-->

المناورات العسكرية الصحراوية و نفاد الصبر.

للمرة الأولى,على حد علمي,تجري الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي
الذهب,مناورتين عسكريتين ضخمتين في فترة وجيزة.
المناورتان وكما أعلنت وزارة الدفاع الصحراوية تأتيان في اطار رفع مستوى جاهزية الجيش الصحراوي..الا أن حجم المناورتين ومستوى الاسلحة المستخدمة فيهما وكثافة الأعداد البشرية للمقاتلين المشاركين في هذه التدريبات قد يحمل رسائل أخرى,أولها بدء نفاد صبر الصحراويين واهتزاز ثقتهم بالأمم المتحدة التي لم تستطع فرض احترام الشرعية الدولية وتطبيق قرارات مجلس الأمن منذ سبتمبر1991,تاريخ وقف اطلاق النار في الصحراء الغربية.
بالرجوع الى التطورات الأخيرة التي شهدها ملف النزاع في الصحراء الغربية,وخصوصا بعد خطاب ملك المغرب الأخير,الذي أكد فيه اصرار المغرب على البقاء في الصحراء الغربية "الى أن يرث الله الارض ومن عليها"..وقبل ذلك تهديدات بعض الرسميين المغاربة بطرد قوات المينورسو من المنطقة,اضافة الى رفع مستوى التوتر على الحدود الجزائرية المغربية والاستفزازات المتواصلة للجزائر..بالرجوع الى كل هذه المؤشرات,قد تكون المنطقة مقبلة على تطورات حاسمة..فهل بدأ المغرب فعلا يختبر صبر الصحراويين؟أم أن المغرب يريد جر المنطقة الى حرب جديدة..وهل يريد جر الجزائر الى حرب رمال أخرى؟أم أنه يختبر صبر المجتمع الدولي؟
الأكيد أن لهيب القرار الأممي القادم,أبريل 2015.قد بدأ يلفح وجه الديبلوماسية المغربية التي تخشى نقل النزاع الى البند السابع,كما تخشى فرض مبدء تقرير المصير.وكلما اقترب شهر أبريل ستتصاعد الاستفزازات وسيرتفع مؤشر التوتر.
لقد صبر الصحراويون وطال صبرهم,ورغم أن سكان الصحراء بشكل عام معروفون بالصبر المستمد من قساوة بيئتهم,الا أنهم أيضا يؤمنون بالمثل القائل:للصبر حدود,وقد تجاوزوا مفهوم الصبر بمراحل.فهل هي فعلا بداية نفاد صبر الصحراويين.
ان مستوى الحماس وحجم المشاركة اللذين قوبلت بهما المناورات العسكرية الاخيرة,واصرار جبهة البوليساريو على تنفيذ المناورتين في وقت قياسي وضمن جغرافيا متباعدة جدا اضافة الى تدريب المقاتلين على اختراق أحزمة دفاعية مشابهة لتلك التي يقيمها المغرب على الجزء المحتل من الصحراء الغربية,يؤكد جدية الصحراويين في الاستعداد للحرب التي قد تكون هذه المرة أقرب مما نتصور.
بقلم:حمدي ميارة..اعلامي من الصحراء الغربية.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *