات المغرب يجد نفسه محرجا ليس في المنابر الدولية والعلمية فحسب بل في المغرب نفسه ، حيث لا توجد أية دولة تعترف له بمزاعمه السيادية فالصحراء غربية لا مغربية كما قال البصري بالاستفتاء او بدونه "
وفي الأخير يجب أن لا ننتظر من السماء ان تمطر حلولا جاهزة رغم أن العالم تغير بزاوية 180 درجة عما كان عليه يوم وقف إطلاق النار فرد علي هل اعددنا العدة فامتطينا الجواد المناسب
قلت مجيبا ، نعم هنا يحضرني مثالا حيا قصة أصحاب الكهف وكيف كان للزمن وقعه دون شعور الموتى إلا في لحظة الانبعاث..؟ فما نحن عليه من روتينية الممارسات وتوقف روح الإبداع وسيطرة الذاتية والأنانية قد اخل بالمشروع الوطني في حلمه الكبير وبقيم ثورة شعب أراد الحياة ومشروع يحمل كل أسباب القوة لكنه في حاجة لي ولأمثالك ممن يؤثرون الموت على الحياة. وللحديث بقية
بقلم سائر على الدرب

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *