تعاون جمعية اولياء التلاميذ مع إتحاد التعليم طريق الى الاصلاح
سعت الدولة الصحراوي الى إنشاء جمعيات اولياء التلاميذ في جميع ولايات الوطن مع
ان هذه تجربة فريدة من نوعها و بداية تأسيس المجتمع المدني الصحراوي الذي اصبح من الضروري تاسيسه في ظل غياب المبادرات الحكومية ولتأتي مبادرات الجميعات غير حكومية مع ان جمعية اولياء التلاميذ معترف بها كجمعية ناشطة في المنظومة التربوية الصحراوية إلا انه لم يكن هناك اي ترخيص رسمي لهذه الجمعية
لتاتي هذه التجربة .لترفع معنويات معظم الأسر الصحراوية ، التي فقدت معالم طريق الصواب ، وأعلنت استسلامها، جراء ما تراكم لديها من صور كئيبة تبعث على الإشفاق، وتعكس واقعا مؤلما للمنظومة التربوية، لتنكر تضحياتها وعطاءاتها. ووقفت على حافة الضياع، تندب حظها التعس لما آلت إليه أوضاعها، من تدني خدماتها وتراجع مستويات تلاميذها، بعدما سرقت منها المدرسة الجزائرية ( التسرب المدرسي ) الأضواء، وبلغت أصداء اختلالاتها كافة الأرجاء ...
وإذا كنا نعلم أن التحدي الأكبر، الذي يواجهنا أمام تحقيق التنمية البشرية والإجتماعية، هو إصلاح منظومة التربية والتكوين، باعتبارها القاطرة الأساسية لكل تقدم منشود، فإن الأمر يستوجب اعتماد مقاربة تشاركية، ينخرط فيها جميع الفاعلين والمتدخلين... ويبقى الرهان قائما أيضا على ما يمكن أن تحدثه جمعيات اولياء التلاميذ بدورها، من رجة قوية ضد ما تراه تقاعسا وتهاونا في أداء الواجب، إذا ما تم التشديد على اختيار أعضاء مكاتبها بحرية ونزاهة وديمقراطية، من بين الطاقات الفاعلة في المجتمع، تلك التي تتوفر فيها شروط الاستقامة ونكران الذات، ممن يحتل حب الوطن قلوبها، وتلهب المصلحة العليا للبلاد حماسها. لأن المسؤولية تقتضي أن يتحملها الذين يراعون قدرها، وينسون من أنفسهم القدرة على حسن التدبير، التفاوض المثمر وقوة الاقتراح والتشارك في اتخاذ القرارات الصائبة، بعيدا عما تزخر به مؤسساتنا التعليمية حاليا من جمعيات مثل جميعة ولاية العيون و بوجدرو الداخلة ، تكاد تكون في مجملها صورية، حيث ليس هناك ما يوحد أعضاء مكاتبها .
وفضلا عما ينص عليه الدستور الصحراوي بكونها جهازا مستقلا بذاته، فقد خصها بروتوكول التعاون ( إتفاقية ) الذي وقع بين جميعة اولياء التلاميذ بولاية السمارة واتحاد عمال التعليم و التربية و التكوين الصحراويين ، برغم من ان هذا الاتفاق الاول من نوعه والذي اعطى للجمعية مكانة خاصة ضمن دعامات الاتحاد الأساسية، لتجعل منها اتحاد عمال التعليم و التربية و التكوين الصحراويين شريكا استراتيجيا في تدبير شؤون المؤسسات التعليمية، من حيث تأهيل فضاءاتها التربوية والثقافية والرياضية، وتحويل جل المدارس إلى مشاتل لاستنبات زهور بشرية طيبة، يعبق أريجها بالمواطنة الصادقة. لذلك يتعين الانكباب على ما يطمئن الأسرة، بجعل المدرسة مركز إشعاع وجاذبية
من هنا، يمكن للمدرسة الوطنية استعادة هيبتها المفقودة، وتعود الأسر الصحراوية إلى سابق عهدها في احترامها، الاهتمام بالشأن التعليمي لأبنائها والتصالح مع الماضي العريق. بيد أن ذلك يتطلب القطع مع سياسات التيئيس والاستكانة إلى الأحوال المتعفنة القائمة، والتأسيس الفعلي لثقافة عصرية، تنبني على فضح الانحرافات، والحرص على أن تلعب جمعيات أولياء التلاميذ دورها الاجتماعي والتربوي، بكل جدية وفاعلية، وتكون قادرة على مد جسور التواصل بين المدرسة والأسرة في مناخ تربوي سليم.