-->

الكلمة الافتتاحية على هامش انطلاق ندوة: ثقافة الاحتجاج السلمي بالصحراء الغربية، تجربة مخيم اكديم ازيك نموذجا. (تغطية خاصة)

العيون (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) بداية تحية ملؤها كامل الاحترام و التقدير
للحضور الكريم، حضوركم هذا الذي نفخر و نعتز به و الذي هو تعبير عن التحام الجسد الصحراوي باختلاف مكوناته، و الذي نتمنى أن يزداد التحاما في هكذا مناسبات و التي نبتغيها فرصة للنقاش الحر الهادف و المسؤول. 
كما نود أن نتوجه بكامل الشكر و الامتنان للمنظمة الديمقراطية للشغل على مواقفها المبدئية مع جميع الشرائح الاجتماعية و على رأسها فئة المعطلين، في شخص السيد الكاتب العام و كافة أعضاء المكتب المحلي.
كما نتوجه بالتحية لكل الإطارات الحاضرة معنا في هذه الأمسية الفكرية، و التي ارتأت مجموعة الأطر العليا الصحراوية المعطلة بالعيون أن تحيها من خلال تنظيمها لهذه الندوة التي تحمل عنوان: ثقافة الاحتجاج السلمي بالصحراء، تجربة مخيم اكديم ازيك نموذجا.
الاحتجاج السلمي، هذا الحق الذي يظل هو الخيار الاستراتيجي لجميع المكونات الفاعلة، في ظل الواقع المتأزم الذي تعيشه المنطقة بحكم تصاعد المقاربة الأمنية التي تنتهجها الدولة المغربية في تعاطيها مع مجمل المطالب العادلة و المشروعة للجماهير الصحراوية التي عانت و لازالت تعاني من الخروقات و الانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان.
إن التوجه العام لمجموعة الأطر العليا الصحراوية المعطلة بالعيون، كمكون اجتماعي مستقل، هو الانفتاح على مجمل القضايا التي تهم ساكنة المنطقة بصفة عامة، بحكم الارتباط الجدلي الذي يحكم مختلف المكونات الاجتماعية و المدنية، ثم الأرضية المشتركة المحددة للمطالب الرئيسة لهذه المكونات و المرتكزة أساسا على احترام حقوق الإنسان في شموليتها و كونيتها كما هو متعارف عليها امميا.
إلى جانب رغبتها الملحة في لملمة شتات مختلف هذه المكونات، أمام الهجمات المسعورة التي تشنها الدولة المغربية و التي تضرب في العمق كل محاولة توحيدية، عبر استغلالها لكل التناقضات الثانوية و التي هي بحكم منطق الأشياء حاضرة في كل حركة اجتماعية، والتي ينبغي ألا تظل مسيطرة في إطار النضال المرير الذي تقوده الجماهير الصحراوية في وجه القوى المخزنية والتي تعمل بكل قوتها على تفتيت الجسد الصحراوي، عبر عزل النخبة عن قضاياها الرئيسية و ركنها في الزاوية بعيدا عن حركية المجتمع، الذي استطاع تفجير مجموعة من المحطات النضالية المجيدة و لعل تجربة اكديم ازيك تجسد أروعها و أرقاها.
و من هذا المنطلق شكلت تجربة مخيم اكديم ازيك، نموذجا لثقافة الاحتجاج السلمي، حلقة من ضمن سلسلة الندوات الفكرية التي سوف تعمل مجموعة الأطر العليا الصحراوية المعطلة بالعيون على تنظيمها كتأكيد عملي على ارتباطها بهموم و قضايا الجماهير الصحراوية المجهز على كافة حقوقها المشروعة في الحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية.
و في الأخير فإننا لنؤكد على ضرورة الانضباط و الاحترام المتبادل بين جميع المشاركين في هذه الندوة التي يشكل نجاحها، إسهاما منا جميعا في الرقي بالفعل النضالي الصحراوي.
تحية عالية لجميع المشاركين و المشاركات و للحضور الكريم.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *