-->

في ظلال يوم اللاجئ : مرور 40 سنة على تشريد الشعب الصحراوي

الرباط 22 يونيو 2015 (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)ـ مجرد نقاط "ظل" في مسيرة مرصعة بالجواهر:
اذ نهنئ الشعب الصحراوي على صبره وجلده واستماتته في الكفاح طيلة اربعة عقود منذ تعرضه للغزو مباشرة بعد اللقاء التاريخي في عين بنتيلي والذي جمع كافة الاطياف والشرائح تحت سقف من اجل الحرية والاستقلال.. فاننا لابد ان نستحضر في مثل هكذا تقييم بعض الجوانب التي "اطمرت" في تقييم مسيرة طويلة زاخرة بالتضحيات وبالعطاءات وما شابها من "نقائص" لابد ان تكون حاضرة في الاذهان، خاصة ونحن على اعتاب مرحلة "جديدة" قد تكون لما قبلها
اظن ان البعض اغفل عن "عمد" بعض اوجه النقص التي شابت تلك المسيرة عندما نتوقف عند معالمها الكبيرة، خاصة وان المكاسب السياسية والدبلوماسية والعسكرية ظلت تملا سمع الزمن في مثل هكذا مناسبة،خاصة قبل المؤتمر الثامن لجبهة البوليساريو حيث "تسيد" خطاب الكفاح المسلح والعنف الثوري، فيما تميز خطاب ما بعد وقف اطلاق النار بالمسار التفاوضي لكن في غياب ضغط حقيقي .من تلك النقائص التي بدأت تتراي اليوم التسرع في اعلان "القطيعة" مع المستعمر الاسباني مباشرة بعد احداث الزملة حيث كان بالامكان "التعاطي" معه في اطار "سياسة الممكن" التي كان يعد بها فيما يخص وضع الاقليم النهائ،في اطار مرحلة "انتقالية" على غرار ما حدث في بعض البلدان المجاورة،موريتانيا مثلا بحسب المراقبين
ها تجدر الاشارة الى ان رئيس حركة 17 يونيو (بصيري) كان يلمح لذلك في كثير من ادبيات الحركة الطليعية خاصة في المذكرة الموجهة للسلطات الاسبانية يوم 17 يونيو،كما ان الاسلوب السلمي الذي ادار به المعركة في اول خرجة في تلك الفترة كان "مبتكرا"، رغم انه سابق لزمانه بالنسبة لعقلية وتفكير اسبانيا يومها،وكان بالامكان تطويره وهو ما تم لاحقا.
واخيرا فان جبهة البوليسريو لم تكن مدركة لحجم مؤامرات كانت تطبخ في الكواليس(واشنطن،باريس،مدريد، الرباط،نواقشوط)،كما كانت غائبة عن المراهنات لانها "تفتقد للرافعة الدولية" التي تمدها بالاستشارة السياسية-الدبلوماسية، في غياب راعي على المستوى الاقليمي والدولي .
كانت وقتها "الغلبة" للخيار "الراديكالي" سواء في اعلان الكفاح المسلح مباشرة بعد المؤتمر التاسيسي الاول ، وفي القطيعة الكاملة مع الادارة الاسبانية التي "حبكت" كل شئ مع ملك نظام الرباط ونواقشوط في صفقة اتفاقيات مدريد .
لقد بدأت بعض الحقائق تظهر من حين لاخر في مذكرات بعض القادة، خاصة الرئيس ولد داداد الذي اقر انه انخرط في اتفاقيات مدريد من باب "المكره" بقصد الحفاظ على موريتانيا من توسع المغرب، وكذلك ما اوضحه الرئيس الموريتاني ولد هيدالة في مذكراته عن تلك الحقبة وخاصة القصورالذي شاب المفاوضات مع موريتانيا وتخلي نواقشوط عن الجزء الجنوبي دون "غطاء دولي" على غرار ما وقع 1991 ابان وقف اطلاق النار مع المغرب والذي تم تحت اشراف من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي وتلك خطوة "حكيمة"
كما ان اسلوب "المقاومة السلمية" الذي انخرطت فيه جبهة البوليساريو منذئذ ابان عن "حنكة"سياسية في التكيف مع المتغيرات التي افرزها سقوط جدار برلين وزوال الاتحاد السوفياتي مع نهاية الحرب الباردة دوليا ولكنها سرعان ما عادت لتستوطن منطقتنا مع توقف صوت الرصاص وبدء مرحلة جديدة غير مسبوقة من الصراع المتعددة الابعاد، كانت المناطق الصحراوية المحتلة وجنوب المغرب والجبهة الدبلوماسية-الاعلامية،ميدانها الساخن هذه المرة
هناك كذلك نقاط "ظل" اخرى رافقت هذه المسيرة الزاخرة بالعطاء وبالتضحيات الجسمية من قبيل"خيانات"طالت قيادات ومسؤولين في جبهة البوليساريو لسبب او لاخر، وبعض التجاوزات المسجلة هنا وهناك،خاصة في التسيير والتدبير ولكل منها كتاب مؤجل ليوم الحساب
لكن ما لا يمكن نكرانه ان جبهة البوليساريو كتبت صفحات ناصعة من الملاحم العسكرية والمكاسب السياسية والدبلوماسية، وفوق هذا وذاك اطرت لبناء الانسان النموذجي والتنظيم المثالي الذي يؤمن بدولة القانون والمؤسسات ويكفر بالقبلية والتمييز العنصري .
ذلكم ان نبش الذاكرة على هذا المنوال، هدفه تعزيزثقافة "النقد والنقد الذاتي"، واستفزاز الاخطاء ب"موضوعية وتجرد" الطبيب الذي يريد علاجا للمرض
وفي الاخير وليس بالاخر،ان جبهة البوليساريو لا تزال رغم كل "الهفوات والنقائص"، تشكل صمام امان لتوحيد الصحراويين ولم شملهم عبر مشروع يروم التأسيس ل"دولة المؤسسات ذات الكينونة المتميزة" للصحراويين دون اقصاء او تهميش ... فهل سيكون المؤتمر 14 لجبهة البوليساريو نقطة تحول جديدة في مسار كفاح الشعب الصحراوي الذي لازال يمخر عباب امواج البحر العاتية في طريقه لشاطئ النجاة ....؟
بقلم الكاتب / السالك مفتاح

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *