-->

اي دور يمكن ان تلعبه البوليساريو في محاربة الارهاب وتجارة المخدرات في المنطقة؟

الصحراء الغربية (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) تتجه أنظار الأوروبيين الى
الدور الذي تلعبه دول شمال وغرب إفريقيا في مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات والهجرة غير الشرعية، وكلما كان الدور قوي لأي تلك الدول كانت الرغبة اقوي لدى الأوروبيين في تقوية الصلة به واتخاذه كشريك استراتيجي في العملية، هذا الدور يجعل الحكومة الصحراوية وجبهة البوليساريو أمام تحدي كبير خاصة ان البديهة التي يتميز بها المقاتل الصحراوي والخبرة في مسالك الصحراء والتجربة القتالية الطويلة جديرة بان تلعب الدولة الصحراوية دورا محوريا ضمن الجهود التي تبذلها دول المنطقة في محاربة الجريمة العابرة للحدود والإرهاب والمخدرات المتدفقة من المغرب نحو كل دول الجوار.
وقد أضفت الأوضاع الأمنية بالمنطقة المزيد من الاهتمام بوسائل وأساليب كل دولة في مواجهة الظاهرة وهو ما يعطي الجيش الصحراوي الفرصة في تبؤ المكانة اللائقة به ضمن جيوش المنطقة باعتبار التجربة القتالية الغنية خلال فترة الحرب وتواجده على حدود جغرافية شاسعة من التراب الصحراوي الذي تمارس عليه الحكومة الصحراوية سيادتها الوطنية.
الحكومة الصحراوية مطالبة أيضا بالبحث عن سن تشريعات في مجال محاربة المخدرات ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وملائمتها مع تشريعات دول الجوار باعتبار ذلك من أهم الموضوعات التي باتت تضعها هذه الدول في سلم أولوياتها وتكثيف الجهود لمواجهة التحديات الأمنية المتفاقمة جراء تنامي الجماعات المسلحة والعصابات التي تعتمد على تهريب المخدرات لتغذية نشاطاتها وشبكات الإرهاب التي تهدد امن الدول.
فالدولة الصحراوية كباقى دول المنطقة معنية بالتهديدات الأمنية وأثارها المباشرة وغير المباشرة، وهو ما يحتم عليها محاربة كل أشكال الجريمة بالحدود والاتجار في الأسلحة والمخدرات وتحقيق الأمن والاستقرار في كامل التراب المحرر من الجمهورية الصحراوية وضمان الأمن للمواطنين.
يجب إذن علينا الانخراط في الحملة الإقليمية لمواجهة الظاهرة والتسلح بالتقنيات الحديثة٬ والانخراط في المعاهدات والمواثيق الدولية ذات الصلة٬ وعقد اتفاقات ثنائية٬ وإدخال التعديلات التشريعية الملائمة على منظوماتنا القانونية ، ضمن استراتيجية تبرز قدرة الجبهة في تحقيق التكامل الأمني في المنطقة وتروم تنسيق مع بقية الدول قناعة منها بان محاربة الظاهرة تحتاج الى تضافر جهود كل الدول.و خلق جبهة مشتركة لمحاربة المخدرات والإرهاب و السجائر المهربة والاتجار بالبشر ونقل الراغبين بالهجرة السرية الى أوروبا.
وإذا كانت الجزائر قد اعتبرت ان تهريب المخدرات يشكل تهديدا للأمن القومي مرتبطا بالتطرف في المنطقة وكلفت الجيش بمهمة محاربته بعد ان كانت المهمة في السابق مسندة لقوات الدرك والجمارك ودوريات حرس الحدود، فإن الدور نفسه يمكن ان يلعبه الجيش الصحراوي ضمن مهامه النبيلة في الحفاظ على سلامة التراب المحرر من كل أشكال التطاول على السيادة الصحراوية والإضرار بها او اتخاذها كمعبر لمرور الممنوعات. ويبقى هذا الموضوع يكتسي أهمية قصوى لكل دول المنطقة و هاجسا مشتركا بينها والدول الغربية التي تبحث عن تامين لمصالحها ويحتاج إلى كثير من التنسيق والتشاور والتعاون المستمر بين جميع الأطراف.
وإذا كان الاحتلال المغربي قد وقع عدة اتفاقيات للتعاون التقني٬ سواء مع دول الاتحاد الأوروبي التي تعتبر وجهة أساسية للهجرة السرية عبر المغرب٬ أو مع المنظمة العالمية للهجرة في إطار تعزيز دوره الإقليمي في المنطقة إلا ان الدور الذي يمكن ان تلعبه الحكومة الصحراوية من شأنه قطع الطريق على المغرب وإحراجه أمام تلك المنظمات من خلال أمواج الهجرة التي تتكدس على الحدود وتنتهك كرامتها يوميا.
وبالرغم من إحباط جبهة البوليساريو للكثير من حالات التهريب والقبض على مهربين إلا أن العملية لم تكن حاضرة على المستوى الإعلامي بخلاف الدول الأخرى التي تجعل من ذلك ” نصرا” تستدعي له مختلف وسائل الإعلام ، لتعزز حضورها في مواجهة الظاهرة وتثبت قدرتها، وهو الأمر الذي اهتدى إليه الدرك الصحراوي في عملياته الأخيرة وعرضه لحصيلة عمله خلال الأشهر القليلة الماضية أمام وسائل الإعلام الصحراوية خطوة على الطريق الصحيح تفتح الباب نحو عناية اكبر بالتعاطي مع الملف.
فالمغرب يحاول تسويق صورة نمطية للغرب عن دوره كشرطي المنطقة الذي يحاول جاهدا فرض الخيارات الدولية في محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة عبر تقارير دورية عن تفكيك الخلايا الإرهابية المفرخة في مخابر المخزن ومحاربة المتاجرة بالمخدرات الذي يعتبر أول مصدر له في العالم، في تناقض صارخ يفضح الشرطي المرتشي .
كما يحاول المغرب عبر دعايته الإعلامية ولوبياته تسويق صورة الارتباط بين البوليساريو والمجموعات الإرهابية من اجل تشويه الكفاح العادل للصحراويين وجعلها غاية أساسية لإضعاف الدعم الدولي للقضية الصحراوية وتحجيم الحضور الإعلامي لها ، إلا أن القدرة على اخذ زمام المبادرة وحسن استغلال المعطيات والظروف يفرض واقعا آخر، يجب معه معرفة العدو ومخططاته وتحسين الأداء الخارجي لإبراز حقيقة التورط المغربي والجهد المبذول صحراويا لمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة كي لا نخسر المعارك التي نحسن الانتصار فيها.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *