-->

من مخيمات العزة و الكرامة صوب سجن لعين

بسم الله الرحمن الرحيم *قال ربي السجن أحب الي مما يدعونني إليه*
هكذا سأروي لاؤلئك المتشوقين لأحداث قصة بدأت بذورها من مخيمات العزة و الكرامة , لتكون بعد ذلك نبتة أغلقت في وجهها زنازن السجن الأكحل بالعيون المحتلة.
بعد تفكير و تمحيص لعدد كبير من المعلومات و الرؤى التي ارتأت مخيلتي أن تدخل قفص الحلكة ثم الوقوع بنتائجها على ما تصبو اليه رحلة مغترب نحو ذاك الوطن الذي يبدو شاخصا بين أبصارنا و بالضبط الى زنزانة نتنة بالسجن لكحل الرهيب بالعيون عاصمة وطننا الحبيب.
حملت متاعي صوب محطة السيارات بمخيمات العزة و الكرامة ثم ركبت سيارة من نوع تويوتا , التي بدأت تنزل بثقلها على و ديان زمور و تيرس كي تحاكيها بألم تحمله لازال يلفه غموض رحلة شاقة و طويلة يخوض غمارها مغترب بغية ملاقات عائلته وأحبائه و وطنه , ومن يشتاقون لفراقه بعد غياب دام زهاء سنتين في الغربة بعيدا عن الوطن.
وصلت مدينة الزويرات الموريتانية و أخذت في الاستراحة يومين فبعدما بدأت أعد متاعي كي استكمل الحلقة الثانية من رحلتي صوب الوطن.
على طول اليومين في الزويرات تلقيت الكثير من الاتصالات الهاتفية أغلبها كان لعائلتي و أصدقائي و بعض المتضامنين كانوا يدعون لي بالوصول الى الوطن بخير و ملاقاة عائلتي الصغيرة , و أصروا على تضامنهم معي في كل محنة تنتظرني بالوطن المحتل . يوم الرابع يونيو خرجت من مدينة الزويرات متجها نحو نقطة الحدود "أكَركَر" المعروفة بالكركرات و التي تعج من الجنود و الشرطة و أفراد الدرك الحربي مشكلين في ذلك نقطة سوداء أعدتها دولة الاحتلال قصد ترهيب كل زائر و مغترب أو لاجئ.
نزلت من سيارة الأجرة متجها نحو شباك تابع للدرك الحربي المغربي و بدأت أخطو بخطى ثابتة مؤمنة بحتمية ما سيكتبه القدر لي , وضعت جواز سفري عند شباك مخصص لجوازات السفر الاجنبية عندها فوجئت بأحدهم يناديني باسم *صلاح الدين* ,تفضل الى الداخل ,التحقت به ثم بدأ يسأل عن سبب زيارتي ومن أتيت لزيارته, و بعدها أخبرني بأن أتجه لشباك آخر للشرطة ,خرجت و أنا في تمام الغبطة و السرور متجها الى شباك الشرطة. قدمت جوازي لهم فجأة تمعن في صورتي بالجواز و ذهب مهرولا نحو مخفر كان قد خط عليه بالبند العريض مركز مراقبة الحدود , و استغرق بقاؤه فيه مدة 15 دقيقة ثم خرج و على وجهه ملامح لاتخفي شيئا مما يخططون له من مؤامرة, قدم لي الجواز و خاطبني قائلا : مرحبا بك مرة أخرى في أرضك.
خرجت من نقطة الحدود و بدأ عداد الاعتقال بالعد حتى وصولي الى مدينة العيون المحتلة و بالضبط من محطة لبلايا , إذا بوالدتي تجلس على رصيف للمارة رفقة إبنة عمي تنتظر وصولي إليها , نزلت مهرولا و كأن الحياة بدأت من جديد ,عانقتها بشدة و بدأت دموع الفرحة تنهمر دون توقف كانت تلك اللحظة ببشرى و بمعانقة لقاء مغترب بأمه ووطنه و ظلت دموعنا تحكي طريق الفراق و اللقاء بها لأنها و بفخر أمي.
إتجهنا صوب منزل عمي و أعددت شاي الفراق على نار اللقاء و الشوق و لهفة معانقة الوطن بكؤؤس شاي الاصل , ومزجت "بالعلك" حكاية الغربة و استنتجت بالسكر أن مرارتها ترحل بفعل شاي أعد بالوطن الجريح .
والدتي تحدثني بين الفينة و الأخرى عن حال رحلتي و حال العائلة هناك , و أحبائي و أصدقائي بمخيمات العزة و الكرامة و أرد عليها بإبتسامة عريضة ; الكل بخير يا أماه يكفي لقائي بك و لو لثواني معدودة فالعدو يتمنى فراقنا عن لقاءنا و ما أحوجنا إلى رحيله و طرده دون بقاءه.
الساعة تشير الى 8 ليلا يومه 6 يونيو 2015 خرجت من منزل عمي متجها صوب أحد أقاربي كي أبادلهم تحية الفراق بعدها , خرجت مسرعا و أخذت سيارة الأجرة متجها من شارع بوكراع صوب شارع مكة,حيث كان بانتظاري هناك أحد رفقتي بادلته التحية ثم سرنا على رصيف الشارع المذكور آنفا.ما ان مرت دقائق حتى استوقفني 4 رجال كانوا يضعون أقنعة على وجوههم و يحملون في أيديهم مسدسات صغيرة و كأنهم يريدون إنتاج فيلم هوليودي على حسابي في شارع ممتلئ بالمستوطنين و العديد من المواطنين الصحراويين الذين بقوا منبهرين من هذا المشهد الذي قل نظيره إلا في هاته الشوارع بوطننا.
بدأت في شجار معهم ثم بدؤوا بالنباح كالاكلاب المسعورة *(شديناه , شديناه) أي قبضنا عليه ,لم يتركوا لي فرصة للكلام ثم حملوني على أكتافهم صوب سيارة من نوع DACIA كانت تقف بمحاذاة الشارع الذي ذكرت آنفا.
إتجهت السيارة مسرعة الى مقر ولاية الأمن و نحن في طريقنا إليها أحسست أنهم أصيبوا بهستيريا الفرح , عندما أمسكوا بي , السيارة تهتز بأصوات اللاسلكي و أصواتهم تتهافت عبر أثيره (N1) المهمة ناجحة
دخلت السيارة إلى مرآب سفلي تحت بناية الدهليز المذكور سالفا و بدؤوا بطهي وليمتهم بخضر المغالطة و تشوية سمعة المناضلين عبر المحاضر المطبوخة بمداد الكذب و التسويق,جلست على كرسي نتن و أنا محاط ب 12 فرد من مختلف أجهزة العدو , الكل يحمل في يده قلم و دفتر و يسجل أقوالي و بعضهم إختار ان يصور مجريات الجلسة بكاميرا صغيرة كانوا قد نصبوا عدستها قبل جلوسي بينهم .
بدأ كبيرهم بطرح أسئلة و كانت على النحو التالي :
الجلاد:هل كنت تتوقع إعتقالك من قبلنا؟
المتحدث : نعم ,كنت أتوقع ذلك.
الجلاد:هل من نية لديك تقود على إرتكاب فعل قد يخل بأمن الدولة؟
المتحدث: زيارتي هاته تأتي فقط لتلاقي الشذو مع عائلتي و أرضي فقط ,لا غير..
الجلاد:ماهي التعليمات التي تلقيتها من محمد الولي اعكيك و (الصيد الساحلي) . كان يقصد بهذا المصطلح عمر بولسان ,مدير مكتب الأرض المحتلة و المنسق معها من كناريا .
المتحدث:هؤلاء تربطني بهم معرفة سطحية فقط و لم أتلقى منهم أي تعليمات.
الجلاد:ماهي الطريقة التي عبرت بها الحزام العسكري 2013 ,أي جدار الذل و العار.
المتحدث:عبرت لوحدي من منطقة غير محروسة و كان السبب في ذلك أنتم.
الجلاد:إذا أنت مهرب ممنوعات و تدخل و تخرج وقتما تريد.
المتحدث: للتهريب أناسه ,و أنتم على دراية كل يوم في من يمرر و يهرب كل الممنوعات,أنا ذهبت مرغما لا مخير و أنتم تعلمون أنني لا أتعاطى و لا أتاجر بأي مادة من المخدارت أو الممنوعات عموما.
الجلاد : جواز سفرك مزور و الجزائر اعدته لك فقط كي تحدث ضجة إعلامية في زيارتك هذه.
ما أثار انتباهي في سؤاله هو التناقض بعينه (جواز سفرك مزور , و الجزائر أعدته لك) قلت : الجزائر التي احتضنت الصحراويين 1975 ,هي من احتضنتني عند خروجي من هنا 2013 و مكنتني من الحصول على جواز سفر بطريقة شرعية و قانونية,و هو من قادني إلى جلسة الإستنطاق هاته.
الجلاد: نحن لا نحدثك عن قناعتك او رؤيتك السياسية ,نعلم أنك عقرب سوداء في يد البوليساريو و هذا لايهمنا فقط نريد ردودك حول أحداث 2013 بالسمارة.
المتحدث : حضوري في أحداث السمارة كان بهدف التغطية لوسائل الإعلام الصحراوية و لم أشارك قط في أحداث من شأنها إحداث شغب أو شيء من هذا القبيل كما جاء في محضركم.
بعدها إستوقف الكلام و قال لي هل تريد ماءا أو شيء أجبته : لا , شكرا .
بعدها أنزلوني إلى الجزء السفلي بداخل زنزانة ضيقة.يبادلني فيها صرصور لعين و بعوض و قمل و العديد من الحشرات التي لم أشاهدها قط.النوم لا يخطرببالي و إنما إلى ما ستنجم عنه هاته الرحلة.
الساعة 6 صباحا يومه 7 يونيو 2015 اخرجني أحد أفراد الشرطة ووضع الأصفاد بين يدي و ذهب متجها بي نحو سيارة للشرطة عندها عصبت عيناي بلثام أسود ثم خرجت السيارة من المرآب و أخذت تسير مسرعة دون تآني بعد نصف ساعة طلبت من سجاني ماءا كي أشرب ,لكن لتعاسة حظه صوت السيارة لم يوصل كلامي له بالصحيح و ظـن أنني سألت عن وجهتنا , فقال بصوت فيه شيء من السذاجة : نحن الآن في أخفنير و متوجهين صوب الرباط لكن كان عقلي و إجتهادي يحدثني ان طريقنا حتما ستكون إلى السمارة المحتلة .
عند وصولنا إليها إتجهت السيارة يمينا عبر شارع في بداية المدينة عندها تيقنت أن الوجهة ستكون إلى مخفر الشرطة المعروف ب PG أنزلوني من السيارة بحذر تام علّ أحد المارة قد يسترق النظر أو يتعرف على هويتي , أدخلوني للمركز معصب العينين و ر أسي يكاد ينفجر من شدة قبضة اللثام الذي عصبت به عيناي و رافقني طوال الرحلة .
جلست فوق كرسي حديدي و قام أحدهم بإحكام الأصفاد مع الكرسي ثم بدأ يأخذ بصماتي , بعدها أدخل قطعة إسفنج في فمي و أخرج عينة من لعابي , كان المشهد شبيها بأحداث الفيلم الهوليودي الذي يريدون منه صنع حكاية ستنتهي فصولها في سجن لعين رفقة سوط السجان.حتما سيفهمون أن السجون ماهي إلا كلية للمناضل و منهاج نهتدي به كي نلتحق بركب رفاقنا الذين سبقونا آنفا إلى هاته المعركة.
الساعة تشير إلى 8 ليلا و أنا أغط في نومي ليس كالمعتاد إذ بأحدهم يناديني صلاح الدين : أنت جئت بجواز سفر مزور ؟ و نحن نحاول إصلاح كل شيء أريد أن أطرح عليك فكرة ربما يهديك الله تبعد من البوليساريو.
أجبته : ماهي ؟
قال : سنقيم لك منبرا خطابيا يليق بمقامك و ستكون أنت هو بطل الحكاية فيه , ستحدثهم عن فكرتك و أنك تؤيد (الحكم الذاتي) و تريد عودة اللاجئين الصحراويين و ما إلى ذلك من طلبات و مساومات فاشلة.
أجبته : معاذ الله ! أكتب مايحلو لك ,إملئ المحضر جرائما و جنح فقدومي إلى هنا يبرر وجود سجن في إنتظاري فأفضل أن تنتهي حياتي فيه بدل أن تلاحقني لعنة شعب طول الدهر.
رد قائلا : أنت عقرب البوليساريو فأمثالك لا يستحقون العيش بيننا ,هل تعلم إن اندلعت حرب كما تدعون سنبدأ بتصفيتكم أنتم النشطاء و الإعلاميين جميعكم ستقتلون.
في الحقيقة كلامهم كان مجرد تفاهات و تراهات لافائدة منها ,فقط مضيعة للوقت .
أخرجوني تجاه زنزانة فردية ,فيها قضيت ليلتي وحيدا محاصرا بأفكار جعلتني أنام حتى الساعة 6 صباحا ,وقتها كانت الزنزانة مع موعد سجان سيفتح الباب كي يذهب بي تجاه سيارة أخرى أقلتني نحو مدينة العيون المحتلة ,رفقة ثمانية جلادين تفوح منهم رائحة الدم الذي سفكوه منذ إجتياحهم الصحراء الغربية في أكتوبر 1975.
وصلنا مدينة العيون المحتلة لتتوقف السيارة بمرآب محكمة الإستئناف السيئة الذكر ثم أخرجوني صوب زنزانة تكتظ بمعتقلي الحق العام , معظمهم كان من المستوطنين المغاربة , لكن ذلك لم يمنعني من أخذ وقت مستقطع للراحة قليلا بعد الرحلة , جلست على كرسي خشبي طويل في إنتظار دوري كي أصعد إلى الطابق العلوي نحو قاضي التحقيق.
الساعة 12 زوالا.ناداني أحد رجال الشرطة ورافقني نحو الطابق العلوي .
قاضي التحقيق : ما اسمك ؟
المتحدث : صلاح لبصير.
القاضي : أنت متهم بتكوين عصابة إجرامية من شأنها زرع البلبلة في السمارة و الإيذاء العلني لرجال الأمن و إهانة علم المملكة .و العمل لصالح أجندات أجنبية...إلخ من التهم الملفقة.
المتحدث : أولا أنا مناضل يا سيدي القاضي , ذو قناعة سياسية لا تتزحزح ,يعرفها العدو و الصديق, ثانيا أنا لعمري استعملت أو مارست العنف ضد أفرادكم , و عملي كان مراسلا لوسائط الإعلام الصحراوية و هذا الذي يوجد بالمحاضر ماهو إلا طبخة مغربية بوليسية يراد منها تشويه مسيرة الشعب الصحراوي.
القاضي و هو يخاطب كاتب ضبطه : أكتب , أخبرني أنه كان يشتغل لصالح الجمهورية الصحراوية المزعومة؟.
المتحدث: الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية , هي من جعلتك تجلس هنا كي تخاطب أحد أبناءها و بالتالي قضاءكم لايمثل بالنسبة لي سوى سوطا لعينا في يد أشخاص لا يفهمون معنى القضاء و العدل .
القاضي : وهو يخاطب الشرطي خرجوا عليا حتى ليوم 29 يونيو 2015 و سيبقى رهن الإعتقال لدى السجن المدني أي السجن لكحل بالعيون المحتلة؟.
خرجت و أنا أردد الشعارات الوطنية حتى وصولي لسيارة الشرطة التي أقلتني الى السجن لكحل .
توقفت السيارة فجأة و بالضبط بساحة السجن المذكور .عندها انتزعت الأصفاد و اقتادني السجان صوب ما يسمى حي التوبة الزنزانة 2 , ما إن دخلت الغرفة حتى وجدت رفاقي الذين اعتقلوا على خلفية مظاهرات بالسمارة المحتلة, و هم غالي زغم و المحفوظ كروم عندها أصابني شيء من الفرحة الذي أخفيه و هو أنني لست وحدي ممن يمر بهذه المحنة فالله هو المستعان في تخطيها.
جلسنا نتناول الشاي فجأة أحد المعتقلين من الحق العام يناديني : أخي تعال ,تعال.قدمت إليه و قال لي أنظر إلى شاشة التلفزيون إذا بهم يضعون ربورتاجا بالتلفزة المغربية حول اعتقالي و قالو أن مكان الإعتقال مركز الحدود الكركرات , و على أنني مجرم فار من العدالة و أتيت من الجزائر بجواز سفر مزور إلى غير ذلك من التراهات التي عودتنا عليها صحافة العدو .
بعدها قناة الرحيبة هي الأخرى تطبل بالخبر لكن هاته المرة اختارت أن تسميني بالمجرم (صلاح الدين ب ) و كأنهم يخشون نطق ما تبقى من الإسم .
بات رفاقي في تلك الليلة يمازحونني صلاح الدين ب و يضحكون .لكن كانت تلك الليلة بفرح عرس وطني نضالي داخل زنزانة تمتلئ ب 45 مستوطن مغربي زيادة على رفاقي المحفوظ و غالي و بعض السجناء الصحراويين .
هكذا اخترت أن أحكي قصتي و بشكل مختصر و مقتضب دون مغالطة أو كذب .
ما أحكيه هو ما حدث بالضبط كي تبقى القصة خالدة للأجيال القادمة و كل متشوق لمعرفة كرونولوجيا الأحداث التي مررت بها في رحلتي إلى الوطن الجريح .
أشكر كل من ساعدني من قريب و بعيد بتلك الأشكال التضامنية ,في الشوارع و الأزقة و على صفحات التواصل الإجتماعي بالتويتر و الفايسبوك و المواقع الصحراوية الأخرى.
أحييكم تحية النضال من داخل زنازن العدو المميتة,أناشد فيكم تلك الحمم البركانية التي تتغذى على الوحدة الوطنية و روح 20 ماي على التضامن معي و جميع المعتقلين السياسيين الصحروايين الذين يكابدون لوحدهم مرراة السجون في مقدمتهم معتقلي ملحمة اكديم ازيك التاريخية,و الذين يكابدون لوحدهم مرراة السجون و الذين يصارعون بأمعائهم الفارغة جبروت الإحتلال في تحدي صارخ منهم على ضرورة تحقيق الهدف المنشود ألا وهو الاستقلال الوطني و تقرير المصير.
و أخير أنهي قصتي القصيرة هاته بمقاطع شعرية لشاعر عسر علي تذكر اسمه :
الحرية فجر انتظرناه زمان و الزمان عسير
و التاريخ حروفا سطرناه للحرية و فجر المصير
و ضيق القيد كسرناه افلسنا شباب التحرير
يوما قالو قد سجناه قلنا نحن نريد التغيير
سرنا شعبا له ديناه للرحيل نكمل المسير .
و دمتم للنضال صامدين و لعهد الشهداء أوفياء و ماضاع حق وراءه مطالب .
عن المعتقل السياسي صلاح لبصير .

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *