-->

المنظومـــة التربويــــة الى أين ...؟

توطئــــــــــــــــــــــــــــــة:

إن تطور ورقي الدول يقاس بمدى اهتمامها بتطور العنصر البشري،عبر منظوماتها التربوية . والذي شكل ركيزة اهداف الثورة في بناء الدولة الصحراوية ، انطلاقا من الاعتماد على التعليم والرفع من مستواه من خلال بناء الهياكل المؤسساتية ، التكوين ،المنح ،وإلزامية التعليم ومجانيته والاعتماد في ذلك على العنصر البشري الصحراوي، والايمان بقدراته في الخلق و الإبداع .
إننا وعلى أبواب المؤتمر الرابع عشر للجبهة الشعبية ،كمحطة تقييم ورسم للاستراتيجيات في الميادين، والقطاعات المختلفة .بحاجة إلى الوقوف بصدق ،وجدية لتحديد ما رسمه برنامج العمل الوطني . والاجابة عن الاسئلة التي أفرزتها المرحلة . فقد كشف سياق الزمن حجم التباعد بين مخرجات المنظومة وواقعها ،وطموحات شعب يعلّق آمالا كبيرة على مدرسة وطنية عموميّة تكون أداة لتحقيق اهداف شعبنا ، وفضاء يتملّك فيه الشباب المعارف ،والمهارات، والقيم، ويتدرّب على المواطنة ضمن أفق اجتماعي أرحب .
إن الحاجة الملحة للتوقف ومساءلة الذات في ظرفية زمنية مفصلية يمر بها كفاح الشعب الصحراوي . تدفع بنا وبشكل ملح الى رسم خارطة طريق، تبلور خطوات واثقة في اتجاه تحقيق إصلاح عميق، ينسجم ،ويتناغم مع أهداف ثورتنا المجيدة.
ولمّا كان هذا هو الهدف الأساسي , فإنه يصبح من البديهي أن تكون منطلقا لحوار وطني شامل ، تشترك فيه مختلف الأطراف المعنيّة بالشّأن التربوي. بهدف إرساء تقاليد المشاركة الفعلية، في بناء منظومة تربوية خلاقة بعيدا عن الحسابات الضيّقة ،والمصالح العارضة، ضمن وفاق يستوعب التنوّع ،وذلك من خلال تشخيص واقعي لحال المنظومة التربوية،والإجابة عن جملة الاسئلة التي تشكل محور إهتمام الجميع وهي :
ما الثابت في التجربة الوطنية ؟ وما صلته بالمتحوّل منها ضمن حركة المجتمع الفعليّة ورهاناته المتغيّرة؟
هل بقي فيها ما يمكن أن يُستعاد على نحو ما؟
ما الذي عطّل، على وجه الدقّة، الفعل التربوي عن تحقيق أغراضه؟
ما كيفيات هذا التعطيل ؟ وما آلياته؟
أية منهجية لإصلاح المنظومة التربوية؟
إذا كان واقعنا التربوي قد بلغ درجة عالية من التركيب، وإذا كان الوهن قد طال أغلب مكوناته فهل يقتضي الحال ترميم ما فسد ؟ أم إعادة هيكلة المنظومة ككل؟
أيّة استراتيجيات علينا أن نعتمد في اتجاه تحقيق ذلك؟ 
أي مدخل وجب أن نختار: الخيارات الكبرى،الهيكلة الإداريّة، المناهج والمقررات، المقاربات والطرائق والأساليب، الكتب المدرسيّة، تكوين المدرسين وآلياته، التقييم وأدواته، الحياة المدرسية والزمن الدراسي.
من أين نبدأ ؟ وبماذا ننتهي ؟ وكيف نؤمّن التناسق والأنسجام ؟
إن المتتبع لمسار منظومتنا التربوية في الحقبة الاخيرة يتجلى له بوضوح تقهقر وتراجع وطمس كل هياكلها وفروعها .هذه المنظومة التي تعد شريانا رئيسيا لمجتمعنا كانت قائمة على نظم وضوابط داخلية تنظم عملها (التشريع المدرسي ) .
وبناء على هذا ارتأينا أن نلفت أنتباهكم إلى ما آل إليه واقع التعليم اليوم من إختلالات :
أ ـ التشريع المدرسي :
1 ـ التلاعب به وفق الرغبات والمزاج بحيث تم تعديله مرتين دون إشراك القاعدة في ذلك .
2 ـ عصا يضرب به الضعيف لإذلاله واخضاعه .
3 ـ استحداث مناصب جديدة عشوائية لا أساس لها في السلم الوظيفي .
