-->

الصبر المنتهي الصلاحية

الصحراء الغربية (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) ذات يوم، شبه الثائر
العالمى،تشي جيفارة،الثورة واصفا إياها بالدراجة،التي كلما توقفت عن الحركة سقطت،وتشاء الأقدارأن ينطبق هذا التشبيه،البليغ والحكيم الصادر عن رجل يعتبر رمز من رموز التحرر في العالم،علي الثورة في الساقية الحمراء وواد الذهب،التي أعلنت في ظروف أخذت فيها العديد من الشعوب المستعمرة طريقها نحو التحرر، فكان لها ما أرادت. 
توقفت الثورة الصحراوية إذا منذ ثلاثة وعشرون عاما،عن الحركة عسكريا،فأودعت سلاحها لرطوبة المخازن،وهي فترة طويلة لاذ فيها الصحراويين بالصمت واجتهدوا خلالها في طرق التحايل علي الصعوبات في ربع خالي من صحراء ظل يعتد بطبيعته القاسية،وهاهم اليوم كذالك يقضون أمرا إلاهيا بالانتظارخارج وطنهم المغتصب عنوة،يمنون النفس بالتعويل علي المفاوضات مع عدو مراوغ لايقدس سوى أطماعه التي لم يطرأ عليها أي تغيير. 
لم يفق هذا الشعب المظلوم إلا وقد تراكمت في المسـآلة الصحراوية عناصر لايمكن حصرها،ولعلى أكثر مشاهدها عمومية: 
.عجز الامم المتحدة عن التعامل مع السلم،ونظرا إلي كونها نتيجة لن تكون،بحال من الاحوال في صالح اى من الطرفين،إلا أنها نتيجة بينة،فهذه المنظمة الدولية،هي التي قالت في البداية،بأنه لايمكنها التعامل مع أطراف متسارعة وتحمل السلاح،وحظيت بثلاثة وعشرون سنة من السلم المطلق،لكنها عجزت عن إحراز مايشفع لبقائها غير منع الصراع من التمدد علي الارض،أو أن يستغل الارهاب ظروفه للحضور الي هذا الجزء من العالم،إضافة الي وقف إطلاق النار وإطلاق صراح الأسرى المغاربة،وربما يكون هذا مادفع البعض الي القول بأن للعالم لغة يفهمها في شأن هذا الصراع دون أن يمارسها،حين تحولت القضية الصحراوية الي أكبر الملفات العالقة في تاريخ الأمم المتحدة. 
بالنسبة للشعب الصحراوى اليوم،فإنه يرى بأنه قد استهلك كل الفرص الممنوحة للسلام،وقد أدرك بأن استراتجية المفاوضات،قد سمحت طويلا لهذه الجريمة المستمرةمنذ أربعين عاما،بأن تستمر،وكأنما قد سمح العالم لأمر بأن ينسى،ويظل الشعب الصحراوي بمقام الشهيد المجني عليه،ويبقي وطنه فريسة تنهشها جيوش الجياع المغاربة الغزاة. 
في المشهد،نميز التجربة الصحراوية التي،تولدت عنها تجارب عديدة مهمةـ رغم الإقرار بوجود غافلين عن هذه الحقيقةـ أنه مالايستطيع الصحراويين أن يحلوه بأنفسهم،ولصالحهم ،وبإمكانياتهم المتاحة لديهم،لاينوي العالم أن يحله لهم أو بدلا عنهم،كون مسألة الحقوق تستردها البنادق وليست القرارات المجانية،التي تبين بأنها ليست مجانية،وليست برئة،ويحق لنا نحن الصحراويين،بأن نفاخربأننا،منعنا أعدائنا من الانتصار علينا،وقد فرضنا عليهم التقهقر والاحتماء بالجدران الرملية،وهناك من هو علي إستعداد للادلاء بشهادته في هذا الصدد،ومنهم الكونغرس الامريكي. 
ومن التجارب المنشطرة،عن التجربة الصحراوية الغنية،بخصوص جدوى الثبات والصمود،نجد،في أرشيف هذه القضية أن ماظنه الملك المغربي مع بداية مغامرته لإحتلال الصحراء الغربية،معركة قصيرة بين السكاكين ورقاب العصافير،قد تحولت بفضل صمود هذا الشعب الصغير والمظلوم الي معركة طويلة الأمد،بين حق وباطل،أصبح خلاله الشعب الصحراوي قوة تضاهي القوة الظالمة في الشدة وتعاكسها في الإتجاه.وقد أدى هذا الوضع إلي ظهور معطى جديد،باتت معه القوى الواعية بالمغرب تدرك مخاطر تمادي التورط المغربي في حرب خاسرة،وتأثيراتها علي بلد فقير وهش مثل المغرب،النظام الملكي بالمغرب،هو الاخر يدرك ذالك،ويعجز عن أخذ العبرة من الشريكة السابقة في العدوان موريتانيا،التي أقدمت،علي خطوة شجاعة وحكيمة عام 1979م،تمثلت في التراجع عن العدوان،الظالم علي شعب مسلم وجار. 
مايخشاه المغرب ملكا وقوى سياسية،هو ما بات يدركه العادى والبادي اليوم،والذي جعل المغرب يتوجس خيفة من قادم الايام،مفاده أن الموقف الغربي الميال تاريخيا لصالح المغرب،لم يعد كذالك،إذ لم يعد هناك مايبرره حاليا،وذالك بناءا علي معطيات جيوسياسية آخذة في التبلور والظهور.ولعلى هذا ماجعل كافة الخطوات المغربية الحالية تبدو كردة فعل يعاكس بموجبها هذا البلد مجلس الأمن الدولي،وهو الذي طالما أعتاد مساعدة بعض أعضائه له في التملص من الشرعية الدولية،وجعل التجاوزات التي يرتكبها تمر دون تنديد ولاعقاب. 
الشئ الوحيد الذي لايمكنه أن يمر عبر مجلى خواتم هذا العدوان الظالم،رغم العقبات والدماء الكثيرة التي سالت من الأعداء،والضحايا الأبرياء علي حد السواء هو أنه لاصبر يدوم ،ولامساعدات بريئة،ولاسلم بغير ثمن،ولا نصر يطل لوحده سائرا علي قدميه.
بقلم:أزعور ابراهيم 

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *