العفو الدولية : التعذيب يشمل الرجال والأطفال والنساء في سجون موريتانيا
نواقشوط (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) أكدت منظمة العفو الدولية في تقرير
نشرته يوم أمس الأربعاء على موقعها وجود انتشار التعذيب في السجون الموريتانية لإجبار المتهمين على الاعتراف بالجرائم.
وقالت المنظمة إن وفدها المنتدب إلى موريتانيا قابل 60 معتقلا من ضمنهم نساء و أطفال محتجزون في ثلاث سجون في العاصمة نواكشوط.
المواطن الكندي آرون يوونيقول أليكس نافا الأمين العام لفرع المنظمة في كندا والذي كان من ضمن وفدها المنتدب إلى موريتانيا :"سجناء من بينهم رجال تم اعتقالهم على خلفية تهم اعتيادية و تهم تتعلق بالإرهاب تحدثوا لنا عن التعذيب الذي تعرضوا له خلال احتجازهم لدى الشرطة.
و أضاف: " تعرض العديد منهم بشكل فادح لإجارءات غير عادلة و تعرض آخرون للإختفاء القسري."
ويستطرد نافا في حديثه عن أوضاع السجناء في موريتانيا حيث يقول: "في موريتانيا هناك نمط مرعب من الإعتداء عندما يتعلق الموضوع بقضايا الإرهاب، حيث يتم اعتقال أفراد و منعهم من الحديث لمحامين كما يتم تعذيبه لانتزاع اعترافات تكون هي الدليل الرئيس ضدهم في محاكمات قصير و مختزلة يقدمون لها.
كيف يمكن أن يسمى هذا عدالة؟
و يضيف الحقوقي الدولي: "إن الكثير من السجناء وجدوا أن مطالبتهم بحقوقهم خلال الإستجواب يزيد التعذيب عليهم."
تعذيب القصر11 طفلا ذكروا لوفد المنظمة أنهم تعرضوا للتغذيب في مخافر الشرطة خاصة مفوضية القصر Brigade des Jeunes المتخصصة في التعامل مع الأحداث الجانحين.
شاب في السادسة عشرة من عمره يقول: "لقد جعلوني أجلس على الأرض مطأطأ الرأس، ربطوا إحدى يدي مع رجلي من خلال أغلال حديدية ثم فعلوا نفس الشيئ مع اليد الأخى، قاموا بوضع عصا تحت ركبتي ثم يثبتونها بين برميلين فيتم حملي في الهواء في حين يتدلى رأسي إلى الأسفل ثم يبدأون في ضربي على الرأس بالهراوات، لقد فقدت الوعي ثلاث مرات."
حسب المنظمة فإن مخاوف وجود التعذيب تظهر أساسا في مراكز الاحتجاز التابعة للشرطة، و رغم ذلك فإن المنظمة وثقت حالات تعذيب مقلقة في السجون الموريتانية من بينها أحدى حالة أدت الى وفاة رجل بعد تعذيبه في سجن دار النعيم في دجمبر 2012.
بعض السجناء الذين كانوا متواجدين أثناء زيارة وفد المنظمة تحدثوا أيضا عن تعرضهم للتعذيب: تم احتجازنا لمدة ثلاثة أيام في زنازين العقاب الضيقة، لم يكن باستطاعتنا حتى بسط أيدينا و أرجلنا بسبب ضيق المكان.
كانت هناك حقائب في كل مكان و كان يتم إخراجنا كل ليلة الى ساحة حيث يتم إرغامنا على الإضجاع على ظهورنا ويقومون بصب الماء بعنف في أنوفنا و أفواهنا ثم يقومون بالضغط على صدورنا بالهراوي لإخراج الماء من أنوفنا و أفواهنا.
إنهم يضربوننا بأسلاك كهربائية بعد نثر الملح على أجسادنا، كما يقومون بحرقنا بسكاكين ساخنة."
بعد ثلاث ليال من هذا التعذيب توفي حسن ابراهيم، حسب ما ورد في تقرير منظمة العفو الدولية المنشور يوم أمس.
ساعات من التعذيبفي سجن انواكشوط المركزي التقت منظمة العفو الدولية بلاجئ من جمهورية مالي عمره 41 سنة وقد تم احتجازه دون محاكمة منذ اعتقاله بتهم تتعلق بالإرهاب أثناء دخوله لموريتانيا.
يقول هذا الرجل" "لقد جردوني من ملابسي و وضعوا عصابة عليني ثم القوا بي على الأرض ليضع أحدهم ركبته على ظهري ويقوم الآخر بربط يدي مع رجلي بشكل عنيف و شديد حتى أن كلتا رجلي كانت تلامس رأسي، ثم وضع عصا في عقدة في الحبل ثم حملوني بها حتى صرت في الهواء."
و يضيف: "كانوا يضربونني بعصيهم و أيديهم و يركلونني و أنا أدور معلقا، فعلوا هذا مرتين الأولى من الساعة السابعة مساء حتى الساعة الأولى صباحا، و الثانية من الساعة الخامسة مساء حتى الساعة الأولى صباحا."
آرون يوون كندي في الرابعة و العشرين من عمره حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات في تهمة تتعلق بالإرهاب، و قال للمنظمة إنه عندما يسأل بعربية متكسرة أو من خلال مترجم عن محام يبدأ عناصر الشرطة في تعذيبه و لا يتوقف التعذيب إلا عندما يصمت و يرضى بالتوقيع على محضر الاستجواب.
محاكمات هزليةنقلت منظمة العفو الدولية في تقريرها عن أحد السجناء تعليقه على المحاكمات التي يقدمون لها حيث قال : " لم تكن محاكمة، لقد قاموا بقراءة اعترافات التي انتزعت تحت التعذيب ثم سألوني ما إذا كانت صحيحة فأجبت بلا و قلت إنني تعرضت للتعذيب، لكنهم تجاهلوا ذلك وقالوا: هذا تقرير الشرطة و هو ما سنستخدمه ثم حكموا علي بثلاث سنين."
تعليقا على تلك المحاكمات يقول أليكس نافا المبعوث الحقوي: "عندما "يعترف" الأفراد بالجريمة لا يسمح لهم بقراءة استجوابهم قبل التوقيع عليه، و غالبا ما يتم استخدام هذه الاعترافات كدليل رئيسي – غالبا الوحيد- خلال المحاكمات.
و حتى إن بعض السجناء الذين تحدثت اليهم المنظمة الدولية رفعوا دعاوى الى المحاكم ضد التعذيب الذي تعرضوا له لكن لم يتم أي تحقيق في تلك الإدعاءات.
اختفاء قسري خلال وجودها في موريتانيا قامت البعثة كذلك بالسؤال عن مصير و ظروف 14 سجينا نقلوا من سجن انواكشوط المركزي الى وجهة غير معلومة في مايو 2011 بعد سنتين من اعتقالهم، لكن السلطات واصلت رفضها الكشف عن مكان اعتقال السجناء أو السماح بلقائهم من طرف عائلاتهم و محاميهم.
و قالت المنظمة إن أطفال المعتقلين يعانون بسبب عدم وجود أخبار عنهم إضافة الى ذلك يحرم الأطفال من التسجيل في المدارس العامة أو الحصول على الرعاية الصحية لأن والديهم لم يسجلوا في الإحصاء الجاري في البلاد.
و اختتمت منظمة العفو الدولية تقريرها بتنبيه للسلطات الموريتنانية جاء فيه: "يجب أن تتوقف الانتهاكات في موريتانيا، و على السلطات أن تحقق في كل تقارير التعذيب و أن تنفذ التوصيات الصادرة مؤخرا عن لجنة الأمم المتحدة ضد التعذيب."
يومية "السراج" العدد 1284.
وقالت المنظمة إن وفدها المنتدب إلى موريتانيا قابل 60 معتقلا من ضمنهم نساء و أطفال محتجزون في ثلاث سجون في العاصمة نواكشوط.
المواطن الكندي آرون يوونيقول أليكس نافا الأمين العام لفرع المنظمة في كندا والذي كان من ضمن وفدها المنتدب إلى موريتانيا :"سجناء من بينهم رجال تم اعتقالهم على خلفية تهم اعتيادية و تهم تتعلق بالإرهاب تحدثوا لنا عن التعذيب الذي تعرضوا له خلال احتجازهم لدى الشرطة.
و أضاف: " تعرض العديد منهم بشكل فادح لإجارءات غير عادلة و تعرض آخرون للإختفاء القسري."
ويستطرد نافا في حديثه عن أوضاع السجناء في موريتانيا حيث يقول: "في موريتانيا هناك نمط مرعب من الإعتداء عندما يتعلق الموضوع بقضايا الإرهاب، حيث يتم اعتقال أفراد و منعهم من الحديث لمحامين كما يتم تعذيبه لانتزاع اعترافات تكون هي الدليل الرئيس ضدهم في محاكمات قصير و مختزلة يقدمون لها.
كيف يمكن أن يسمى هذا عدالة؟
و يضيف الحقوقي الدولي: "إن الكثير من السجناء وجدوا أن مطالبتهم بحقوقهم خلال الإستجواب يزيد التعذيب عليهم."
تعذيب القصر11 طفلا ذكروا لوفد المنظمة أنهم تعرضوا للتغذيب في مخافر الشرطة خاصة مفوضية القصر Brigade des Jeunes المتخصصة في التعامل مع الأحداث الجانحين.
شاب في السادسة عشرة من عمره يقول: "لقد جعلوني أجلس على الأرض مطأطأ الرأس، ربطوا إحدى يدي مع رجلي من خلال أغلال حديدية ثم فعلوا نفس الشيئ مع اليد الأخى، قاموا بوضع عصا تحت ركبتي ثم يثبتونها بين برميلين فيتم حملي في الهواء في حين يتدلى رأسي إلى الأسفل ثم يبدأون في ضربي على الرأس بالهراوات، لقد فقدت الوعي ثلاث مرات."
حسب المنظمة فإن مخاوف وجود التعذيب تظهر أساسا في مراكز الاحتجاز التابعة للشرطة، و رغم ذلك فإن المنظمة وثقت حالات تعذيب مقلقة في السجون الموريتانية من بينها أحدى حالة أدت الى وفاة رجل بعد تعذيبه في سجن دار النعيم في دجمبر 2012.
بعض السجناء الذين كانوا متواجدين أثناء زيارة وفد المنظمة تحدثوا أيضا عن تعرضهم للتعذيب: تم احتجازنا لمدة ثلاثة أيام في زنازين العقاب الضيقة، لم يكن باستطاعتنا حتى بسط أيدينا و أرجلنا بسبب ضيق المكان.
كانت هناك حقائب في كل مكان و كان يتم إخراجنا كل ليلة الى ساحة حيث يتم إرغامنا على الإضجاع على ظهورنا ويقومون بصب الماء بعنف في أنوفنا و أفواهنا ثم يقومون بالضغط على صدورنا بالهراوي لإخراج الماء من أنوفنا و أفواهنا.
إنهم يضربوننا بأسلاك كهربائية بعد نثر الملح على أجسادنا، كما يقومون بحرقنا بسكاكين ساخنة."
بعد ثلاث ليال من هذا التعذيب توفي حسن ابراهيم، حسب ما ورد في تقرير منظمة العفو الدولية المنشور يوم أمس.
ساعات من التعذيبفي سجن انواكشوط المركزي التقت منظمة العفو الدولية بلاجئ من جمهورية مالي عمره 41 سنة وقد تم احتجازه دون محاكمة منذ اعتقاله بتهم تتعلق بالإرهاب أثناء دخوله لموريتانيا.
يقول هذا الرجل" "لقد جردوني من ملابسي و وضعوا عصابة عليني ثم القوا بي على الأرض ليضع أحدهم ركبته على ظهري ويقوم الآخر بربط يدي مع رجلي بشكل عنيف و شديد حتى أن كلتا رجلي كانت تلامس رأسي، ثم وضع عصا في عقدة في الحبل ثم حملوني بها حتى صرت في الهواء."
و يضيف: "كانوا يضربونني بعصيهم و أيديهم و يركلونني و أنا أدور معلقا، فعلوا هذا مرتين الأولى من الساعة السابعة مساء حتى الساعة الأولى صباحا، و الثانية من الساعة الخامسة مساء حتى الساعة الأولى صباحا."
آرون يوون كندي في الرابعة و العشرين من عمره حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات في تهمة تتعلق بالإرهاب، و قال للمنظمة إنه عندما يسأل بعربية متكسرة أو من خلال مترجم عن محام يبدأ عناصر الشرطة في تعذيبه و لا يتوقف التعذيب إلا عندما يصمت و يرضى بالتوقيع على محضر الاستجواب.
محاكمات هزليةنقلت منظمة العفو الدولية في تقريرها عن أحد السجناء تعليقه على المحاكمات التي يقدمون لها حيث قال : " لم تكن محاكمة، لقد قاموا بقراءة اعترافات التي انتزعت تحت التعذيب ثم سألوني ما إذا كانت صحيحة فأجبت بلا و قلت إنني تعرضت للتعذيب، لكنهم تجاهلوا ذلك وقالوا: هذا تقرير الشرطة و هو ما سنستخدمه ثم حكموا علي بثلاث سنين."
تعليقا على تلك المحاكمات يقول أليكس نافا المبعوث الحقوي: "عندما "يعترف" الأفراد بالجريمة لا يسمح لهم بقراءة استجوابهم قبل التوقيع عليه، و غالبا ما يتم استخدام هذه الاعترافات كدليل رئيسي – غالبا الوحيد- خلال المحاكمات.
و حتى إن بعض السجناء الذين تحدثت اليهم المنظمة الدولية رفعوا دعاوى الى المحاكم ضد التعذيب الذي تعرضوا له لكن لم يتم أي تحقيق في تلك الإدعاءات.
اختفاء قسري خلال وجودها في موريتانيا قامت البعثة كذلك بالسؤال عن مصير و ظروف 14 سجينا نقلوا من سجن انواكشوط المركزي الى وجهة غير معلومة في مايو 2011 بعد سنتين من اعتقالهم، لكن السلطات واصلت رفضها الكشف عن مكان اعتقال السجناء أو السماح بلقائهم من طرف عائلاتهم و محاميهم.
و قالت المنظمة إن أطفال المعتقلين يعانون بسبب عدم وجود أخبار عنهم إضافة الى ذلك يحرم الأطفال من التسجيل في المدارس العامة أو الحصول على الرعاية الصحية لأن والديهم لم يسجلوا في الإحصاء الجاري في البلاد.
و اختتمت منظمة العفو الدولية تقريرها بتنبيه للسلطات الموريتنانية جاء فيه: "يجب أن تتوقف الانتهاكات في موريتانيا، و على السلطات أن تحقق في كل تقارير التعذيب و أن تنفذ التوصيات الصادرة مؤخرا عن لجنة الأمم المتحدة ضد التعذيب."
يومية "السراج" العدد 1284.