4 ـ الترقية والتكوين : تكوين وترقية عناصر دون اعتماد المقاييس والشروط المنصوص عليها في وثيقة التشريع المدرسي وعدم التشاور مع المديرية المخول لها ذلك .
5 ـ الارتجالية والعشوائية في اتخاذ المواقف والاجراءات والقرارات .
6 ـ اعفاء مديرين خريجين من مناصبهم واستخلافهم بمكلفين تحت اعذار واهية .
7 ـ اغلبية الاقسام المركزية المؤسس لها في التشريع المدرسي هي حبر على ورق وماهو موجود غير مفعل .
ب ـ التربوي البيداغوجي :
1 ـ تدني التحصيل .
2 ـ تغييب الجانب الاكاديمي .
3 ـ طغيان الدعاية الاعلامية على الجانب التربوي البيداغوجي ( تضخيم النتائج ، الاهتمام بالشكل اكثر من المضمون ... ) .
4 ـ غياب خطط قصيرة ، متوسطة وطويلة المدى تساهم في الرفع من مستوى التحصيل وذلك بتغيب الاقسام المختصة في ذلك ( التخطيط والبرمجة والتوجيه ) .
5 ـ ترسيخ وتغيير قناعات بعض إطارات المنظومة من اكاديمي محض إلى مادي نفعي في الظرف الحالي .
6 ـ عدم توظيف مداخيل المؤسسات التربوية إلى ما يخدم التحصيل الدراسي ( مكتبات قيمة ،ترميم ، بناء مخابر ،وسائل تنشيط ، وسائل تعليمية ... ) .
7 ـ غياب الدور الريادي للمفتش باعتباره القائد الفعلي للعملية التربوية .
8 ـ اهمال الانشطة اللاصفية .
9 ـ التجاوز في المستويات لبعض التلاميذ والطلبة .
10 ـ أرتفاع نسبة التسرب المدرسي .
11 ـ نزوح عائلات إلى الدول المجاورة لتدريس أبنائها .
12 ـ توزيع المنح الدراسية بالخارج على أساس المحسوبية والوجاهة والقبلية دون اعتماد المقاييس المنصوص عليها من البلد المانح .
ج ـ نقاط متفرقة :
1 ـ وزارة التعليم والتربية تلغي باللائمة على الشركاء رغم عدم إشراكهم في الخطط والبرامج لتبرير عجزها تحت شعار : التربية و التعليم مسؤولية الجميع .
2 ـ غياب المتابعة والمحاسبة لهدر المال العام .
3 ـ الخارطة المدرسية الجديدة للمسيرين هي تمهيد لحملة انتخابية قبل الأوان .
إن حصر الاختلالات ومناحي الضعف ، والإتفاق على تشخيص واقع المنظومة هو البداية نحو التوجه السليم ، والصائب . نحو تحقيق الغايات المنشودة في تصحيح المسار، والانطلاق من جديد نحو أفق النجاح المرجو، تمثلا لقوله تعالى (وَ ما كانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْم وَ أَهْلُها مُصْلِحُونَ) هود117.
وعليه فإنناندعوكم أنتم أهل الضمائر الحية ، والحكمة ، والمشورة ، والرأي ، إلى إلتفاتة جادة ، وجدية ، لإصلاح منظومتنا التربوية . وإذ نضع بين أيديكم بعض المقترحات التي قد تفيد في هذا التوجه :
1 ـ إنشاء مجلس أعلى للتربية والتعليم .
2 ـ الإسراع في إعداد منهاج وطني للغة العربية لكافة الاطوار .
3 ـ إعتماد النسخة الأصلية الأولى للتشريع المدرسي كمرجع لكافة الحقوق والواجبات في الميدان التربوي وتفعيلها وجعلها مسطرة تحكيم وتقييم.
4 ـ إنشاء مفتشية عامة بالوزارة .
5 ـ تفعيل وتشجيع دور أولياء الأمور بالفعل وليس بالكلام.
6- إعادة النظر في إختيارمنصب وزير التعليم وحصر التكليف بأهل القطاع وأبناء المنظومة مع مراعاة شروط الكفاءة ..
(وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )آل عمران104
الدولة الصحراوية المستقلة هي الحل.
- مولاي الطيب .
- بوبكر محمد محمداحمد .
- الشيخ عية .
- لحسن عبدالجليل .
- الولي المامون .
- أحمد المامي الداي .

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *