-->

الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو و تجديد القديم (مقال)

الصحراء الغربية (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) عقدت الأمانة الوطنية
دورتها العادية السابعة التي تقف على تقييم الماضي واستشراف المستقبل تزامنا مع مؤتمر الشبيبة في ظل أوضاع داخلية أمنية سياسية و اجتماعية صعبة، تجرنا أكثر نحو فقدان دور الدولة الحاضن حتى أضحت البلاد في حالة من الاحتقان النائم ظاهره التدهور السياسي و الأمني و باطنه بروز ملامح تهديدات جديدة تفاقم ضعف النظام و تنذر بأزمات وشيكة على المستوى الداخلي.
ورغم التجاذبات السياسية و المواقف المتباينة تجاه أساليب التعامل مع مجريات الاحداث الطارئة و تنامي مشاعر القبلية و التعصب، فإن تورط بعض القيادات الوازنة في تسييس مطالب المواطنين البسيطة عمق الازمات خاصة في تلك التي تحمل الطابع المادي الذاتي.
و في وقت يطرح الاصلاح نفسه يحافظ تجار السياسة و القبلية من القادة على مصالحهم الخاصة سعيا في تحقيق المكاسب و المنافع على أجساد و مطالب البسطاء ، فإن ما يزيد الوضع خطورة هو التسيب و الفراغ المتزايد و ضعف قدرة النظام على مواجهة التحديات المقبلة.
هذه الحقائق الاجتماعية والسياسية و التي يحمل فيها الشعب العبء الكامل الملقى على كاهل المواطن في شتى الجوانب المختلفة، تولد توتر مع الدولة و المنطقة و الجوار، لكن ما يعمق مسار الأزمات المزمنة و المستعصية داخل الجسم، تلك الحروب الجانبية بين قيادات في وضح النهار، متخاصمين معلنين تساهم شظايا قنابلهم العشوائية في نشر التوتر والفوضى و انعدام الثقة أمام أعين ربان السفينة التي أكل الصدأ قواعدها وهي تحاول الابحار في السباخ ، الامر الذي يعجل حتما تغيير و تجديد خارطة المشهد السياسي مع تحديد الاولويات و الأهداف.
و بعيدا عن الإخفاقات و الانجازات التي يكررها أرباب الأمانة الوطنية العتيقة كحال الرسائل المتعاقبة على مقر الامم المتحدة بين الشجب و التنديد و الاستنكار التي تخرج من فكر جامد أصابه العجز ،فإن الحقيقة الملموسة تقف على ضآلة الحصاد، حتى وإن استكثره بعض المزايدين مقارنة بما يجب أن يكون من نجاحات أفسدت و ضيعت بين ماضي لا يريد أن يبرح و واقع لا يجرؤ على الاندفاع.
و نحن نودع السنة الجارية أملين أن تنظف السلطة أفكارها مثلما ساهمت في حملات النظافة التي تبقى أهم مكاسب السلطة داخليا، كان لابد من ضمان العمل المنسجم بعيدا عن كل الحسابات الضيقة و الصراعات السياسية و تأثيراتها السلبية التي تجد من الحكم "هرم السلطة" استحسان و التي أصبحت تبين هشاشة الطبقة السياسية و صعوبة تجديدها، رغم النداءات المتكررة بضرورة تجديدها وإدماج الشباب في مراكز القرار الداخلي و الخارجي كخطوة جادة لرفع تحديات الدولة و الحركة.
عامل الاستمرار في الحركة و الذي يمثله الشباب الحاضر الغائب يصر البعض من مؤخرة الذيل ،جند الطغاة ،على إقصائه و هم أجهل الناس بالسياسة، يتحدثون عن الفضيلة والوطنية وهم إنما يزرعون الالغام أمام طريقهم الضيق و يتظاهرون زورا و كذبا و نفاقا ليشهدوا على مسيرتهم الفاشلة ،حبا في منطق سيادة فرعون، و مخافة سقوط امبراطورية الفساد المستبدة و حماية زعيمهم الهالك لا محالة مع استمرار سياسة الهروب إلى الأمام و تهميش الشباب و التنكر لماضي مشرق ساهم في بنائه أبطال بيعت أحلامهم تحت الاكراه و الاقصاء عنوة.
الامانة وهي تختتم دورتها لم تجد حرجا في تجديد النقاط القديمة من لوائحها السياسية السابقة مع اعتراف ساذج يقر بتدني سلوكيات بعض الاطارات و ضعف تأثيرها و يكشف استمرار مسلسل الاعتراف بالتقصير و الضعف و التفريط دون عقاب ، فإلى متى يظل الاعتراف بالذنب عملة رابحة، وهل سألت الأمانة نفسها عن أي إطارات تخاطب؟، عندها ستجد أنه ما من داء أو مشكل أو خلل سواها.
بقلم : الصالح إبراهيم الصالح.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *