-->

هل وصلت رسائل عمار سعداني

لم أشعر بالقلق يوما مثلما شعرت به بعد تصريحات عمار سعدار الأمين العام لحزب
جبهة التحرير الوطني أكبر التشكيلات السياسية الجزائرية ، لكن كانت أيضا بالنسبة لي بمثابة جس نبض للشارعين الجزائري و الصحراوي على المستوى الرسمي و الشعبي لمعرفة مدى تشبث الأول بمبادئه و الثاني بعدالة قضيته .
بالنسبة لي القضية الصحراوية لها شعب يحميها مثلما لمكة رب يحميها لكن تبقى بعض التصرفات خارج الإطار و الصياغ تستوجب الوقوف عندها و أنا اليوم سأقول مالم يقوله البعض من السياسيين و المثقفين الصحراويين في هذا الموضوع لكنهم يتهامسون به جلسات أسواقة بينهم .
السيد عمار سعداني يثير فزعي بخرجاته الكثيرة و الغير محسوبة و لا مدروسة لأنه غير متعلم ولا محنك سياسيا و سطحي جدا في رؤيته للقضايا الداخلية الجزائرية و الخارجية و لا أجد له من شبه إلا المرحوم معمر القذافي ، هذا بالنسبة لي كافي ليجعلني أقلق من تصريحاته و جرأته على اللعب في مربعات لا تعنيه في شئ .
حبي للجزائر كبير لذلك عتابي سيكون كبيرا أيضا لأنني اتوقع من الجزائر الرسمية و حتى الشعبية أن تتكفل بالرد على سعداني ، و الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مشكورا تكفل بالرد الرسمي و كان إستقباله الرئيس الصحراوي أكبر رد و أبلغ رسالة لسعداني و للشعب الصحراوي لكني كواحد من هذا الشعب لايكفيني من الردود إلا تنحية سعداني من منصبه و إعفائه من مهامه لأن ضره للجزائر أكثر من نفعه و هل عجزت الجزائر و حزب جبهة التحرير الوطني أن تجد أمينا عاما غير سعداني ؟
أنا خاف على الجزائر أكثر من كثير من الجزائريين و أحبها أكثر من كثير منهم أيضا لأنني و أجيال معي كثيرة كبرنا و ترعرعنا و درسنا و تخرجنا من الجزائر و يوم كانت الجزائر في أوج محنتها لم يتجرأ أي مسوؤل جزائري على المساس بالقضية الصحراوية و لا حتى الإشارة إلى ذلك ليس لأنها قضية محرمة و لكنها قضية مقدسة لدى أصحابها و من سار في درب الكفاح من أجل الحرية و تاريخ الجزائر ناصع و لا يحتاج لمزايدات في ذلك و اليوم و الجزائر في أوج مجدها صار هذا سعداني يهدد بقول ماذا ؟ قل ماذا يا سعداني ؟ هل تخاف من خروج الشعب الجزائري إلى الشارع ؟ إن كان الشعب سيخرج إلى الشارع فإنه سيخرج ضد تصريحاتك و ضد وجودك في منصب لا تستحقه .إن خوفي على الجزائر من أمثالك يا سعداني و أن تتولى منصب أرفع من ذلك و تفرق الجزائريين بخرجاتك و شطحاتك غير المحسوبة و الصحراء غربية و ستبقى غربية رغما عنك .
لكن التساؤل الكبير هل و صلت رسالة سعداني إلى القيادة الصحراوية و كيف ستتم قرأتها أليس في طياتها أن القضية أصبحت تثير ململة الحلفاء و أنكم أيها الصحراويين مكتوفي الأيدي تنتظرون منذ أربعين سنة حلولا من الخارج و سميتم أنفسكم شعب المساعدات و مختبر للقرارات و المفاوضات الدولية ؟
متى تعتمدون على أنفسكم و تستعينوا بجيشكم و سلاحكم لإسترجاع حقوقكم ؟
لماذا تحسبون كل تصريح أو خطاب هو موجه ضدكم ؟
لماذا تركبون الأحصنة الخاسرة دائما الإستفتاء ، تقرير المصير ، حقوق الإنسان ، الديمقراطية ، المنظمات الإنسانية ، الأممية الإشتراكية و هلم جرا ؟
ماذا لو أصبح سعداني رئيس مع العلم أن سعداني لا يحمل ذلك التصور وحده ؟
اللهم أنقذنا من سعداني بتنحيه و من قيادتنا بإستقالتها النهائية من التسيير و التنظير و نحن على مشارف المؤتمر الشعبي العام الأخير لأنني بصراحة لا اشعر بالراحة من هذه المسميات و كأننا في ليبيا معمر القذافي فهل وصلت الرسالة ؟ 

بقلم: بشاري احمد عبد الرحمن

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *