القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي توضح أحداث غاوه الأخيرة ( تقرير) .
غاو(وكالة المغرب العربي للأنباء المستقلة) ـ أصدرت كتيبة الملثمين بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بياناً موقعا باسم قائدها خالد أبو العباس (بلعوار)، تحكي فيه ما قالت إنه "توضيح بعض النقاط المهمة والضرورية لما حدث في الاشتباكات الأخيرة بين المجاهدين وحركة تحرير أزواد" بمدينة غاو.
وقالت الكتيبة في البيان الذي أصدرته إنها تريد سرد الأحداث "إيمانا منها بواجب تبيين الحق للأمة وقطعا لكل طرق تحريف الحقائق"، على حد تعبيرها.
ـ أسباب التواجد..
الكتيبة ذائعة الصيت في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بدأت بيانها بتبرير أسباب تواجدها في مدينة غاو التي شهدت اشتباكات عنيفة الأسبوع الماضي، حيث قالت إن "القصد الأول لتواجدنا بمدينة غاو هو الحفاظ على أمن الناس وحفظ المصالح العامة".
مؤكدة في نفس السياق على "السعي لإيقاف أي احتكاك بين مختلف التشكيلات العسكرية في المدينة بحكم الخلفيات والمشاحنات التاريخية في المنطقة بقدر المستطاع وبذلنا في ذلك كل الجهد"، وفق تعبير الكتيبة.
وأضافت أنه "بعد أن استقر لدينا أن مختلف الفصائل زيادة على أهالي المدينة دخلوا مرحلة استقرار وبدأت ملامح الطمأنينة والحياة تدب في المدينة من جديد"، مشيرة إلى "مصاعب وبعض التجاوزات من بعض المحسوبين على حركة تحرير أزواد".
ـ ثلاثاء المظاهرات..
شهدت مدينة غاو يوم الثلاثاء 26-06-2012 مظاهرات نظمها السكان احتجاجا على مقتل مدير مدرسة قتل على يد مجهولين، وطالب المتظاهرون بخروج الحركة الوطنية لتحرير أزواد من المدينة وسط اتهامات للحركة بالتورط في مقتل المدير.
الكتيبة قالت إنها تفاجأت بعملية "إطلاق النار المباشر بالذخيرة الحية من طرف عناصر من حركة تحرير أزواد من على أسطح المقر الرئيسي للحركة على متظاهرين كانوا في مسيرة بسبب مقتل أحد مثقفي المدينة"، مؤكدة "مقتل شخصين وإصابة ثلاثة عشر آخرين كانوا في التظاهرة".
وأضافت أنها اضطرت "للتدخل على عجل لوقف إراقة دماء المسلمين واستطعنا بفضل الله أن نكون حاجزا بين مسلحي الحركة والمتظاهرين الذين كانوا في حالة احتقان شديد"، وأضافت "لقد تعرضنا لرماية مباشرة من قبل عناصر الحركة مما أدى إلى إصابة إحدى سياراتنا بأعيرة نارية ولكن قمنا بضبط النفس"، وفق تعبيرها.
وتختم الكتيبة حديثها عن يوم المظاهرات: "استطعنا إقناع الجماهير المنتفضة بالانصراف مقابل التحاكم للقضاء الشرعي مع العلم أننا دعونا الحركة لتسليم المتورطين للقاضي الشرعي".
ـ الأربعاء الأسود..
في هذا اليوم شهدت مدينة غاو اشتباكات عنيفة بيان الحركة الوطنية لتحرير أزواد والجماعات الإسلامية المسلحة، حيث قالت الكتيبة: "في صباح اليوم الموالي سمعنا عن اشتباك جديد في محيط مقر الحركة كان سببه مشادات بين عناصر من الحركة وسيارة من المجاهدين تم توقيفها بتعسف وقتل على إثره أحد المجاهدين بعد تعرضه لإطلاق نار من سطح مقر الحركة واندلعت مواجهات على إثرها".
وأضافت أن عناصر من الكتيبة تدخلوا "لاحتواء الموقف، ولإخلاء القتلى ونقل الجرحى إلى المستشفى بعد تأكيدات من أطراف في الحركة بوقف لإطلاق النار"، قبل أن تواصل: "عند وصول أول سياراتنا لمسرح العملية تعرضت لإطلاق نار كثيف من أسطح مقرات الحركة قتل بسببه أحد المجاهدين وأدركنا حينها أننا تعرضنا لمحاولة غدر متعمدة".
وأمام هذا "التصعيد العنيف والمتعمد" قالت الكتيبة إنها قررت:
- تطويق مقرات إطلاق النار والتدخل لإلقاء القبض على المتسببين في قتل عوام المسلمين والمجاهدين.
ـ دعونا من كانوا في هذه المقرات لتسليم أنفسهم بدون قتال وأمنا كل من سلم نفسه.
ـ تطورت الأحداث بسرعة لندخل في اشتباك مباشر اضطررنا على إثره لاقتحام المقر والقبض على من فيه.
ـ تم أسر مجموعة من مسلحي الحركة وفرار مجموعة منهم إلى مطار "غاراغوسو" بغاو.
ـ تم بعد ذلك دفن كل القتلى من المجاهدين ومقاتلي الحركة مع نقل الجرحى إلى المستشفى لتلقي العلاج.
ـ أعطيت أوامر بعدم التعرض لكل من سلم نفسه، وهم يعاملون –أي الأسرى- معاملة شرعية حسنة.
ـ أعطيت إشارات لمجموعات الحركة المتواجدة في محيط المطار لإخلائه خشية من تجدد الاشتباكات في اليوم اليوم الموالي حفاظا على دماء المسلمين.
ـ ليس إعلاناً للحرب..قالت كتيبة الملثمين في ختام سردها للأحداث إن استعمالها للقوة "كان اضطراريا ومحدودا زمانا ومكاناً"، مشيرة إلى أنها "لم تكن تقصد بهذا الإجراء العسكري إعلان حرب على أي طرف ولا كل أعضاء وتجمعات الحركة كما ادعى أحد قيادات الحركة بقدر ما كانت قطعا لهذا الظلم والتعدي والتقتيل المتعمد الذي كان مصدره مقر الحركة الرئيسي".
وأضافت: "لم نكن ولن نكون طرفا في أي صراع جاهلي بين أي توجه سياسي أو عرقي أو جهوي وضابطنا في ذلك الشرع الحنيف خلافا لما يشيعه البعض بأن هذه الأحداث صراع بين الطوارق والعرب".
ودعت الكتيبة "كل وجهاء وعلماء المنطقة وكذا الشرفاء من أبناء حركة تحرير أزواد للتواصل معنا لتبيين المواقف والتشاور في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها المنطقة"، مشيرة إلى أنها قررت إطلاق كل الأسرى وتسليمهم لذويهم مع ضمانات من الوجهاء وأهل العلم، على حد تعبيرهم.
بعد الدعوة وجهت الكتيبة تحذيراً إلى "كل من يريد استغلال هذه الأحداث لإدخال المنطقة في حرب وصراعات عرقية أو التعاون مع قوى أجنبية تتربص بالمنطقة"، وقالت إنها "لن تقف مكتوفة الأيدي وستتعامل مع كل حدث بحزم حسب ما يقتضيه الشرع".