-->

المغرب يخسر معركة حرب "الفضائيات" ضد البوليساريو


العيون ـ تندوف (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) يحتدم الجدل حول التفوق الاعلامي بين جبهة البوليساريو والمغرب، حيث برزت التلفزين الصحراوي وهو القناة الوحيدة لدى جبهة البوليساريو والتي تبث برامج مصورة من داخل الأرضي الصحراوية المحتلة كان آخرها فيلم "وصية الشهيد" الذي صوّر بمدينة السمارة ويتناول قصة وفاء ابناء لوصية ابيهم الذي استشهد وهو يتصدى للاجتياح المغربي العسكري في الصحراء الغربية.
واعتبر متتبعون أن المغرب خسر معركة في حرب "الفضائيات"، التي يواجه فيها جبهة البوليساريو ، بإعلامها المتحرك وقناتها التي انطلق بثها قبل ثلاث سنوات.

ويجد المغرب نفسه، اليوم، في صراع محتد يزيد كل يوم لكسب عقول وقلوب سكان الصحراء الغربية، في ظل ضعف الدور الذي كان من المرتقب أن تقوم به قناة العيون الجهوية التي أسست لتلبي الإشباع الإخباري والتحليل السياسي لسكان أقاليم الصحراء الغربية، قبل أن تجد قناة العيون نفسها عاجزة عن لعب دورها الذي أسست من أجله بعد أن تراجعت متابعة القناة مقارنة مع ما تحظى به قناة جبهة البوليساريو من إقبال وهي التي لم ينطلق بثها إلا منذ ثلاث سنوات بالرغم من ضعف امكانياتها وساعات البث القليلة.
بين قناة "العيون" وقناة "RASD TV"
الإقبال المضطرد على قناة العيون الجهوية، يترجمه إقبال غالبية سكان الصحراء الغربية على توجيه صحونها المقعرة في اتجاه القمر الصناعي أنتلسات 14 الذي تبث عبره قناة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، والتي أصبحت تحظى بمتابعة مهمة من لدن سكان أقاليم الصحراء الغربية.
ويعيب مشاهدو تلفزة العيون عليها تخليها عن برامجها الحوارية الجريئة مثل "عن قرب" و"مع الناس" و"فسحة نقاش" و"تحت الضوء" التي أحرجت البوليساريو في بعض الاحيان بعد استضافتها لمعتقلين سياسيين صحراويين وفتحت المجال أمام جميع الفعاليات السياسية والمدنية للتعبير عن آرائها ومواقفها بصراحة وبعيدا عن مقص الرقيب. كما تخلت قناة العيون عن خطها التحريري الجريء لتتبنى منذ سنة 2007 خطا تحريريا مهادنا حسب المتابعين لهذه القناة.
في الجهة المقابلة، تتضمن الفقرات اليومية لقناة البوليساريو، التي تبث من التاسعة مساء إلى الحادية عشر ليلا بتوقيت غرينيتش على التردد 11566 عبر القمر الصناعي انتلسات 14 على 45 درجة غربا، (تتضمن) بث نشرة إخبارية يومية تغذيها فعاليات الانتفاضة بالمناطق الصحراوية المحتلة بروبورتاجات مصورة واتصالات هاتفية مع مراسليها ومتطوعين من جميع مدن الصحراء الغربية، ومن المواقع الجامعية بأكادير ومراكش والدار البيضاء، بل أنها أجرت اتصالات هاتفية مع سجناء داخل السجون المغربية وبينهم مضربون عن الطعام، كما تقوم ببث برامج حوارية سياسية واجتماعية ومنها برامج يتم تصويرها بالأقاليم الصحراوية المحتلة، وحتى سلسلات وأفلام تصور في مدن الصحراء الغربية، وهو ما يربك الأجهزة الأمنية والمخابراتية المغربية في قدرة جبهة البوليساريو اختراق المنطقة وتجنيد الصحراويين هناك للعب دور اعلامي كبير داخل الصحراء الغربية، وبشكل مستمر.
تلفزة "الجبهة" تتحرك..
وتخصص قناة البوليساريو جزء مهما من بثها لبرامج تقدم تسجيلات من الأرشيف المتعلق بحرب الصحراء الغربية وأغاني ثورية. كما لا تتوانى البرامج التي تبثها قناة البوليساريو عن دعم حركة 20 فبرائر والانتفاضة القائمة في الشارع المغربي، كما تخص مختلف المحطات والأحداث التي تعرفها الصحراء الغربية بتغطيات خاصة، ومنها أحداث مخيم أكديم إيزيك، ومحاكمات المعتقلين السياسيين الصحراويين في المحاكم المغربية، وتدخلات قوات الأمن المغربية لتفريق المحتجين. كما تخصص حيزا لمتابعة أنشطة الجالية الصحراوية في عدد من البلدان الأوربية.
ومن آخر ما عرضه التلفزيون الصحراوي فيلم "وصية الشهيد" الذي تم تصويره بمدينة السمارة ونواحيها وقام بتصويره وإخراجه بوجمعة الجميعي وهو ممثل صاعد ظهر في عدد من السلسلات التي عرضتها قناة العيون الجهوية، رمضان الماضي، وأشرف المعتقل السابق حمادي الناصيري على تأطير الممثلين والممثلات الذين ينحدرون جميعا من إقليم السمارة، حسب ما اشارت اليه صحيفة"هسبريس" المغربية.

كما دأبت القناة على عرض عدد من البرامج التي يقوم بإنجازها عبد ربو بادي، وهو صحافي سابق بقناة العيون ومدير شركة إنتاج تتعامل مع القناة قبل أن يحول اتجاهه نحو القناة المنافسة والتي عرضت له هذا الأسبوع برنامجا وثائقيا بعنوان "المصير". وقد كال الصحافي الذي يقيم بمدينة العيون ويزور بشكل دوري مخيمات اللاجئين الصحراويين، ويعد عبد برو بادي ثالث صحافي يغادر إلى الجهة المقابلة، بسبب ما يوصف بـ "معاملة إدارة قناة العيون الجهوية معه"، وتوقفها عن التعامل مع شركته، هذا في الوقت الذي سبق أن التحق عاملان آخران بالقناة بمخيمات اللاجئين الصحراويين حيث يشتغلان كمخرجين في تلفزيون جبهة البوليساريو. كما غادر عدد من التقنيين والصحفيين قناة العيون الجهوية بحثا عن آفاقا أخرى.
ورغم التقدم الذي حققته قناة البوليساريو على مستوى نسب المشاهدة، وتطويرها لعملها من خلال القيام بإنجاز برامج من داخل المناطق الصحراوية المحتلة، إلا أن قناة العيون الجهوية لم تغير من برامجها أو تجددها لتحقق الأهداف التي أنشئت من أجل والتي خصصت لها ميزانية اعتبرت مهمة، بل على العكس من ذلك، قامت بتوقيف جميع البرامج السياسية والحوارية التي كانت تنتجها داخليا، وأعطت الضوء الأخضر لشركات الإنتاج لتقدم لها برامج ثقافية وفنية وترفيهية يتم إنجازها - وفق مختصين- بطرق بعيدة عن المهنية من خلال الاعتماد على أشخاص لا علاقة لهم بالإعلام السمعي البصري، وتقوم بتصوير الحلقات المطلوبة منها في ظرف وجيز لا يتعدى الأسبوع إلى الأسبوعين بالنسبة لبرنامج من ثلاثين حلقة.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *