-->

بعد تراجع سمعته دوليا المغرب يحاول شراء الصحف ويتبرع على جريدة الباييس بإشهار قيمته مليار سنتيم

الرباط (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) بعد ان تراجعت صورة المغرب دوليا واصبحت مرتبطة بانتهاكات حقوق الانسان والفقر وكبت الحريات يحاول النظام المغربي شراء بعض الصحف من خلال التبرع بملايين الدولارات لتلميع صورته وعكس واقع الفقر والقمع والاضطهاد بالدعاية للديمقراطية المزعومة في بلد ملكي بامتياز.وكان المغرب قد هدد  برفع دعوى ضد جريدة الباييس في ملف جريدة لكم الرقمية، لكنه بدل تنفيذ ذلك، فقد تبرع على جريدة الباييس بملحق إشهاري تجاوز مليار سنتيم ومن ضمنه دعاية للتلفزيون المغربي الذي يتم تقديمه بمثابة “تلفزيون ملتزم بالديمقراطية”. وقد يترتب عن اختيار الباييس ومنحها هذا الإشهار ردود فعل منابر إعلامية أخرى اسبانية.

وسبق للقضاء الإسباني أن رفض دعوى تقدمت بها الدولة المغربية ضد الباييس بسبب صور مخبم أكديم إيزيك للاحتجاج السلمي بالصحراء الغربية الذي يطالب بخروج المغرب كبلد محتل من الصحراء الغربية
وكانت السلطات المغربية قد شنت حملة قوية ضد جريدة الباييس خلال الشهور الأخيرة معتبرة إياها في خدمة الجزائر وجبهة البوليساريو، بسبب كشف بعض الحقائق المتعلقة بالاحتلال المغربي وساسة انتهاكاته لحقوق الانسان بالصحراء الغربية، وبلغ التوتر أشده عندما هددت الدولة المغربية عبر وزير العدل و”الحريات” مصطفى الرميد برفع دعوى ضد الجريدة بسبب نشرها رابطا لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي يهدد المغرب وبسببه جرى اعتقال مدير لكم، علي أنوزلا.والمحلق يحمل اسم “المغرب شريك اقتصادي وحليف استراتيجي”، وهذا العنوان يدخل في عرض النوايا الحسنة من خلال الحليف الاستراتيجي بينما لا تتردد جميع قرارات وزارة الدفاع الإسبانية والدراسات الاستراتيجية في “اعتبار المغرب العدو الاستراتيجي” بحسب جريدة الف بوست المغربية.
وتضمن المحلق مقالات إشهارية حول الوضع الاقتصادي والاجتماعي والجامعي والاعلامي المغربي شارك في صياغتها بعض الوزراء مثل وزير الخارجية صلاح الدين مزوار، ووزير التعليم لحسن الداودي علاوة على عبد العزيز الرباح وحفيظ العلمي ثم مقالا لنزار بركة الذي يقدم نفسه ب “صديق اسبانيا” في هذا الملحق الإشهاري. ولم يتولى رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران كتابة اي مقال، كما لم يجر الحديث عن الحكومة نهائيا.
ويرمي الملحق الى الترويج للنموذج المغربي اقتصاديا في وقت تراجعت فيه الاستثمارات الإسبانية الى أدنى مستوى لها خلال العقدين الأخيرين، ويتجاهل الوضع الاقتصادي المعقد الذي تطبعه الازمة الاقتصادية ويعيش فيه اغلب المغاربة تحت خط الفقر في وقت تتبرع حكومة بلادهم بملايين الدولارات لشراء الذمم وتلميع صورتها الخارجية.
والمفارقة المثيرة أن هذا الملحق يتضمن مقالا حول التلفزيون المغربي بعنوان “تلفزيون ديمقراطي ملتزم بالتربية”، يبدو أنه من إشراف فيصل العرايشي يبرز ما يفترض أنه تلفزيون ديمقراطي في المغرب.
ومن ضمن المفارقات الأخرى، أن هذا الملحق الذي كلف مليار سنتيم تقريبا، وفق احتساب صفحة الإشهار في الباييس والتخفيض المرافق له لأن الأطراف المغربية ترفض الحديث عن القيمة المالية، لم يتم نشره في موقع جريدة الباييس في الإنترنت رغم أن النسخة الرقمية عليها إقبال أكثر من النسخة الورقية، واعتاد الناس عدم قراءة الملحقات الإشهارية.
ومن شأن اختيار الباييس وحدها دون باقي كبريات الجرائد الأخرى مثل الموندو وآ بي سي ومنحها هذا الامتياز الإشهاري أن يدفع بالمنابر الإعلامية الأخرى أن تتبنى خطا راديكاليا ضد المغرب لأنها ستفسر هذا الإشهار بمحاولة شراء الباييس.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *